يُقصد بالأشخاص الكارهين هؤلاء الذين يسعون جاهدين لإلحاق الأذى بالآخرين من خلال النقد الهدّام أو التصرفات والسلوكيات السلبية، ويكون ذلك إمّا من خلال الالتقاء المباشر أو من خلال الأجهزة الإلكترونية، وعادةً ما تكون هذه التصرفات غير عابرة، وإنّما مقصودةً وتستمر لمدة طويلة، ولا يشترط أن يكون هؤلاء الأشخاص الكارهين مجهولي الهوية كما يحدث في معظم المواقع الإلكترونية، وإنّما قد يكونون من الأقران والأقرباء، ويُعتبر هذا السلوك شكلًا من أشكال التنمر أو التسلط.[١]


كيفية التعامل مع من يكرهك

فيما يلي بعض الطرق المدروسة للتعامل مع الكارهين:[٢][٣]

  • اجعل النقد وقودًا لك: فلا تلقِ بالًا للنقد الهّدام طالما أنّك تتمتّع بالثقة بالنفس وعلى معرفة تامّة بطريقة سير أهدافك، فالكثير من الكارهين يسعون جاهدين في محاولاتهم لحرف المسار بسعي الآخرين نحو أهدافهم من خلال النقد السلبي، وانتهاج الحرب النفسية، ولكن احذر ففي بعض الأحيان يكون الهدف من النقد هو محاولة الإصلاح، لذلك على الشخص أن يصغي للنقد ويدرسه وينظر فيه، فإن كان واقعيًا وفيه نصيحة تساهم في التحسين فإنّه يجب أنْ يأخذها بعين الاعتبار.
  • قابل الإساءة بالإحسان: فحسن الخلق يعتبر ردًا صارمًا ومسكتًا في الكثير من الأحيان، وذلك من خلال العفو على قدر الاستطاعة والحوار بالأسلوب اللبق، وانظر إن كانوا يحتاجون للمساعدة وقدمها لهم، ففي الكثير من الأحيان يكون سبب الكره هو الغيرة بسبب عدم القدرة على القيام بأمور أنت تستطيع القيام بها بإتقان، لذلك يمكن أن يكون تقديم المساعدة وسيلةً لنقاء القلوب، وإن كانت هذه الطريقة لا تفيد فهي على الأقل تجعلك سعيدًا من الداخل لكونك تتعامل بما تراه صائبًا.
  • اصمت: يعتبر الصمت سلاحًا منيعًا في مجابهة الكره والإساءة، فمعظم الكارهين يعملون جاهدين لمحاولة تغيير مسار السعي والعمل إلى مسار المشاكل والنقاشات غير المفيدة معهم، كما أنّ صمتك قد يكون وسيلةً لصرفهم عنكَ.
  • اجعلهم معلّمين لك: فالأمور تُعرّف بالضدّ، فكما لا يمكننا معرفة معنى النور دون إدراك معنى الظلام، فلن نتمكنّ من معرفة المحبة إن لم نرَ الكره، فالكارهون يأتون بعدّة أشكال للكره، وبالتالي يمكنك استنتاج الضد؛ أيّ معاني الحب والإحسان الممكنة.
  • توقع الأسباب: فمن الطبيعي ألا يكون الشخص محبوبًا من قِبلِ الجميع، كما وأنّ الكره لا يكون دائمًا لعلّة بك، وإنّما قد تكون انعكاسات لمشاكل أخرى؛ كالاضطرابات النفسية مثل الشخصية العدائية، وفي هذا الاضطراب لا يأبه المصاب به بمشاعر مَن حوله، بل ويسعى لإلحاق الضرر الجسدي أو النفسي لمن حوله دون أن يأبه بالعواقب، وقد تمتد هذه الأضرار لإيقاعه في المشاكل القضائية، فتوقع أسباب كهذا السبب قد يجعلك تخلق الأعذار وتتجنب المشاحنات لتقيَ نفسك من المشاكل.[٤]
  • لا تعر اهتمامًا زائدًا: فبينما أنتَ تسعى إلى تحقيق طموحك، يجب أن تتوقع المعيقات والمعرقلات التي عليك أن تتجاوزَها، ولا تقف عندها كثيرًا، وبنفس الطريقة يجب التعامل مع الكارهين، فهُم بمثابة معيقات ومعرقلات عليك تجاوزها دون التوقف عندها كثيرًا حتى لا تتأخر في تحقيق أهدافك وتكون شخصًا ناجحًا من خلال التجاهل.
  • كن متحديًا: وذلك من خلال جعل تعليقاتهم وسيلةً لتشجيعك، وتحديًا لنفسك قبل الآخرين لإثبات قوّتك وقدرتك على نفي تعليقاتهم السلبية تجاهك، وسِر للأمام دون التوقف أو الرجوع للوراء والحزن بسبب الإساءة.
  • ضع الحدود: فلا تجعل حياتك مكشوفةً للجميع، وحاول خلق بعض الخصوصية في حياتك، وتجنب الحديث عن كل الأمور التي تعمل بها حتى لا تفتح للكارهين الباب لأن يوقفوك عن أهدافك، وتجنب الإجابة عن كل الأسئلة الفضولية، واعتذر بطريقة مهذبة عن الإجابة عليها.


