للأم مكانة كبيرة ودور أساسي في الأسرة، فهي حجر الأساس الذي تقوم عليه الأسرة، وهي مصدرُ الطمأنينة والاستقرار النفسي، كما أنّها السبب المباشر في نمو الأبناء، وهذا لا يقتصر على الأطفال صغار العمر، بل ويمتدّ حتى للبالغين والراشدين، فالكثير من الأشخاص يعتبر الأمّ مرجعه الأول للاستشارة والبوح بالمشاعر، كما وتعمل الأمهات بجهدٍ كبير وتقدّم كل ما بوسعها سواء أكان ذلك في إطار التربية على صعيد الأسرة، أو حتى على صعيد التربية المجتمعية، وبالتالي لا يضحّي شخص كما تضحي الأم، فهي التي تهتم وتعتني بالأبناء منذ طفولتهم وحتى بلوغهم.[١]


كيف أصالح أمي؟

في الكثير من الأحيان يقع الأبناء في مشاكل مع الأم، ولمصالحتها إليك هذه النصائح الذهبيّة:[٢][٣]

  • تفهّم الأمر: فالعلاقة مع الوالدين قد تكون معقدة، وحدوث المشاكل أمر محتمل سواء أكنتَ في مرحلة المراهقة أو كنت راشدًا، ومن المؤكّد أنّ ما يحدث معك كان يحدث معهم، فلا يوجد أحد من البشر مثاليّ، حتى لو كان الكلام جارحًا في الكثير من الأحيان، أو كانت التعليقات سلبية بعض الشيء، فإنّها طبيعة البشر فهم غير معصومين عن الخطأ.
  • راجع نفسك: قم بالبحث عن أيّ سلبيات في طبيعة العلاقة مع الأم؛ كعدم الاحترام الذي يولّد المشاحنة المتكررة، أو عدم التواصل بشكل فعّال، مما يولّد لديهم سوء الفهم، وحاول فهم وجهة نظر الأم في الأمور المختلف عليها ومحاولة التوصل إلى أمر وسطي بين قناعتها وقناعتك في حال كان هنالك اختلاف على فكرة أو قناعة.
  • إيجاد الأعذار: ففي الكثير من الأحيان يعود سبب الغضب والمشاكل هو لأمور أخرى؛ مثل ضغوطات الحياة كعدم إيجاد وظيفة عمل، أو المشاكل الماديّة، وقد تكون المشكلة في الكثير من الأحيان ترجع إلى أسباب نفسية؛ كالعشور بالتوتر أو الاكتئاب، من أهم ما قد يقدمه الابن لأمّه الغاضبة منه في هذه الحالة هو الدعم المعنوي، والكلمات التشجيعية، ومحاولة فهم ما يعكّر صفاءها ويجعلها غاضبةً لوقت طويل، وتذكّر أنّ المساهمة في تقديم العون في هذه الحالات لن يعود بالنفع على المشكلة الحالية فحسب، وإنّما على العلاقة الإيجابية لمدة طويلة.
  • تحدّث عن الأمر: في البداية يجب اختيار الوقت الملائم للحديث عن المواضيع الشائكة التي يتجادل عليها الأبناء مع أمهاتهم، فيجب تجنّب التحدث في هذه الأمور الشائكة في خضّم الانزعاج؛ لأن الإنسان عندما يغضب قد يتفوّه بكلام غير ملائم، بل على العكس يجب تحرّي الأوقات التي يكون فيها الطرفين هادئين حتى يتمكنا من التوصل لنقاط متفق عليها للحدّ من المشاكل.
  • تجنّب غضب الأم: فعندما تشعر أنّ هنالك ناقوس غضب قادم، يمكنك شغل نفسك بعيدًا عن هذه الطاقة السلبية حتى لا تتفاقم المشكلة، وذلك من خلال عدّة نصائح؛ فمثلًا القيام بتمارين الاسترخاء والتنفس العميق لمدة خمس دقائق، أو القيام ببعض الهوايات التي تصرفك بعيدًا عن الغضب وبشكل إيجابي.
  • عبّر عن المحبة: وذلك من خلال تقديم الأحضان، والبوح بالمشاعر الإيجابية الدافئة، ومحاولة إيصال معاني الاحترام والتقدير للأم، وإقناعها بأن العلاقة بينهما لا تقوم على الجدال والغضب، وإنّما على التودد والحب.
  • استشر المختصّين: وذلك من خلال طرحك للأمور التي تسبب الخلافات على شخص آخر مع الحرص على الحيادية، وعدم الإصرار على الخطأ في حال تبين عكس ذلك.
  • الأسلوب: وذلك من خلال اختيار الأسلوب الحسن عند النقاش، وعدم رفع الصوت بشكل غير لائق، أو التلفظ بالألفاظ النابية التي لا تُظهر الاحترام، فالأسلوب السلبي سيجعل الأمر يتفاقم سوءًا ويجعله يتشعّب، ويٌفقِد الأم رغبتها في الحوار والاستماع لوجهة نظرك.
  • اتبع تقنية حل المشكلات الاستراتيجية: وتتلخص هذه الطريقة بالخطوات التالية على الترتيب:[٤]
  • حدّد المشكلة: من خلال كتابة ملخص موجز للمشكلة؛ كتحديد ماهيّة المشكلة، ومسبباتها، وشعورك تجاهها، ومن المهم تحديد إنْ كانت المشكلة قابلة للحل أو غير قابلة للحل، وفي حال كانت قابلة للحل، انتقل للخطوة التالية.
  • العصف الذهني: من خلال كتابة كل الحلول الممكنة، ويمكن تذكّر المشكلات السابقة المشابهة والطرق التي اتبعتها للتصدي لها، كما يمكنك استشارة أهل الخبرة والمختصّين في المجال المحدّد.
  • اختيار الحل: أي اختيار الحل الأنسب من وجهة نظرك من الحلول التي كتبتها في الخطوة السابقة، وفي حال كان الحل غير فعّال فلا تيأس، بل حاول تجربة الحل الثانوي المناسب.
  • تطبيق الحل: من خلال الإصرار وعدم الاستسلام، وراقب أداءك بشكلٍ دوري.
  • التغذية الراجعة: وهي تشبه مبدأ مراجعة النفس، فيقوم الشخص بتقييم طريقة حلّه للمشكلة، ونقدها ودراسة نقاط الضعف والقوة.


