تعتبر الأخلاق إحدى الركائز الأساسية التي تهذب حياة الأفراد وتنظم المجتمعات، كما يمكن اعتبارها سببًا رئيسيًا لقيام الأمم وازدهارها وحمايتها من الانحلال، وتعرف بأنها مجموعة من القواعد التي تنظم السلوك الإنساني وتساهم في بناء حياة الإنسان وتحدد علاقته بغيره، وبذلك تحقق الغاية من وجودها في هذا العالم، وللأخلاق تأثير كبير على المجتمعات والأفراد، فهي المؤشر على استمرار الأمة وعدم انهيارها، وتقسم بشكل رئيسي إلى أخلاق حسنة وهي قيم صالحة تدفع الإنسان إلى فعل الخير، وأخلاق سيئة يمكن تعريفها بأنها قيم تحثّ على الفساد ونشر السوء، ومن هنا تكمن أهمية الأخلاق وأثرها على المجتمعات والأفراد.[١][٢]

آثار الأخلاق المادية والاقتصادية

على مستوى الفرد

هنالك علاقة وطيدة بين الأخلاق والحياة المادية والاقتصادية على مستوى الفرد، وتتمثل بما يلي:[٣][٤]

  • تؤثر الأخلاق على مستوى الأفراد المعيشي في المجتمع والقدرة على اكتساب العلاقات على مستوى العمل، الأمر الذي من شأنه أن يوصلهم للمراتب التي يطمحون إليها في المجتمع.
  • تربي الأخلاق في نفوس الأفراد قيم الصدق والفضيلة والإخلاص والإتقان في العمل، الأمر الذي ينمي مهارات الأفراد ويزيد من رغبتهم في تقديم الأفضل دائمًا.


على مستوى المجتمع

هنالك علاقة بين الأخلاق والحياة المادية والاقتصادية على مستوى المجتمع، وتتمثل بما يلي:[٣][٤]

  • امتلاك الأخلاق يزيد من درجة الثقة بين أفراد العمل الواحد وبين الشركات على اختلاف أنواعها، وهو الذي يدفع باقتصاد الأمة نحو القمة ويزيد من الرغبة في المبادرة والإبداع بعيدًا عن الجمود والروتين.
  • الأخلاق هي أساس الاقتصاد الناجح، فهي ركيزة صلاح الأمة والحفاظ على قدرتها التنافسية في السوق الاقتصادية، فمن دونها تنعدم الثقة والعلاقات بين الأفراد، وينتشر الفساد.


آثار الأخلاق النفسية والمعنوية

على مستوى المجتمع

توجد العديد من الآثار النفسية والمعنوية للأخلاق على مستوى المجتمع، وتتمثل بما يلي:[٥]

  • تعتبر الأخلاق منهجًا مسؤولًا عن إقامة مجتمع يمتلك الصفات المثالية، حيث يصبح مجتمعًا قويًا، متماسكًا ومستقرًا، ويتحقق ذلك من خلال معرفة الحقوق والواجبات التي تنظم حياة الأفراد وتهذب سلوكهم، وهو ما يجعل الحياة الاجتماعية سليمة.
  • تساعد الأخلاق على بناء مجتمع راقٍ وقادر على مواجهة التحديات ومواكبة التغيرات، كما وتساهم في إعداد أفراد قادرين على مواجهة الظروف بشجاعة؛ وذلك لأنها تحافظ على كيان المجتمع في إطار محدد وموحد.
  • تساعد الأخلاق على بناء مجتمع مترابط قائم على المحبة والأخوة، فهي التي تحافظ على القيم والمبادئ الأساسية التي تنظم حياة الأفراد، الأمر الذي يعزز قيم التكافل الاجتماعي وأواصر المحبة.
  • تعد الأخلاق أهم ما يميز المجتمعات، فهي أساس الخير والعمل الصالح، وهي التي تحافظ على المجتمع متماسكًا ونشر الإيجابية بين أفراده، وذلك من خلال نشر ثقافة البذل والعطاء بين الناس.


على مستوى الفرد

توجد العديد من الآثار النفسية والمعنوية للأخلاق على مستوى الفرد، وتتمثل بما يلي:[٥]

  • تعتبر الأخلاق من أهم مقومات شخصية الفرد، فهي التي تصون النفس من الانحراف، وتمنح الشعور بالطمأنينة والأمان.
  • إنّ الفطرة الإنسانية قائمة بشكل أساسي على مفاهيم حسن الخلق، فالأخلاق تعمل على تنقية النفس البشرية من كل ما هو سيئ، وبذلك تسمو معاني الرقي وتنتشر السعادة بين أفراد المجتمع.
  • تعد الأخلاق إحدى أهم الركائز التي تقوم عليها القوانين والأحكام التي تنظم أمور الحياة وأساليب العيش، وهي السبب الرئيسي الذي يدفع الأفراد للالتزام بالقوانين.
  • تعمل الأخلاق على تربية الفضائل بين الأفراد، فتصبح أجيالًا واعية ومدركة قادرة على العطاء والبذل في سبيل نهضة المجتمع وبنائه، كما تساعد الأخلاق على تنمية الأفكار الإيجابية في عقول الأفراد، وهو ما ينعكس على سلوكياتهم وأسلوب حياتهم.


