تعتبر السلوكيات العدائية سببًا لإلحاق الأذى النفسي والجسدي بالآخرين، وقد يتراوح العنف بين التلفظ بالكلمات السيئة، ويصل إلى ممارسة العنف الجسدي تجاه الآخرين، وتعتبر السلوكيات العدائية عند الأطفال مشكلة كبيرة، فهي تؤدي إلى دمار العلاقات، وخرق الحدود الاجتماعية من خلال التعدّي عليها، والعدائية كغيرها من المشكلات لها العديد من الأسباب والحلول.[١]


كيفية التعامل مع عنف الأطفال

توجد العديد من الطرق التي تساعد في التعامل مع عنف الأطفال، منها ما يلي:

ممارسة بعض الألعاب

تهدف الألعاب الجيّدة إلى إعادة توجيه طاقات الأطفال إلى ما هو إيجابي وتقويم سلوكياتهم، وذلك بجعلهم يتقبلون مبدأ الفوز والخسارة، ويمكن أن تشمل هذه الألعاب المسائل الذهنية التي تحتاج إلى تركيز، أو الألعاب التي تنمّي حب الاستكشاف، أو القيام بتحديّات قراءة الكتب ومناقشتها، أو ألعاب الحوار المتبادل التي يقوم بها أحد الطرفين بمناقشة فكرة ما، إذ يحرص من خلالها أحد الوالدين أو البالغين المتخصصين على النصح وزرع الأفكار الإيجابية، ويجدر بالذكر أنّه لا بدّ من محاولة تقليل التركيز على الألعاب التي يقوم مبدؤها على المطاردة والعنف.[٢]


مراجعة المختصين

في الكثير من الأحيان يعود سبب هذا العنف عند الأطفال لمشاكل نفسية، وحينها يجب مراجعة الطبيب لكي يضع خطةً ملائمةً للعلاج، وتقييم حالة الطفل بشكل مستمر، كما يمكنه إجراء التدخلات العلاجية؛ كالعلاج المعرفي السلوكي، أو باستخدام الأدوية المناسبة، وتقديم النصائح للوالدين عن كيفية التعامل مع حالة الطفل في المنزل، وفي بعض الحالات يترافق عنف الطفل مع مشاكل النمو والتطوّر، وعسر الكلام، ومشاكل التعلم، فحينها يمكن الاستعانة بمراكز تطوير الأطفال التي تتعامل مع هذه الحالات قبل أن يتفاقم الأمر.[٣]


مراجعة أسلوب التربية

في الكثير من الأحيان ينتهج الآباء أساليب تربوية معينة دون الاهتمام بالنتائج المترتبة عليها، وقد أثبتت الدراسات أنّ إهمال الطفل وعدم الثناء عليه عند فعل الصواب، وعدم ردعه ومحاسبته عند فعل الخطأ بسبب الانشغال الدائم بعيدًا عنه يؤدي إلى نتائج وخيمة على سلوك الطفل؛ مثل الاضطرابات في الشخصية، وتنمية روح العنف والعدائية، كما تؤدي بالإضافة إلى ذلك إلى التبلد العاطفي، وعدم الاكتراث بما يقدمه الوالدان من نصائح وأوامر، كما يجدر بالذكر أنّ الإهمال عادة ما يرافق التصرفات السلبية الأخرى مثل؛ كثرة النزاعات.[٤]


مبدأ الثواب والعقاب

يعتبر علماء النفس مبدأ الثواب والعقاب أسلوبًا فعالًا في تقويم سلوكيات الإنسان والحيوان، فهي تجعل ذاكرة الإنسان تربط بين فعلٍ ما وأثره، فيتهذب الشخص، ويكون حريصًا قبل الإقدام على عمل ما، ويشمل هذا المبدأ عدة أنواع:[٥]

  • التعزيز (الثواب) الموجب، وفيه يتم إعطاء هدية أو منحة للطفل مقابل قيامه بفعل إيجابي، وتعتبر هذه الطريقة مفيدة في تعليم العادات الإيجابية الجديدة.
  • التعزيز (الثواب) السالب، وفيه يتم إبعاد أو إزالة شيء يكرهه الطفل، كمنحه يومًا لا يكون عليه فرض ترتيب المنزل في حال كان يكره هذا الفرض.
  • العقاب الموجب، وفيه يتم تطبيق عقوبة على الطفل لقيامه بفعل خطأ، ويجدر بالذكر أنّه يجب على الوالدين تجنّب تطبيق العنف كعقاب للأطفال؛ لأنه سيجعل الطفل عنيفًا أكثر.
  • العقاب السالب، وفيه يتم حرمان الطفل من شيء يحبّه، ويجدر بالذكر أنّه لا يجب حرمانه من أحد حقوقه، وإنّما من الرفاهيات التي يحبها حتى يتقوّم فعله.


