تعد قوانين حقوق النشر شكلاً من أشكال الحماية التي يمنحها القانون لأعمال التأليف الأصلية الثابتة، وتشمل المصنفات المنشورة وغير المنشورة؛ أيّ أنها شكل من أشكال قانون الملكية الفكرية، حيث تحمي الأعمال المؤلفة بما في ذلك الأعمال الأدبية، والدرامية، والموسيقية، والفنية، كما يُسمح لأصحاب حقوق النشر بنسخ أعمالهم، وعرضها، وتنفيذها، وتوزيعها، وبيعها للشارع العام، ويسمح لهم أيضًا بإنشاء أعمال ثانوية بناءً على عملهم الأصلي،[١][٢] كما نتقسم حقوق النشر إلى عدة أقسام وأجزاء منها؛ الحصول على حماية حق المؤلف للعمل، والأعمال غير المحمية بموجب قانون حقوق النشر، ونطاق الحماية بموجب قانون حقّ المؤلف، والاستخدام العادل، والقيود الأخرى على حماية حقوق النشر.[٣]


أسباب ظهور قوانين حقوق النشر

إليك أهم أسباب إيجاد حقوق النشر وقوانينها:[٤][٥]

  • يعود السبب الأساسي لظهور قانون حقوق النشر ليس حماية مصالح المؤلفين أو أصحاب الفكر والأعمال المبتكرة، بل لتعزيز تقدم العلم والفنون والمعارف، ولتحقيق هذا الهدف تشجع ملكية حقوق النشر المؤلفين في جهودهم من خلال منحهم احتكار مؤقت أو ملكية الحقوق الحصرية لفترة زمنية محددة.[٦]
  • تُمنح حقوق النشر في الأعمال التي أنشأها الموظفون عادةً لأصحاب العمل، وذلك بموجب مبدأ العمل مقابل الأجر.
  • يحتفظ الموظفون في العديد من البلدان الأخرى بحقوق التأليف والنشر في إبداعاتهم.
  • تحمي أعمال المبدعين والمبتكرين من التشفير الإلكتروني.
  • تحمي حقوق المبتكرين؛ إذ يمتلك الشخص أسبابًا قانونية لملاحقة ومساءلة الطرف المذنب إما بدفع مقابل ترخيص، أو تعويض عن أي خسارة مالية قد يتكبدها ويتعرض لها الشخص من الاختراق، وهذا النوع يعد من السرقات الأدبية، وفي حال استخدام هذا العمل دون علم المبتكر، فلديه الصلاحيات بمنعهم من القيام بذلك، وأحياناً الحصول على تعويض عن أي أرباح قاموا بجنيها بواسطة استخدامهم للعمل دون إذن.[٧]
  • تساهم حقوق النشر وقوانينها في تقدم المجتمعات ونهضتها.
  • تعمل على تحقيق التنمية الاقتصادية والثقافية والاجتماعية.


تاريخ ظهور قوانين حقوق النشر

بدأت حقوق النشر بالظهور مع اختراع آلة الطباعة في ألمانيا، والتي بموجبها جعلت من الممكن نسخ الأعمال الأدبية، وفي القرن الخامس عشر تحديدًا في سنة 1440 م، وفي عام 1483 وصلت الطباعة إلى إنجلترا، ورفع الملك ريتشارد الثالث آنذاك الحظر المفروض على استيراد المخطوطات والكتب؛ ونتيجةً لذلك بدأ المؤلفون بإرسال كتبهم إلى إنجلترا للطباعة، حيث منحوا ترخيصًا ملكيًا، وسرعان ما أصبحت إنجلترا مركز الطباعة آنذاك،[٨] وفيما يلي بعض تواريخ ظهور قوانين حقوق النشر:

