التعايش السلمي (بالإنجليزية: Peaceful coexistence) هو أحد أنواع التعايش، ويمثل الامتناع عن أي شكل من أشكال انتهاك السلامة والحقوق السياسية والاجتماعية والاقتصادية والشخصية والدينية لأي فئة أو جماعة أخرى، كما يعرّف بأنه المنافسة السلمية بين الجماعات ذات الأنظمة السياسية والأيديولوجيات المختلفة على نطاق واسع، والتي تقوم على أساس المساواة الكاملة والمنفعة المتبادلة بغرض تلبية احتياجات الإنسان بأفضل طريقة ممكنة.[١][٢]


كيف نحقق التعايش السلمي؟

إليك الطرق التي يمكن من خلالها الوصول إلى التعايش السلمي:[٣][٤]

  • خلق رابطة من التضامن وثقافة السلام والوئام بين المجتمعات المختلفة، بالإضافة إلى تحديد قادة المجتمع المحليين لتدريبهم على تعزيز آلية المراقبة التي يقودها المجتمع لرصد السياسات الحكومية.
  • تبني الحوار باعتباره الحلّ الأساسي والأكثر فاعلية لحلّ النزاعات والخلافات، ودعم المبادرات والمؤسسات التي تعتبر الحوار أفضل طريقة لبناء السلام الوطني والعالمي والتعايش وتعزيز المواطنة المشتركة.
  • إدانة الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان ومشاركة من عانوا من المظالم الجسيمة والانتهاكات التعسفية العديدة، والعمل من أجل الحفاظ على هذه الحقوق بغض النظر عن الديانة، أو الجنس، أو الخلفية الاجتماعية أو أي معيار آخر، حيث يحق لكل إنسان أن يُعامَل بإنسانية وكرامة.
  • التضامن مع كل المضطهدين في العالم وخاصة أولئك الذين نزحوا من ديارهم بشكل قسري كنتيجة للاستعمار أو الاحتلال، ومناشدة القوى السياسية ذات الصلة والمجتمع الدولي لاستخدام سلطتهم من أجل إعادة النازحين إلى مدنهم وقراهم وبيوتهم.
  • نبذ استغلال الديانة في الصراع السياسي واستغلال المتطرفين للرموز الدينية، حيث تؤدي هذه الأفعال إلى الفصل والظلم والقمع بين أفراد المجتمع.
  • احترام وتقدير جميع أنواع التراث الديني والعرقي والثقافي واللغوي، والتي تعتبر جزءًا لا يمكن الاستغناء عنه في كافة المجتمعات.
  • العمل على بناء السلام والتوصل إلى تفاهم متبادل مناسب بين أتباع الديانات المتنوعة أو الأشخاص ذوي الخلفيات الاجتماعية والاقتصادية المختلفة.


أهمية التعايش السلمي

إليك ما يلي ذكر لأهمية التعايش السلمي:[٥]

  • يتيح التعايش السلمي تكوين مجتمع أكثر تعاطفاً وتفهماً، حيث يمكن الوصول من خلاله إلى اتفاقيات دولية وعالمية وحلّ النزاعات والمشكلات بشكل أسرع.
  • يساعد تحقيق التعايش السلمي والفعال والمتناغم على ضمان بقاء الأفراد متحدين بالإضافة إلى تعزيز الرفاهية والتقدم.
  • يعزز التعايش السلمي القدرة على الفهم دون تمييز وقبول الاختلافات بدلاً من مهاجمتها أو انتقادها أو رفضها.
  • يُعتبر التعايش السلمي العمود الفقري لكل جانب من جوانب الحياة البشرية، فهو ضروري لأي مجتمع أو نادي أو مكان عمل أو أي مكان آخر يتم التعامل فيه مع أشخاص آخرين.


