ما تعريف المواطنة؟ وما أهميتها؟

المواطنة هي الحقوق التي تمنحها الدولة للأفراد الذين يحملون جنسيتها، بالإضافة إلى حصولهم على الامتيازات التي توفرها هذه الدولة والاستفادة منها، ويشمل مفهوم المواطنة العلاقة التي تربط الأفراد فيما بينهم، وعلاقتهم بالدولة، وشعورهم بالانتماء والوفاء لها، والاعتزاز والفخر بها، والدفاع عنها إن لزم الأمر.^[١]

مفهوم المواطنة

إليك فيما يلي توضيح لمفهوم المواطنة لغة واصطلاحًا:

• لغةً: مصدر لفعل واطَن أيّ شارك في المسكن وأقام به لأن الفعل على وزن فاعل،^[٢] ويعود اشتقاق مصطلح المواطنة إلى كلمة وطن؛ أي المكان الذي يقيم به الفرد ويستوطن به، ويعود أصل مصطلح المواطنة إلى الحضارة اليونانية القديمة وتعني المدينة،^[٣] حيث كانوا سكان الحضارة اليونانية القديمة يشاركون في اتخاذ قرارات الدولة، ولهم الحق في إدارتها.^[١]
• اصطلاحاً: هي علاقة الفرد بالدولة التي يحمل جنسيتها من حقوق وواجبات؛ ومن أهم الحقوق للمواطن حقه في التعليم، وحقه في العمل وكسب الرزق، وحقه في الرعاية الصحية، بينما من أهم الواجبات التي تقع على عاتقه اتجاه الدولة التي يحمل جنسيتها هي واجبه بالدفاع عنها إن لزم الأمر وواجبه بالانتماء والولاء لها، ويعود تحديد طبيعة هذه العلاقة التي تربط الدولة بالفرد أو الأفراد فيما بينهم هو الدستور والقوانين الداخلية للدولة.^[٣]

خصائص المواطنة

فيما يلي بعض أهم خصائص المواطنة:^[٤]

• الخصائص المعرفية؛ والمتمثلة بوعي الفرد لجميع حقوقه المترتبة على الدولة، واستيعابه لجميع الواجبات التي تقع على عاتقه اتجاهها.
• الخصائص المهارية؛ وهي مشاركة الفرد للأنشطة والفعاليات التي تخص الدولة، سواء فعاليات اجتماعية أو اقتصادية.
• خصائص وجدانية؛ والمتمثلة بتقدير الشعور بالولاء والانتماء للدولة، والشعور بالعدل والمساواة بين أفرادها.
• علاقة الأفراد فيما بينهم وطبيعتها القائمة على الاحترام لبعضهم البعض.
• مشاركة الفرد في الحياة الديمقراطية، سواء بحقه في الانتخاب، أو بتشكيل الأحزاب والجمعيات.

مكونات المواطنة وعناصرها

فيما يلي ما يتعلق بعناصر المواطنة ومكوناتها:

