عرَّفَ علماء الاجتماع التغيُّر الاجتماعي بأنه تغيرات في التفاعلات والعلاقات البشرية التي تُبدل المؤسسات الثقافية والاجتماعية وقد تنتج عنها عواقب وخيمة أو آثار طويلة الأجل على المجتمع؛ كالحركات الاجتماعية في الحقوق المدنية، وحقوق المرأة، وغيرها الكثير، ويُرمز للتغير الاجتماعي في علم الاجتماع بأنه تغيير الآليات والأساليب المتبعة داخل الهيكل الاجتماعي، ويشمل تغييرات في الرموز الثقافية، أو في القواعد السلوكية، أو في المنظمات الاجتماعية، أو في أنظمة القيم، وقد يعيق هذا التغيُّر عوائق مختلفة ومتعددة.[١][٢]


عوائق اجتماعية للتغير الاجتماعي 

نذكر فيما يلي بعض الحواجز التي تقف في طريق التغيُّر الاجتماعي:[٣]

  • تضامن المجموعات وتعصبها على ذلك: ويحصل هذا الأمر نتيجة المخاوف المتولدة لدى الأفراد جراء التأثير الذي قد يحصل على بعض الذين تحتضنهم هذه المجموعات والتي تتضمن مقاومة لمبادرات التغيُّر؛ لأنها مهتمة بالتأثير الذي سيحصل على المجموعة الكبيرة في المجتمع، حيث يتضمن هذا العائق نوايا حسنة، والاهتمام بأفراد المجموعة، ولكن يؤدي هذا القلق والتردد إلى فقدان المجتمع للفرص التي قد تحسن منه.
  • رفض الغرباء والأشخاص الجدد: يتولد هذا الحاجز بسبب اعتقاد المجموعات بأنه لا يمكن لأي شخص من خارجها أن يفهم سياساتها وأسلوبها اليومي المُتبع في الحياة، وبالتالي أي تغيير ينتج من أي شخص آخر خارج المجموعة ليس له قيمة عندهم ولن يحسن من مجموعاتهم، وقد يكون هذا الأمر مرتبطًا بالثقافة العرقية.
  • الصراعات الاجتماعية بين المجموعات: تعمل الصراعات بين المجموعات على عرقلة عملية التغيُّر وتوقفها استنادًا إلى الاختلافات في الفلسفة والثقافة والمعتقدات، ويتوقع أن تكون النزاعات القديمة الواضحة واحدة من أصعب الحواجز والعوائق أمام التغيُّر الاجتماعي.


عوائق سياسية للتغير الاجتماعي 

فيما يلي بعض العوائق السياسية للتغير الاجتماعي:

  • أشكال الدولة: طبيعة سلطة الحكومة، والسياسات، وغيرها، وطبيعة هذه المؤسسات بحدّ ذاتها تُعيق من حركة التغيُّر الاجتماعي، إضافةً إلى طبيعة الحكم في المجتمعات كالحكم الوراثي والنظام الإقطاعي.[٤]
  • النظام الطبقي: وقد شكل هذا النظام عقبة كبيرة في تحقيق العدالة وازدهار المجتمعات، فالحزبية من العوامل الرئيسية لفشل التنمية والتغيُّر الاجتماعي، وتعد الطبقة الفرعية والعضوية الطائفية من أسس تكوين هذه الأحزاب والفصائل، وأي مشروع أو تغيُّر يحدث ويخدم طبقة ما أو طائفة ما ستعارضه الطبقات والطوائف الأخرى؛ وذلك لشعورها بالغيرة من موقعها، أو للدفاع عن مصالحها بأنانية.[٥]


عوائق اقتصادية للتغير الاجتماعي 

وفيما يلي بعض العوائق الاقتصادية للتغير الاجتماعي:

  • الفقر والبطالة وأصحاب رؤوس الأموال: كل هذه الظواهر هي عقبات كبيرة أمام التغيُّير الاجتماعي، إذّ يقاوم الأغنياء التغيُّر الاجتماعي خوفًا من أن يضُر بمصالحهم، ولذلك كل هذه الظروف الاقتصادية غير مناسبة لحدوث التغيُر الاجتماعي.[٤]
  • التكاليف الاقتصادية: قد تُعيق التكاليف الاقتصادية التغيُّر الاجتماعي، وذلك من أجل تقديم نظام تأمين صحي إجباري وطني بسببه ستحتاج الدولة للكثير من الأموال، وقد تحصل خسارات فادحة لخزينة الدولة.[٦]


