يقصد بالتمييز الديني أن يتم التعامل مع الأفراد أو الجماعات بطريقة مسيئة، وقد يتضمن ذلك سلبهم بعض الحقوق أو إيذائهم جسديًا، وذلك بسبب اختلافهم بالاعتقاد الديني أو الفلسفي، وتجدر الإشارة إلى أن أغلب دول العالم تنادي بحرية الاعتقاد بصرف النظر عن الديانة أو المعتقد التي يتبعها الأفراد، سواء كان الدين الإسلامي أو معتقدات غيره مثل المسيحية واليهودية والهندوسية والبوذية، حتى إن بعض الدول تدعي أنها تضمن حرية الاعتقاد، حتى إن كان لجماعات صغيرة أو حتى أفراد متفرقين، ويؤثر التمييز الديني على جميع مناحي الحياة، سواء كانت اجتماعية أو اقتصادية أو مهنية أو حتى سياسية، وللتعرف على مفهوم التمييز الديني، سوف نستكمل هذا المقال للحديث عن أبرز المعلومات حول هذا الموضوع.[١]


ما هي أنواع التمييز الديني؟

هناك أربعة أنواع مختلفة من التمييز الديني، وفيما يلي توضيح لأهم المعلومات المتعلقة فيها:


التمييز الديني المباشر

هو أكثر أو بسط أنواع التمييز الديني انتشارًا حيث يعاني خلاله الشخص من المعاملة السيئة مقارنة بالأشخاص الآخرين، ويكون ذلك بسبب اعتقاده أو ديانته المختلفة، فعلى سبيل المثال قد لا يمنح الشخص المسلم من الحصول على وظيفة في مجتمع يسوده ديانة أخرى.[٢][٣]


هنالك سببان للتمييز الديني المباشر، والأول يكون دافعاً شخصياً من الذي يقدم على التصرف العنصري، والثاني يكون تلبية لحاجات العمل، فعلى سبيل المثال قد يلجأ أحد أصحاب العمل الذي يعتنق ديانةً معينة إلى توظيف شخص من ديانة أخرى على حساب ذلك الشخص، وذلك لأن العملاء لا يفضلون التعامل مع الموظف من تلك الديانة، وقد ينطبق هذا على أي صاحب اعتقاد.[٢][٣]


التمييز الديني غير المباشر

يظهر هذا النوع من التمييز على مستوى المنظمات والشركات وحتى التشريعات المحلية داخل الدولة، بحيث يتم سن قانون أو نظام داخلي للمنظمة أو الشركة يتجاهل حقوق الأشخاص الذين لا ينتمون للاعتقاد السائد في المنطقة، فعلى سبيل المثال قد تفرض بعض الدول والهيئات والشركات يوم الجمعة يوم عمل رسمي، وهو عطلة رسمية للمسلمين يؤدون خلاله صلاة الجمعة.[٢][٣]


ومن الأشكال الأخرى للتميز غير المباشر، هو فرض زي محدد داخل المؤسسات الحكومية وغير الحكومية، أو منع ارتداء الأزياء التي يمكن أن تعبر عن اعتقاد محددة، مثل ارتداء الصليب من قبل المسيحيين، أو منع ارتداء الحجاب للمسلمات.[٢][٣]


التحرش والمضايقة

يعد هذا النوع من التمييز فردياً أكثر منه جماعياً، ولا يصدر عن المؤسسات أو الهيئات، وكذلك قد لا يصدر عن إدارة هذه المؤسسات، إذ يتمثل التحرش أو المضايقة، بالتلفظ أو إصدار الإيحاءات المسيئة لمعتنقي ديانة معينة بشكل مقصود، كأن يتم الحديث عن التطرف والإرهاب، وفي حال حدوث مثل هذه المضايقات داخل منظمة معينة يمكن للموظف أن يتقدم بشكوى داخلية على مصدر هذه المضايقة، وفي حال تقاعص الهيئة في ردعه، يمكن رفع دعوى قضائية بحقها.[٢][٣]