  • في عام 1529، تم جمع جميع الأشخاص الذين شاركوا سابقًا في كتابة المخطوطات وعمل النسخ معًا لتشكيل نقابة القرطاسية.[٨]
  • تحولت نقابة القرطاسية إلى شركة، إذ يتمتع أعضاء الشركة بالحق في إعادة طبع الأعمال باسم الأعضاء الآخرين في الشركة الذين لديهم الحق الوحيد في نشر العمل، كما يحق للأعضاء المسجلين طباعة الكتب ونشرها.[٨]
  • حصلت شركة القرطاسية على ميثاق ملكي ومنحت امتياز تنظيم تجارة الكتب، وكانت الشركة تقوم بحماية جودة التجارة، والمساهمة في تقليل الممارسات غير المهنية.[٨]
  • وفي عام 1710، تم إصدار "قانون آن" والذي يعد العلامة الفارقة في تاريخ قانون حقوق النشر؛ إذ يقوم على الاعتراف بأن المؤلفين يجب أن يكونوا المستفيدين الأساسيين من قانون حق المؤلف، وأسس فكرة أن حقوق الطبع والنشر هذه يجب أن يكون لها مدة محدودة، وبعد انتهاء مهلتها ستنتقل الأعمال إلى المُلك العام.[٤]
  • في القرن الثامن عشر، تم سنّ قوانين مماثلة في الدنمارك، والولايات المتحدة، وفرنسا، وخلال القرن التاسع عشر وضعت معظم الدول الأخرى قوانين لحماية أعمال المؤلفين الأصليين.[٤]
  • منذ صدور قانون آن أي ما يقارب 300 عام، تمت مراجعة بعض القوانين في عدد من الدول لتوسيع نطاق حقوق النشر، ولتغيير مصطلح حماية حقوق النشر، ومعالجة التقنيات الجديدة.[٩]
  • كان هذا القانون يهدف إلى توفير حافز للمؤلفين والفنانين والعلماء لإنشاء أعمال أصلية من خلال منح المبدعين احتكارًا، وفي الوقت نفسه كان الاحتكار محدودًا من أجل تحفيز الإبداع والنهوض بالعلوم كافة، وذلك من خلال الوصول العام الواسع إلى جميع المصنفات.[٩]


أهم المعلومات الأخرى عن قوانين حقوق النشر

فيما يلي أهم المعلومات المتعلقة بقوانين حقوق النشر:[١٠]

  • لا تعد جميع أنواع الأعمال محمية بحقوق النشر؛ بمعنى أن حقوق النشر لا تحمي الأفكار، أو الاكتشافات، أو المفاهيم، أو النظريات، ولا يمكن أيضًا حماية أسماء العلامات التجارية، والشعارات، وأسماء المجالات، والعناوين بموجب قانون حقوق النشر.
  • لكي يكون العمل الأصلي محميًا بحقوق النشر، يجب أن يكون عملًا ملموسًا، وهذا يعني أن أي مقولات، أو اكتشافات، أو مقطوعات موسيقية، أو أفكار يجب تدوينها على شكل مادي من أجل الحماية بموجب حقوق النشر.
  • يتمتع المالكون الأصليون في الولايات المتحدة بحماية قوانين حقوق الطبع والنشر طوال حياتهم حتى 70 عامًا بعد وفاتهم، أما في حال كان المؤلف الأصلي للمادة المحمية بحقوق النشر تابع لشركة، فستكون فترة حماية حقوق النشر أقصر.
  • تتم حماية عمل شخص ما لحظة إنشائه وتثبيته بشكل ملموس يمكن إدراكه إما بشكل مباشر أو بمساعدة جهاز.[١١]


المراجع

  1. "Copyright in General", U.S. Copyright Office, Retrieved 21/6/2021. Edited.
  2. Bert Markgraf, "Copyright Laws for Print-Based Material & Digital Photos", Houston Chronicle , Retrieved 21/6/2021. Edited.
  3. "COPYRIGHT LAW IN THE UNITED STATES", bitlaw, Retrieved 21/6/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت William Weston Fisher, "copyright", britannica, Retrieved 21/6/2021. Edited.
  5. "ما هي حماية حقوق الملكية الفكرية؟"، جمارك دبي، اطّلع عليه بتاريخ 21/6/2021. بتصرّف.
  6. "PURPOSE OF COPYRIGHT LAW", Morris Library, Retrieved 21/6/2021. Edited.
  7. "Three reasons for copyright protection", British Library , Retrieved 21/6/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت ث Charul Tripathi, "Historical Development Of Law Of Copyright", Mondaq, Retrieved 21/6/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "Copyright Timeline: A History of Copyright in the United States", Association of Research Libraries, Retrieved 21/6/2021. Edited.
  10. WILL KENTON , "Copyright", investopedia, Retrieved 21/6/2021. Edited.
  11. "Copyright in General", U.S. Copyright Office, Retrieved 21/6/2021. Edited.