آثار الأخلاق الاجتماعية

على مستوى المجتمع

من أهم هذه الآثار ما يلي:[٦][٧]

  • تساهم الأخلاق في غرس مبادئ الإنسانية والتسامح في نفوس الآخرين، والعفو والصفح ومقابلة الإساءة بالإحسان حيث ينعكس ذلك على تعامل الأفراد بين بعضهم البعض، فتنتشر المحبة والأخوة وتعم السعادة.
  • تسهم الأخلاق في نشر القيم والسلوكيات السليمة في المجتمع مثل؛ الصدق، وحسن الحوار، ونشر العلم النافع، والعدل، كما وتساعد الأخلاق على خلق روح المحبة والتعاون بين الأفراد، وتزول فيها البغضاء والشحناء.
  • تسهم الأخلاق في خلق علاقات الصداقة بين الأفراد، حيث يتحول الأعداء إلى أصدقاء نتيجة لحسن الخلق وكرم الطبع وسماحة النفس، وبذلك تختفي مشاعر الحقد وحب الأذى للغير.
  • تعد الأخلاق من أهم أسباب التقدم والرقي الحضاري، فهي تهذب سلوك الأفراد، وتنظم العلاقات على أسس راسخة قائمة على المحبة والمعاملة الحسنة.


على مستوى الفرد

من أهم هذه الآثار ما يلي:[٦][٧]

  • تسهم الأخلاق في بناء شخصية الفرد وتشكيلها، وتمنحه القدرة على اختيار السلوك الصادر عنه، فهي ترفع من شأن صاحبها وتكسبه احترام الآخرين وحبهم.
  • تساعد الأخلاق الفرد على تحديد أهدافه في الحياة، الأمر الذي يسهل حياته العملية والعلمية ويساعده على تخطي العقبات وتحقيق الغايات المنشودة والأحلام المرجوة.
  • تعطي الأخلاق الفرد الأمان، حيث تمكنه من مواجهة التحديات والعقبات، كما وتساعد في تقوية ثقته بنفسه، مما يجعله متقنًا لعمله ومخلصًا في واجباته تجاه الغير.
  • التحلي بالأخلاق الحسنة يوجه سلوكيات الأفراد، حيث يعمل على ضبط الشهوات والنزوات ويكبح جماح النفس البشرية عن الانشغال بالأفعال السيئة عن الحسنة، وبذلك تسمو النفس البشرية عن كل خطأ وزلل.
  • الأخلاق تجعل من الفرد نموذجًا وقدوة للآخرين في المجتمع، الأمر الذي يكسبه محبة الآخرين واحترامهم، فيكثر عدد أصدقائه ويقل أعدائه ويصبح وجهه بشوشًا باسمًا.
  • تعد الأخلاق من أهم أسباب صلاح الأفراد، فهي تنمي مبادئ الخير والسلام، وتسهم في نبذ الفرقة والتعصب وكل ما يمكن أنّ يضر بالمجتمع ويسبب الخلاف بين أفراده، وينشر العداوة بينهم.[٥]
  • تمنح الأخلاق الأفراد درجات عالية من الرضا عن النفس والقناعة بما هو متاح، فهي تدفع الحسد وتمني زوال النعم عن الغير من خلال دفع السلوكيات السيئة مثل الغيبة والنميمة.




المراجع

  1. خالد محمد المزين، القيم الاخلاقية المتضمنة في محتوى كتاب لغتنا الجميلة للمرحلة الاساسية الدنيا ومدى اكتساب تلاميذ الصف الرابع الأساسي لها، صفحة 1-20. بتصرّف.
  2. ميسون مشرف، التفكير الاخلاقي وعلاقته بالمسؤولية الاجتماعية وبعض المتغيرات لدى طلبة الجامعة الإسلامية بغزة، صفحة 8-30. بتصرّف.
  3. ^ أ ب felix munoz,maria encinar,carolina canibano, On Economics, Ethics, and Corporate Social Responsibility, Page 9-12. Edited.
  4. ^ أ ب تيموثي تايلور، االقتصاد واألخالق، صفحة 1-5. بتصرّف.
  5. ^ أ ب ت جلول خدة معمر، الدراسات الفلسفية الأخلاقية في الفكر المغاربي المعاصر، صفحة 10-25. بتصرّف.
  6. ^ أ ب "Ethics Is Important To Every Society Philosophy Essa", UKEssays, 1/1/2015, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  7. ^ أ ب Lee Archie, introduction to Ethical Studies, Page 39-59. Edited.