نصائح للتعامل مع من يكرهك

فيما يلي بعض النصائح السريعة للتعامل مع الكارهين:[٥]

  • ابحث عن السبب الذي يدفع الآخرين لكرهك، وقم بالتعامل على أساسه.
  • تجنب أخذ الأمور بشكل شخصيّ، ولا توقِف حياتك على تعليقاتهم.
  • حاول تجنّب الكارهين؛ مثلًا في أماكن العمل أو الدراسة.
  • عبّر عن رأيك في عدم تقبّل الانتقادات السلبية منهم أو طريقة تعاملهم معك.
  • لا تعامل الآخرين بسوء أو تلقِ بتعليقات سلبية حتّى لا تُعامَل بنفس الطريقة.


كيفية معرفة مشاعر الآخرين تجاهنا

لا توجد طريقة محدّدة لكيفية تحديد مشاعر الآخرين تجاهنا، ولكنْ هناك ما يساعدنا في توقع ما إذا كان الشخص يخفي كرهًا، ومنها:[٦][٧]

  • لغة الجسد: فلغة الجسد تعكس في الكثير من الأحيان المشاعر الداخلية دون الشعور بذلك؛ كأن يبديَ الشخص نظرات التململ والنظر المستمر إلى ساعة اليد، وإذا كان لا يحبه فقد يشيح النظر عنه ولا يعيره اهتمامًا أو تواصلاً بصريًا أثناء الحديث ومحاولة خلق مسافات كبيرة، وكثرة لمس الأنف، فهي علامة على الغيرة أو الكره أو عدم الراحة، كما أنّ التبسّم الزائف والمجاملات المبالغ بها علامة على الكرة.
  • عدم تقديم الإطراء: كعدم الثناء على الإنجازات، بل على العكس القيام بالتثبيط ومحاولة إشعار الآخرين بعدم أهمية ما يقدّمون.
  • إلقاء اللوم المتكرر: فالكارهون يبحثون عن كل الفرص الممكنة لإشعار الآخرين أنّهم مقصرون وأنّهم لا يقومون بأداء المهام على النحو المطلوب.
  • التقرب الزائد: وهي من حيل الكارهين حتى يقحموا أنفسهم في حياة الآخرين عن طريق التودّد الزائف، حتى يتمكنوا من معرفة التفاصيل الدقيقة ومحاولة العبث بها.
  • عدم المشاركة: فالأصدقاء يجب أن يتشاركوا الأخبار والاهتمامات والأحاديث، فإذا تجنّب صديق فعل هذا مع صديقه فقد يعد مؤشرًا للكره من طرفه، وعلى الآخر الاهتمام بذلك ومحاولة التأكد من ذلك.

المراجع

  1. "How to Deal with “Haters”", Stop Bullying.gov, Retrieved 17-6-2021. Edited.
  2. "How 10 High Achievers Handle Haters", Forbes, 16-8-2018, Retrieved 17-6-2021. Edited.
  3. Brian Robben, "I Love Haters: Here’s Why & How To Respond", Take your Success , Retrieved 17-6-2021. Edited.
  4. "Antisocial personality disorder", Mayo Clinic, Retrieved 4/7/2021. Edited.
  5. Nicolette Tura (31-3-2021), "How to Handle Haters and Jealous People", Wiki How, Retrieved 17-6-2021. Edited.
  6. "The Body Language Of Haters", Nairaland, 10-3-2018, Retrieved 17-6-2021. Edited.
  7. "How to Tell If Someone Hates You", Enki Relations , Retrieved 17-6-2021. Edited.