أهمية العلاقة الصحية مع الأم

تعدّ العلاقة الصحية بين الأم والأبناء ذات أهمية بالغة، ومن هذه الأهميات:[٥]

  • تجعل الشخص يتمتع بنفسية ملائمة لفهم المجتمع ومجابهة تحدّياته بشكل ناضج وصحيح.[١]
  • تساهم في تنمية روح الإيجابية بين أفراد المجتمع؛ وذلك لكون الأم هي المصدر الأساسي للحنان في المنزل، وبالتالي ينعكس هذا بشكل جيّد على المجتمع.
  • تعتبر العلاقة الصحية بين الأبناء والأم وسيلةً لتنمية المواهب والهوايات، ومهارات التواصل الاجتماعي، والأداء الأكاديمي والمهنيّ.
  • تنمّي مهارات حل المشاكل والتفكير التحليلي حل العقبات في الحياة اليومية.
  • تضمن العلاقة الصحية بين الأبناء والأم بشكل خاص والعائلة بشكل عام؛ وذلك بإنشاء أجيال تسعى لبناء أسر ذات علاقات صحية في المستقبل، مما يجعل المجتمع متزنًا وإيجابيًا، كما أن جو الأسرة المريح يُمكن الأطفال من النمو النفسي والاجتماعي والثقافي والديني السليم.[٦]


نصائح لتقوية العلاقة مع الأم

من النصائح التي تساهم في تقوية العلاقة مع الأم ما يلي:[٧]

  • تبادل الأدوار، بحيث يقدّم الأبناء دَوْرَ الرعايةِ والاهتمام والتضحية التي اعتادوا أن يتلقوها من الأم.[٨]
  • تقبل الآراء الأخرى، ومحاولة فهم فلسفة الأم ووجهة نظرها في أمور الحياة، ودراستها، والنظر فيها.
  • تقبل الاستماع بكل فاعلية، ويكون ذلك من خلال الإصغاء بوعي كبير وتركيز، والتفكير بالردود الملائمة للموقف بطريقة غير جارحة.
  • كن متسامحًا قدر الإمكان، بحيث لا تكثر الاختلافات على المواضيع بسبب وبغير سبب.
  • احرص على البحث عن اهتمامات متشابهة وممارستها سويًا، وجرّب معها أفكارًا جديدة ومميزة بهدف كسر الروتين.[٩]
  • ساهم بالتعاون في الأعمال المنزلية، وبناء جدول مهام والالتزام به، فهذا الفعل يجعل الأم تشعر بأنّ هنالك من يساندها حتى في أبسط المهام.[١٠]
  • اجعل والدتك في قائمة الأولويات، واحرص على قضاء وقت كافٍ معها محاولًا الالتقاء بها بشكل مباشر، والتحاور وممارسة الأنشطة سويًا، والابتعاد عن التواصل عبر المواقع الإلكترونية والهاتف إلا عند الضرورة القصوى.[١١]

المراجع

  1. ^ أ ب "What is a Healthy Mother Daughter Relationship?", Mind is the Master, 21-5-2019, Retrieved 10-6-2021. Edited.
  2. Robert Porter (11-5-2021), "My Mom Is Mean: How To Deal With An Angry Parent", Better Help, Retrieved 10-6-2021. Edited.
  3. "What To Do When You Live with Angry People: 7 Gentle Tips", Personal Excellence, Retrieved 10-6-2021. Edited.
  4. "تقنيات حل المشاكل لإدارة الضغط"، مايو كلينيك، اطّلع عليه بتاريخ 10-6-2021. بتصرّف.
  5. "Parent-Child Relationship – Why it’s Important", Parenting ni , 25-10-2018, Retrieved 10-6-2021. Edited.
  6. الأسرة أدوار ووظائف، الثاني.pdf جامعة بسكرة، صفحة 39. بتصرّف.
  7. Abby Moore (7-5-2020), "7 Ways To Repair A Strained Relationship With Your Mom", mind body green, Retrieved 10-6-2021. Edited.
  8. Jane Webb, " MOTHER-DAUGHTER CONFLICT: WHAT YOU NEED TO KNOW", Cross Winds, Retrieved 10-6-2021. Edited.
  9. Sarah Stiefvater (1-12-2020), "8 Easy Ways to Improve Your Mother-Daughter Relationship", Pure wow, Retrieved 10-6-2021. Edited.
  10. "Positive relationships for families: how to build them", Raising children, 10-6-2021. Edited.
  11. Kanksha Raina (1-1-2019), "Family Relationships – Importance and How to Build Healthy Relationships", Parenting- first cry, Retrieved 10-6-2021. Edited.