المبادئ الأساسية للتعايش السلمي

يشتمل التعايش السلمي على بعض المبادئ الأساسية التي يرتكز عليها، منها ما يلي:[٦]

  • التمسك بمبدأ المساواة في السيادة، إذ إن التفاعل والاعتماد المتبادل والمتزايد بين البلدان بفضل تصاعد العولمة الاقتصادية والثورة التكنولوجية لا يعني إهمال أو إضعاف مكانة ودور السيادة بأي حال من الأحوال.
  • الاحترام والحفاظ على تنوع حضارات العالم، حيث تعزز هذه الاختلافات الإرث التاريخي القيّم سواء أكانت دينية أو ثقافية أو اجتماعية أو فنية.
  • تعزيز التنمية المشتركة لاقتصاديات العالم على أساس المساواة والمنفعة المتبادلة، مما يعني اتخاذ قرارات اقتصادية مستقلة، والحق المتساوي في المنافسة على قدم المساواة.
  • الحفاظ على السلام والأمن من خلال الحوار والتعاون والثقة؛ وذلك حفاظاً على أمن الأفراد والمجتمعات من العنف والتعصب والتطرف.


علاقة التعايش السلمي بأمان المواطن

إليك ما يلي توضيح لذلك:[٧]

  • تعزيز العدالة وحقوق الإنسان وتمكين الفئات الضعيفة.
  • تحسين توافر وجودة المعلومات والإحصاءات في الأمور المتعلقة بأمن المواطن.
  • دعم تصميم وتنفيذ ومراقبة المبادرات الخاصة بأمن المواطن والعدالة على المستوى المحلي والمجتمعي.
  • دعم تطوير السياسة العامة لأمن المواطن والتخطيط الاستراتيجي للمؤسسات التحويلية لقطاع الأمن والعدالة.
  • دعم وتعزيز القدرات للمشاركة في عمليات الحوار والوساطة وحلّ النزاعات كأدوات للابتكار وتحويل الصراع الاجتماعي وإعادة بناء الثقة.
  • تطوير حلول مبتكرة ومنصات إلكترونية لمنع العنف وتعزيز أمن المواطن.


معوقات التعايش السلمي

إليك ما يلي بعض هذه المعوقات:[٨]

  • التعصب السياسي أو العرقي أو الديني واستخدام العنف لتحقيق أهداف ومصالح ومزايا شخصية على حساب الآخرين.
  • النزاعات القديمة ونمو روح الانتقام بين الجماعات، حيث تسعى كل جماعة إلى تعظيم سمعتها وتاريخها بين الناس وكثيراً ما ترى منافسيها كأعداء يجب التخلص منهم.
  • عوامل خارجية مثل الاحتلال والاستعمار والحروب والإرهاب، وعوامل داخلية مثل انهيار الأنظمة السياسية والاقتصادية والبطالة.
  • غياب المؤسسات والمنظمات لدعم السياسات والقوانين التي تساعد على تعزيز التعايش السلمي بين مختلف فئات المجتمع الواحد.
  • عدم حفاظ البيئة السياسية على التعايش السلمي من خلال تجاهل كافة الأفكار البناءة والمشاريع التي تهدف إلى بناء الوطن، وتعمل بدلاً من ذلك للحصول على مزايا سياسية على حساب الأطراف الآخرين المشاركين في العملية السياسية.


المراجع

  1. "peaceful coexistence", dictionary, Retrieved 27/7/2021. Edited.
  2. "Peaceful Coexistence", foreign affairs, Retrieved 27/7/2021. Edited.
  3. "Promoting Peaceful Co-existence and Ensuring Minority Rights Based on Dignity and Justice", Sustainable Development Goals, Retrieved 27/7/2021. Edited.
  4. International Dialogue Centre, Promoting Peaceful Coexistence and Common Citizenship, Page 150. Edited.
  5. "The Importance of Peaceful Coexistence", Exploring Your Mind, Retrieved 27/7/2021. Edited.
  6. "Carrying Forward the Five Principles of Peaceful Coexistence in the Promotion of Peace and Development", Embassy of the People's Republic of China in the Republic of Turkey, Retrieved 27/7/2021. Edited.
  7. "Democratic governance peacebuilding", Latin America and the Caribbean , Retrieved 27/7/2021. Edited.
  8. زياد سمير، التعايش السلمي في الموصل ما بعد داعش: معوقات وحلول، صفحة 84. بتصرّف.