• تتكون المواطنة من عدة عناصر مهمة، وهي:^[١][٥]
• العنصر السياسي: وتتمثل بمشاركة المواطن في الحياة السياسية للوطن عن طريق البرلمان.
• العنصر القانوني: الذي يشمل الحقوق والواجبات التي تقع على الفرد الذي ينتمي لهذه الدولة والتي يحمل جنسيتها.
• العنصر الاجتماعي: يتمثل بحصول الفرد على حقوقه الترفيهية والاجتماعية والاقتصادية سواء على مستوى التعليم، والرعاية الصحية، وما ورد سابقاً ما هو إلا جزء بسيط من الحقوق الاجتماعية التي يمكن للفرد الحصول عليها نتيجة تمتعه بجنسية الدولة التابع لها.
• العنصر السلوكي: يتمثل بعلاقة الفرد في المجتمع، والتي تعتمد على سلوكياته في الدولة.
• العنصر المدني: ويتمثل بالحريات الفردية للأفراد وهي حرية الرأي، وحرية الإيمان، والاعتقاد، وحرية التملك، وأيضاً حقه في تحقيق العدالة في الأنظمة القضائية.
• العنصر المعنوي: والذي يشمل شعور الفرد بالانتماء لهذه الدولة، وللأفراد المحيطين به.
• يمكن تفصيل عناصر المواطنة إلى:^[٦]
• الانتماء: وهو شعور الفرد اتجاه الوطن الذي يحمل جنسيته بالفخر والاعتزاز، إذ يعد شعوره بالإخلاص لهذا الوطن ووقوفه إلى جانبه في الأزمات، والمشاكل التي قد تمر عليه من أنبل صور الانتماء.
• الولاء: ويكون بقيام الفرد بواجباته اتجاه الوطن بأمانة، والمشاركة بالفعاليات والاحتفالات الوطنية، والعمل على تعزيز المودة والتآلف بين أبناء الوطن الواحد، واحترام عادات وتقاليد الوطن، والتمسك بالتراث الوطني والمحافظة عليه.
• الحقوق: كل ما يعتبر من حقوق الفرد يُعد في ذات الوقت من واجبات الدولة اتجاهه، وحقوق الفرد كثيرة وشاملة ويمكن ذكر بعض منها؛ كحقوق التعليم، والرعاية الصحية، والمساواة، والعدالة، ويجب على الدولة تأمين كافة حقوق الفرد بغض النظر عن انتمائه الديني، أو السياسي، أو الفكري.
• الواجبات: كل ما هو واجب على الفرد اتجاه الدولة التي ينتمي إليها، حيث توجد حقوق لهذه الدولة على الأفراد، ويجب احترام هذه الواجبات والالتزام بها، ويمكن ذكر بعض من هذه الواجبات؛ كتنمية الوطن، واحترام أنظمته، والدفاع عنه عندما يلزم الأمر.

مقومات المواطنة

تشمل المواطنة عدة مقومات، ونذكر منها:^[٧]

• العدالة والمساواة: لا يمكن أن توجد مواطنة إلا إذا كان هناك مساواة وعدالة في الدولة، فلا يجب أن يكون هنالك أي تميز بين الأفراد سواء من ناحية العِرق، أو الاعتقاد، والإيمان الديني، أو القناعات الفكرية التي تخص كل فرد، لذا يجب احترام هذا الاختلاف، والتعامل معه على أساس المساواة والعدل بين أفراد الدولة الواحدة، وفي حال اختل هذا المبدأ سوف يؤدي إلى خلل في استقرار الدولة.
• الانتماء والولاء: وهي العلاقة الروحية التي تربط الفرد بوطنه، وشعوره بالاعتزاز به، والفخر حتى لو كان هذا الفرد غير مقيم على أرض الوطن، فيبقى انتمائه وولائه الأول والأخير لوطنه الذي يتمتع بحمل جنسيته.
• المسؤولية والمشاركة: تتمثل بمشاركة الفرد في النشاطات والفعاليات الوطنية الاجتماعية منها، والثقافية، والسياسية، حيث هنالك إمكانية للجميع بالمشاركة بمثل هذه الفعاليات لأبناء الوطن كافة دون تميز أو استثناء ولكافة الأعمار، حيث يكون هنالك دور للأطفال على الرغم من صغر أعمارهم، إلا أنه علينا دائماً مشاركتهم في هذه الفعاليات؛ وذلك لتوليد شعور المواطنة والولاء لديهم منذ الصغر.

قيم المواطنة

تتمثل قيم المواطنة، بما يلي:^[٥]

• المساواة: وهي من أهم قيم المواطنة لأن في حال غيابها لا يكون هنالك وجود لها، وتتمثل المساواة؛ بالمساواة بين الدول، والمساواة بين أفراد الشعوب الواحدة، والمساواة بين الأفراد فيما بينهم.
• الأحقية في الاختلاف: من المؤكد أن هنالك اختلاف سواء في العِرق، واللون، والمعتقدات الفكرية والدينية بين أفراد الدولة الواحدة، لذا يجب أن يتم احترام هذا الاختلاف والتعايش معه والابتعاد عن التفرقة؛ وذلك لتحقيق مفهوم المواطنة بشكله الأمثل.
• التضامن: ويتمثل بمساعدة أفراد الدولة الواحدة لبعضهم البعض والتكاتف فيما بينهم، حيث يشمل مفهوم التضامن؛ التضامن بين الأفراد بوجه الحوادث والصعوبات التي قد تمرّ بها دولتهم، أو بالتضامن فيما بينهم والتجاوز عن الاختلافات والخلافات التي قد تحدث بينهم.