معيقات أخرى للتغير الاجتماعي 

إليك ما يلي بعض هذه المعيقات:[٥][٦]

  • الانفجار السكاني: تعد الكثافة السكانية الهائلة إحدى عوائق قدرة الأمم على تحقيق أهدافها، إذّ يزداد عدد سكان العالم كل يوم حوالي 46500 نسمة، ويحتاج كل 165 ألف شخص في كل عام إلى 5 آلاف طن من الحبوب، و2.5 مليون منزل، و1.5 ألف مدرسة ابتدائية وثانوية، و5000 مستشفى ومستوصف، و2000 مركز صحي أولي، وسريرين من أسرة المستشفيات لكل عائلتين، و50 ألف طبيب، وبالتالي هذه الأعداد الكبيرة من السكان تمتص جهود الأمة وتقلل من التنمية السريعة.
  • القيم: تؤثر القيم على السلوك الفردي والجماعي، وبالتالي تؤثر على العمليات الاجتماعية، ومثال على ذلك القيم المعتمدة في النظام الطبقي وما يتضمنه من قضايا؛ كالتسلسل الهرمي، والتلوث، وغيرها، وتبين أنها قد شكلت حاجزًا ضخمًا في تغيُّر المجتمعات.
  • الكسل: قد يرفض الأفراد قبول الاختراعات الاجتماعية بسبب تراخيهم وخمولهم وقصورهم الذهني، فالإنسان الكسول يرغب في الحصول على الأشياء من الآخرين بدلًا من إنتاجها بقدراته الخاصة، ويفضل أن يسلك الطرق المعروفة بدلًا من البحث على طرق جديدة مُبتكرة.
  • المصالح المكتسبة: يعمل حب المصالح المكتسبة ضدّ الإصلاحات والتغيُّرات الاجتماعية، ويحاول الأشخاص أن يعيشوا وفقًا لمعتقداتهم الدينية وتقاليدهم الاجتماعية، ولا يقبلوا التغيُّرات والاختراعات الجديدة، ويرون أن التغيُّر الاجتماعي سيؤثر سلبًا على مصالحهم، فيعارضون التغيُّر بكافة أشكاله.
  • حبّ الاستقرار والبقاء على الوضع الراهن: يرغب معظم الناس في الحصول على مستقبل آمن، ويخشون الأمور الجديدة غير المجربة من قبل، ويعتقدون أن الظروف الجديدة ستجعلهم أقل راحة وسعادة من وضعهم الحالي وظروفهم الحالية.
  • الجهل والأُمية: وذلك لإيمانهم العميق والأعمى بمعتقداتهم، ولا يمكنهم أن يفهموا الاختراعات والابتكارات الاجتماعية الجديدة بطريقة صحيحة، وبالتالي يميلون إلى رفض ومعارضة التغيُّر الاجتماعي، فمثلًا قد استغرق بعض الناس من هذه الفئة وقتًا طويلًا في الاقتناع بالمحراث الحديدي المُخصص للزراعة؛ وذلك لاعتقادهم بأن الحديد يَضُر الأرض والبذور، ونفس الأمر بالنسبة لأجهزة الحواسيب فقد اعتقدوا أنها ستخلق البطالة واليأس في المجتمع.

المراجع

  1. "What is Social Change and Why Should We Care?", snhu, Retrieved 12/6/2021. Edited.
  2. "social change", britannica, Retrieved 12/6/2021. Edited.
  3. "The Resistance to Change", sites, Retrieved 21/6/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Barriers to social change", ecoursesonline, Retrieved 21/6/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "6 Main Hindrances to Social Change in India", yourarticlelibrary, Retrieved 21/6/2021. Edited.
  6. ^ أ ب "8 Major Hindrances in the Way of Social Change in Various Societies", shareyouressays, Retrieved 21/6/2021. Edited.