الحسد أن تتمنى زوال نعمة المحسود إليك أو سلبها منه، فهو شعور حاد مؤلم، والغيظ ينتج عن فشل الشخص في الوصول الى هدفه بينما نجح آخرون فيصبحون موضع نقمته وحقده، فيقود الفرد إلى شعور بالتعاسة لأسباب منها مشاعر النقص، ومن الممكن أن يقدم الفرد على منع فرد أخر من الحصول على نعمة ما، ينبع الحسد من النفس بسبب فقدان النعمة أو شعور داخلي بالكراهية أو الكبر وغيرها، فتظهر آثار الحسد على المحسود في النفس والبدن والمال. [١]


آثار الحسد المادية

فيما يأتي بعض النقاط التي توضح الآثار المادية للحسد على الشخص المحسود:

  • الأمراض التي يسببها الحسد، فقد يصيب الجسد بالضعف بسبب الضيق، ثم يبدأ الضعف العام في الجسم والذبول، حتى يصل إلى مرحلة خطيرة، فتضعف المناعة فلا يقاوم الأمراض كما يجب.[٢]
  • قد يُصاب الشخص بالميل إلى الانطواء، والانعزال والابتعاد عن المشاركات الاجتماعية، كما من الممكن أن يميل للاعتداء على الآخرين.[٣]
  • قد يميل الشخص إلى عدم الاهتمام بمظهره، وقد يسيطر عليه الضيق والاختناق.[٣]


آثار الحسد النفسية والمعنوية

الحسد مرض في النفس يأكل قلوب العديد من الناس، ومن أسبابه الأنانية التي تدفع الحاسد للتسلط والاعتداء على الآخرين، ولا تتحقق سعادته حتى تزول كل النعم منهم، وإذا شعر بالقوة على تحقيق رغباته وسلب النعم أو إتلافها، فتتولد عنده محاولات عملية إجرامية بهدف تحقيق الأماني،[٤] وفيما يأتي بعض الآثار النفسية والمعنوية للحسد:

  • حسرة الحاسد في نفسه، فيعتصره الألم كلما رأى الخير والرزق عند الآخرين، فيكن في نفسه الهم والغم ويتمنى زوال النعم عن الآخرين ويزداد حزنه وألمه إذا زادت هذه النعم عند الآخرين.[٥]
  • ضياع الوقت في الطعن بالآخرين ومحاولة نصر الذات وإشعال نار الفتنة التي قد تحرق الحاسد نفسه، فلا يستفيد من علم أقرانه ولا من خبراتهم ولا من صداقتهم ولا يسعد بصحبتهم.[٦]
  • رصد حالات شديدة العدوانية من الكراهية والحسد والجشع في الأطفال الصغار والمرضى جدًا. [٧]


آثار الحسد الاجتماعية

يُعد الحسد من الظواهر الاجتماعية الموجودة في كل المجتمعات، ويعد رمزًا مهددًا لاستقرار الحياة على مستوى الفرد والمجتمع، ويصيب المجتمع بالتفكك،[٨] وفيما يلي بعض آثار الحسد الاجتماعية:

  • التقاطع والتهاجر بين الأخوان والجيران، فكل منهم يتتبع عثرات الآخر، ويفشي الأسراره ويسعى لإحداث الضرر به، بالوشاية وتلفيق الأكاذيب، فلا يتعاونون إلا على ما فيه ضرر وعدوان.[٩]
  • التفرقة بين الأفراد فكل منهم يظن أنه على صواب، ويحرص كل منهم على صرف المنفعة العاجلة ويحول بينه وبين مصالح الدنيوية مثل أرباح مالية، أو فرصة عمل، أو ولاية أو رئاسة وغيرها. [٩]
  • الحاسد غير محبوب ولا يتقبله إلا القليل من الأفراد فهو مبغوض عندهم، لأنه يزرع العداوة بين الأصحاب والأقارب، ومن أسباب تفكك المجتمع، وقد يصل به المطاف إلى قتل الآخر لأجل حرمانه من النعم وأخذها لنفسه.[٦]
  • الحسد يكون بين كل فئات المجتمع حتى طلاب العلم، فمن آثاره تربية الطلبة على سوء الأدب وضيق الأفق بسبب التعلق بأفراد أو علم معين دون غيره، وتغلب النزعة الفردية والنفور من المشاركة في العمل الجماعي كالندوات والمؤتمرات.[١٠]



المراجع

  1. فاديه عبدلله خليفه، الحسد من منظور اجتماعي، صفحة 370-372 374. بتصرّف.
  2. مصطفى كمال البنا، الرقى الشرعية والطاقة الشفائية لعلاج الحسد والسحر والمس، صفحة 15 16. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "أعراض الإصابة بالحسد"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 7/7/2021. بتصرّف.
  4. اسلام قطب، الحسد المادية&hl=ar&sa=X&ved=2ahUKEwjZqMO2487xAhXC7eAKHX6oAvI4ChC7BXoECAgQCQ#v=onepage&q=آثار الحسد المادية&f=false عبد الرحمن حسن حبنكه الميدانى، صفحة 734 735. بتصرّف.
  5. ماجد بن عبدلله ال عثمان ، الحسد وآثاره، صفحة 25. بتصرّف.
  6. ^ أ ب هاني الشيخ جمعة سهل، داء الحسد وأثره على طلبة العلم، صفحة 23- 29. بتصرّف.
  7. "Melanie Klein", newworldencyclopedia, Retrieved 7/7/2021. Edited.
  8. فاديه عبدلله خليفه، الحسد من منظور اجتماعي، صفحة 370. بتصرّف.
  9. ^ أ ب ماجد بن عبدلله ال عثمان ، الحسد وآثاره، صفحة 25 27. بتصرّف.
  10. هاني الشيخ جمعة سهل، داء الحسد وأثره على طلبة العلم، صفحة 28- 29. بتصرّف.