حقوق المواطنة

الحقوق المدنية والسياسية

وتتمثل هذه الحقوق من خلال:^[٨][٩]

• قدرة الفرد على التمتع بممارسة الحياة السياسية والمدنية، وذلك دون التعرض لأي من الانتهاكات التي تمنعه عن ذلك، أو بتعرضه للاضطهاد.
• تشمل الحقوق المدنية؛ حرية الأفراد بمعتقداتهم الدينية، والعقائدية، والفكرية، والتعبير عن الرأي بأريحية، وبالحرية في التنقل.
• تشمل الحقوق السياسية؛ مقدرة الأفراد على تحقيق العدالة على جميع أفراد المجتمع دون تمييز فيما بينهم، وتطبيق القانون على الجميع وسيادته على جميع أفراد المجتمع، وأيضاً الحق في تكوين الأحزاب والجمعيات، والحق في الدفاع عن النفس.
• حماية الفرد من إقصائه خارج موطنه، وإبعاده عنه تحت أي ظرف.
• حرية الفرد بالتوظف بالوظائف التي يرغب بها دون قيود أو مضايقات.
• توفير وتأمين الأمان والطمأنينة لجميع أفراد المجتمع دون تمييز.
• تأمين الأفراد ورعايتهم صحياً، ومحاولة توفير التأمينات الصحية لجميع أفراد الدولة.
• توفير فرص التعليم وأحقيته لجميع الأفراد دون استثناء.
• وجود التشريعات والقوانين التي تحمي الأفراد.
• تأمين حرية التملك.

الحقوق الاجتماعية

وتتمثل هذه الحقوق من خلال:^[٩]

• توفير الرعاية الاجتماعية لمحتاجينها من أفراد الدولة.
• احترام الحريات الشخصية.
• احترام اختلاف الرأي.
• احترام التعددية الأدبية، والفكرية، والعِرقية.
• مكافحة الفساد ومحاربته بكافة أشكاله وأنواعه.
• توفير الحماية على البضائع، وتوفيرها في الأسواق، وحماية الأسواق الداخلية.
• تأمين حرية التجارة والعمل.
• تأمين حرية الصحافة.
• تأمين حرية التظاهر السلمي والتجمعات المصرح بها.

واجبات المواطنة

تشمل هذه الواجبات عدة نقاط، منها ما يلي:^[٩]

• مشاركة الأفراد في النشاطات والفعاليات الوطنية، والتواجد بها لتوحيد أفراد الدولة معاً.
• المساهمة في المشاريع المدنية، وتقديم الخدمات الاجتماعية لمن يحتاجها.
• الشعور الدائم بالولاء والانتماء للوطن، والفخر والاعتزاز به.

أهمية المواطنة

تتمثل أهمية المواطنة بعدة نقاط، ومنها:^[١٠]

• تظهر أهمية المواطنة لكونها ساهمت في التقدم الحضاري للمجتمع الإنساني ككل، بحيث دعمت مفهوم الديمقراطية بين الشعوب، بالإضافة إلى دعمها لمفهوم الواجبات والحقوق، ودورها في نشر المساواة والعدالة.
• دورها في تمكين الترابط الوطني، وجمع أفراد الوطن تحت مسمى واحد وهو المواطنة، وبالرغم من وجود اختلاف باللون، واللغة، والاتجاه الديني، والفكري، بين أفراد الدولة الوحدة.
• شمولها لمفهومي العدالة والمساواة بين أفراد المجتمع الواحد، وعدم التمييز بين أحد في تحقيق العادلة، وإلزام الجميع بواجباتهم اتجاه موطنهم، وتأمين الحقوق للجميع دون استثناء أو تمييز.
• اعترافها بالاختلاف بين أفراد المجتمع الواحد، فلا يوجد فرق بين الأفراد حتى لو كان هناك اختلاف ضمني فيما بينهم؛ كاللون، والاتجاه الديني، أو السياسي، أو حتى بالاختلاف العِرقي أو الاقتصادي.