التضحية

قد لا يتم تصنيف هذا النوع على أنه تمييز ديني، فليس بالضرورة أن يقع على شخص معتنق لاعتقاد أو دين مختلف، وإنما يقع على الأشخاص المتعاطفين مع الذي يقع عليهم فعل التمييز، فعلى سبيل المثال، يمكن أن يدعم أحد الموظفين من الديانة المسيحية موظفاً آخر معتنق للإسلام، وذلك من خلال إدلاء شهادته حول تعرض زميله للمضايقة والتحرش، وبناءً على شهادته قد يتعرض للتهديد أو المضايقة أو الاستفزاز.[٢][٣]


ما هي الظروف التي يسمح فيها التمييز على أساس الدين؟

قد لا يعتبر التمييز بالضرورة عنصرية أو تصرفاً سلبياً في بعض الظروف، وفي ما يلي توضيح لأبرز هذه الظروف:[٢][٤]

  • تحتاج بعض الوظائف إلى أن ينتمي شاغلها لديانة محددة، فعلى سبيل المثال لا بد أن يكون خادم المسجد مسلمًا.
  • تقوم بعض المنظمات بدعم وتنمية المجتمعات، والتي يكون ضمنها بعض المجموعات التي ينتمي كل منها إلى ديانة مختلفة، وذلك تقوم المنظمات باختيار الموظفين لدعم وتنمية هذه المجمعات بحيث يكونون من ذات الديانة.
  • تنتشر في مختلف الدول المدارس التي تتخذ طابعًا دينيًا، وبالتالي فإنها تحصر اختيار الموظفين بحيث يكونون من نفس الديانة التي تنتمي لها المدرسة، وكذلك يكون الأمر عندما يتعلق بقبول الطلاب.
  • تقوم المنظمات الدينية في مختلف العالم بإجراء احتفالات ونشاطات، وبالتالي فإنه تحصر المشاركة في مثل هذه النشاطات فقط على الأشخاص الذين ينتمون إلى ديانتهم.


حقائق عن التمييز الديني

فيما يلي أهم الحقائق والإحصائيات المتعلقة بالتمييز الديني:[٥]

  • تتعرض النساء للمضايقات حول اللباس الديني في أكثر من ثلث دول العالم.
  • يعد المسلمون ثاني أكبر مجموعة دينية يتعرضون للتمييز الديني، وفي أكثر من 121 دولة.
  • أكثر من 18% من جرائم الكراهية في الولايات المتحدة الأمريكية متعلقة بالتمييز الديني.
  • يعد المسيحيون أكبر مجموعة دينية تتعرض للتمييز الديني حول العالم.


ملخص حول التمييز الديني

يعد التمييز الديني ظاهرة منتشرة في مختلف دول العالم، وهي عبارة عن إساءة من قِبل الأكثرية الدينية داخل دولة أو قرية أو منظمة تجاه الأقليات الدينية الأخرى في نفس المنطقة، وقد يتعدى الأمر إلى أعمال عنف، وهناك عدة أشكال لها، إذ يمكن أن تتخذ شكلاً مباشراً من خلال عدم المساواة وتكافؤ الفرص، ويمكن أن تتخذ شكلًا غير مباشر من خلال سنّ بعض القوانين والتشريعات التي تعطي شرعية للتمييز، وقد يتخذ التمييز شكل التحرشات والمضايقات، وأخيرًا قد ينتقل التمييز إلى الأشخاص الذين يدعمون من يقع عليهم فعل التمييز.


المراجع

  1. "Religious Discrimination", eeoc, Retrieved 27/8/2023. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ "Religion or belief discrimination", equalityhumanrights, Retrieved 27/8/2023. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح "Religious Discrimination", commerce, Retrieved 28/8/2023. Edited.
  4. "What is Religious Discrimination?", workingnowandthen, Retrieved 27/8/2023. Edited.
  5. "Religious Intolerance Facts & Figures", socialjusticeresourcecenter, Retrieved 27/8/2023. Edited.