تحمل العقيدة أهمية كبيرة في الإسلام، لأن الدين الإسلامي قائم على العقيدة والعمل معًا، ولا يصح أي عمل في الإسلام إلا إذا كان مقرونًا باعتقاد، وتعد العقيدة ضرورة من الضروريات الأساسية للإنسان والتي لا يمكن أن يستغني عنها بتاتًا، لأن الإنسان يميل بفطرته الطبيعية للجوء إلى رب يؤمن بقوته التي لا مثيل لها في الكون، وقدرته على التحكم والسيطرة بكافة المخلوقات من حوله، ونظرًا لأهمية العقيدة في حياة الأفراد الذين يعيشون في مجتمع واحد فهي لها آثار عدة على حياة الفرد وعلى المجتمع ككل، وفي هذا المقال ستنعرف وسنتناول أبرز هذه الآثار.[١][٢]


أثر العقيدة على الفرد والمجتمع

ندرج فيما يلي بعضًا من آثار العقيدة على الفرد وعلى المجتمع:[١][٢]


أثر العقيدة على الفرد

وفيما يلي نوضح آثار العقيد على الفرد على نحو فردي:[٣][٤]

  • تنمية العقل: تعد العقيدة من أفضل أنواع التغذية الراجعة لعقل الفرد، لأنها تُكفي تطلع الفرد الدائم على المبدأ والمصير في النهاية، وتُشبع رغبته في معرفة الحجج والمبررات في البداية ومعرفة الهدف والغاية في الآخرة، وهي التي تقدم كافة الإجابات الكاملة التي تُرشد الإنسان إلى خالقه.
  • الاعتناء بالروح: إذّ يعتبر الدين الإسلامي أن الروح هي أساس الكيان البشري، وعليها يرتكز الإنسان، نظرًا لكونها المخلوق الوحيد الذي يمكنه الاتصال بالأمور غير المادية والتي لا يمكن إدراكها باللمس، والتي لا يمكن أن يستوعبها العقل، كما أنها تتيح الاتصال والإيمان بالخلود والوجود الأبدي بعد الموت، والروح هي التي تتصل بالله، وبكل ما هو مخلوق في غير حيز المكان والزمان.
  • الاعتناء بالجسم: اهتم الدين الإسلامي بالجسم وأولى له عناية خاصة وتربية حكيمة يُحاسب عليها الفرد إذا قصر بها تجاه جسده، والمقصود بجوانب هذه الرعاية؛ كرعاية طاقته التي تتمثل بالمشاعر، والدوافع الفطرية، والانفعالات، والنزاعات، وأي نوع من أنواع الطاقة الحسية بمجالها الواسع.
  • تحرير الفرد: تعمل العقيدة على تحرير الإنسان من العبودية، والمقصود بهذه العبودية هي العبودية الزائفة التي يتمسك بها الفرد خوفًا من فواتها، أو خشيةً من الافتقار عند كسب والعيش، والتي تخلق اضطرابًا في توازن الحياة، فيصبح الخطأ حسنًا والصحيح قبيحًا، فتأتي العقيدة تحرر الفرد من هذه العبودية المزيفة بأشكالها وأنواعها.
  • إحياء الضمير: تساهم العقيدة في إحياء الوازع والضمير عند الفرد عند فعل أي أمر أو عدم فعله، وهو ما يُفسر سبب ترك الإنسان لهذه الأفعال أو القيام بها، كما أن الوازع هو ما يُساعد الفرد على تقييم العمل بالشيء، والضمير هو ما يدفع المرء للقيام بالأمر أو نتركه.


أثر العقيدة على المجتمع

أمّا فيما يتعلق بالآثار التي تُخلفها العقيدة في المجتمع، فنوضح بعضًا منها فيما يلي:[٣][٤]

  • تحقيق التكافل المجتمعي: فلن يكون هنالك أي أنانية بين أفراد المجتمع الواحد، ولن يهتم الأفراد إلى مصالحهم الشخصية فقط دون الاكتراث إلى الآخرين وما سيؤثر عليهم من مضار.
  • الحد من الجرائم المجتمعية: تعمل العقيد على ردع أفراد المجتمع من الانتقام من الآخرين من خلال الدين والقيم والمبادئ التي تزرعها بداخله.
  • نشر الطمأنينة في المجتمع: فلا يخشى أفراد المجتمع على دنياهم بسبب الشرك؛ نظرًا لاعتقاد البعض بأن بعض المخلوقات لها قدرة مستحيلة لا تُنسب إلى الله -عز وجل-.
  • الحد من الفساد المجتمعي: نظرًا للقيم والمبادئ الرادعة التي تعلمها العقيدة لأفراد المجتمع؛ فإنهم لن ينساقوا إلى السلوكيات الخاطئة التي تساهم في فساد المجتمع بأنواعه ومن بينه الفساد الأخلاقي الذي يؤثر على المجتمع بشكل أساسي.


المراجع

  1. ^ أ ب "أهمية دراسة العقيدة وحكم تعلمها"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 26/4/2023. بتصرّف.
  2. ^ أ ب "أهمية العقيدة وآثارها"، الألوكة، اطّلع عليه بتاريخ 26/4/2023. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "العقيدة الصحيحة وأثرها على حياة الفرد والمجتمع"، طريق الإسلام، اطّلع عليه بتاريخ 26/4/2023. بتصرّف.
  4. ^ أ ب العقيدة على الفرد والمجتمع.pdf ": أثر العقيدة االسالمية على الفرد والمجتمع"، جامعة الأميرة نورة بنت عبدالرحمن، اطّلع عليه بتاريخ 26/4/2023. بتصرّف.