نصائح للتعامل مع عنف الأطفال

فيما يلي بعض النصائح الجوهرية الأخرى للتعامل مع عنف الأطفال:[٦][٧]

  • خصّص وقتًا للجلوس مع أبنائك وتبادل الحوار.
  • وضّح لأبنائك بشكل مستمر ما تنتظره منهم، وكرر على مسامعهم السلوكيات الخاطئة مع نقدها، والسلوكيات الإيجابية مع مدحها.
  • لا تقابل العنف بعنف مثله، بل حافظ على هدوئك وثباتك الانفعاليّ.
  • اجعل طفلك يعبر عن مشاعره وأفكاره بشكل مستمر، فقد يكون العنف الذي يُظهره بسبب كبتٍ في المشاعر، أو تجارب سلبية مرّ بها وأنت لا تعرف عنها.[٨]
  • ابنِ توقعات معقولة من أبنائك، بناءً على أعمارهم وقدراتهم العقلية، ولا تنتظر منهم أفعالاً خيالية، حتى لا تعاملهم بشكل سيئ، وبالتالي تُفاقِم حدّة الأمر بدلًا من علاجه.


أسباب عنف الأطفال

من الأسباب المؤدية إلى عنف الأطفال ما يلي:[٩]

  • المشاكل الأسرية وكثرة الخلافات والتفكك الأسري، فهي تجعل الأطفال في توتر مستمر، مما ينعكس على تصرفاتهم بصور مختلفة للعنف.
  • صعوبات التعلم، ففي ربع حالات عنف فئة المراهقين، تواجه هذه الفئة صعوبات التعلم التي تتراوح ما بين صعوبة القراءة والكتابة، والتي تنعكس على سلوك الطفل وتجعله عدائيًا.
  • المشاكل العصبية واختلالات النواقل العصبية الكيميائية في الدماغ، وفي هذه الحالة يجب استشارة الطبيب لتحديد طبيعة المشكلة قبل الشروع في حلّها.
  • اضطرابات السلوك المتعلقة بالأمراض النفسيّة؛ كنقص التركيز، وفرط النشاط (ADHD)، أو اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، ويجب على هذه الفئة أن تخضع لعدة طرق للعلاج لكي يتمكنوا من الانخراط في المجتمع بشكلٍ سليم.
  • تعرض الأطفال للصدمات العاطفية؛ كالعنف الأسري أو الجنسي، فهي تؤدي إلى استمرارية الشعور بالتوتر، والخوف، والقلق، والغضب، والاكتئاب، ويتم التعبير عن جملة هذه المشاعر عن طريق سلوكيات العنف والعدائية.
  • مشاهدة العنف على وسائل التواصل الاجتماعي، إذ يؤكد الأخصائيون أنّ رؤية مشاهد العنف يعتبر سببًا مباشرًا لتحفيز سلوكيات العنف والعدائية.


المراجع

  1. Amber Erickson Gabbey , "What Is Aggressive Behavior?", Health line, Retrieved 22-6-2021. Edited.
  2. Ekta Sharma Bhatnagar, "7 Effective Games & Activities To Handle Hyperactive Kids", Flintbox, Retrieved 22-6-2021. Edited.
  3. Timothy J. Legg (11-3-2019), "Assess Your Child's ADHD Symptoms and Choose a Specialist", Healthline, Retrieved 22-6-2021. Edited.
  4. د. محمد بن علي شيبان العامري، "الأساليب الخاطئة في تربية الأبناء وآثرها على شخصياتهم"، موسوعة مقالات مهارات النجاح، اطّلع عليه بتاريخ 22-6-2021. بتصرّف.
  5. "Reinforcement and Punishment", Lumen Learning, Retrieved 22-6-2021. Edited.
  6. "كيف تؤدّب طفلك بطريقة ذكية وصحيّة"، يونسيف، اطّلع عليه بتاريخ 22-6-2021. بتصرّف.
  7. Gwen Dewar,, "Taming aggression in children: 5 crucial strategies for effective parenting", parenting science, Retrieved 22-6-2021. Edited.
  8. "6 Ways to Deal With Your Child’s Aggressive Behavior", Cleveland Clinic, 14-11-2018, Retrieved 22-6-2021. Edited.
  9. "Aggression, Ages 6 to 12", Health Day , 31-12-2020, Retrieved 22-6-2021. Edited.