تشير حقوق المؤلف إلى الحقوق القانونية لأصحاب الملكية الفكرية؛ أي أن المنتجين الأصليين لأي مادة فكرية هم الوحيدون الذين يحق لهم نسخ العمل وإعادة نشره لفترة معينة من الوقت، حيث تشمل هذه المواد الفكرية جميع أنواع الإبداعات الأصلية مثل؛ الروايات، والأفلام، والموسيقى، والرسومات، والتصاميم المعمارية، والفنون، والشعر، وبرامج الحاسوب، ومحتويات مواقع الويب وغيرها الكثير.[١]


متى ظهرت حقوق المؤلف؟

سَنَّ الكونجرس الأمريكي أول قانون فيدرالي بشأن حقوق الطبع والنشر في مايو من عام 1790؛ وذلك نتيجة لتسجيل مطالبات من قبل كتّاب محاكم المقاطعات الأمريكية لحفظ هذه الحقوق وجعلها جزءاً من القانون، حيث تم تسجيل العمل الأول الذي يتمتع بحقوق المؤلف في غضون أسبوعين من سنّ القوانين، ثم أصبح مكتب حقوق الطبع والنشر قسماً منفصلاً في مكتبة الكونجرس في عام 1897، وتم تعيين ثورفالد سولبيرغ كأول مسؤول عن سجلات حقوق التأليف والنشر.[٢]


تاريخ حقوق المؤلف

يختلف تاريخ حقوق المؤلف حول العالم، حيث بدأت الحكومات بسنّ قوانين تخص حقوق الطبع والنشر؛ وذلك نتيجة لأحداث وظروف مختلفة وهي:[٣]

روما القديمة

يُعتقد بأنه يعود تاريخ حقوق المؤلف إلى القرن الخامس عشر في البندقية، حيث مُنحت لأول مرة امتيازات الطباعة، وعلّق بعدها السير توماس في عام 1581 قائلاً؛ "سمعت أنه في البندقية وفي العديد من الأماكن البعيدة وراء البحر أنهم يكافئون ويقدّرون كل رجل يبتكر أي نوع من الفنون"، وكان علماء ومعلمو الإمبراطورية الرومانية آنذاك هم أول من تم الاعتراف بهم كمؤلفي أعمالهم، ولكن لم يكن لديهم أي حقوق اقتصادية؛ وذلك بسبب تركيز المعلمين على الحقوق الأخلاقية.


اليونان القديمة

في المجتمع اليوناني، بدأت فكرة الحفاظ على حقّ المؤلف في النشر والطباعة خلال القرن السادس قبل الميلاد؛ وذلك نتيجة لانبثاق فكرة الذات الفردية بما في ذلك المُثل الشخصية، والطموح، والإبداع، حيث بدأ خلال تلك الفترة الاهتمام بالنظر إلى إنجازات الفرد على أنها في غاية الأهمية، وتستحق الحصول على حقوق النشر؛ لأن ذلك وحده يميز الفرد وإبداعاته عن غيره في المجتمع.


إنجلترا القديمة

اخترع يوهان غوتنبرغ قوالب حروف الطباعة التي استخدمت لأول مرة في عام 1455، والتي طوّرها فيما بعد ويليام كاكستون الذي يعتبر إحدى رائدي الطباعة الأوائل، مما أدى إلى نشر حكايات كانتربري (بالإنجليزية؛ Canterbury Tales)، والتي كتبها جيفري تشوسر، حيث كانت أول أكثر الكتب مبيعاً في العالم، إذ أدى ذلك إلى إنشاء المفهوم الحديث لحقوق الطبع والنشر، ووصل عدد المطابع إلى حوالي 280 مدينة في أوروبا بحلول عام 1501.


فرنسا القديمة

لا يختلف تاريخ حقوق النشر في فرنسا عن بقية الدول الأوروبية، ولكنها تطورت بشكل مختلف بعض الشيء، حيث أنه في البداية نظم الملوك الناشرين بنفس الطريقة التي نظمت بها براءات الاختراع الناشرين البريطانيين، ولكن أعطى القانون الفرنسي أهمية أكبر للمساهمة الإبداعية للمؤلفين أكثر من القانون الإنجليزي، وفي عام 1793 تم إصدار قانون جديد يمنح المؤلفين والملحّنين والفنانين حقاً حصرياً لبيع وتوزيع أعمالهم.


أهمية حقوق المؤلف

إليك ما يلي ذكر لأهمية حقوق المؤلف:[٤]

  • تقدم حقوق المؤلف حوافز مستمرة تشجع الأفراد على تطوير وإنشاء أعمال إبداعية خاصة بهم، بالإضافة إلى تسهيل استخدام المحتوى الإبداعي من قبل الجمهور.
  • يعمل قانون حقوق النشر على مكافأة المبدعين، وذلك من خلال السماح لهم بالتحكم في الاستخدام التجاري للمواد، وتشجيع التعبير الإبداعي بجميع أنواعه.
  • يعزز قانون حقوق الطبع والنشر وصول الأعمال الإبداعية إلى أكبر قدر من الناس، والاستخدام العادل للمادة المحمية بهذا القانون.


محاذير حقوق النشر

إليك ما يلي بعض هذه المحاذير:[٤]

  • سهّل الاستخدام الواسع لتقنيات الوسائط الرقمية على الأفراد الوصول إلى محتوى المواد الإبداعية المختلفة وتعديلها، ونسخها، ومشاركتها، على نطاق واسع دون أخذ إذن المالك، مما يهدد القدرة على إدارة الاستخدام التجاري للمواد المحمية بشكل فعال.
  • انخفاض الوصول إلى المحتوى الإبداعي، حيث يخشى البعض من أن الملك العام قد يعمل على إبطاء تدفق المحتوى الجديد إلى العالم، وذلك بسبب الطول الممتد لشروط حقوق النشر.
  • يثير التوسع في الملاحقات الجنائية بموجب قانون حقوق النشر مخاوفاً بشأن الوصول إلى المواد المحمية بحقوق الطبع والنشر، حيث كانت الملاحقة الجنائية سابقاً موجهة فقط ضدّ المخالفين الرئيسيين الذين يحققون مكاسب اقتصادية كبيرة من إساءة استخدام هذه المواد، أما اليوم فيتم تطبيق العقوبات الجنائية بصورة متزايدة.
  • يمكن لمالكي حقوق الطبع والنشر الرئيسيين؛ مثل شركات الأفلام، والتلفزيون، والموسيقى، إجبار الوسطاء كمزودي خدمة الإنترنت ومنصات البحث عبر الإنترنت على اتخاذ إجراءات سريعة ضدّ المخالفين، وذلك عن طريق إزالة المحتوى أو منع الوصول إليه عبر الإنترنت.


أساسيات حقوق المؤلف

هناك مجموعة من المعايير التي يجب أن يلتزم بها أصحاب الأعمال الإبداعية؛ وذلك للحصول على حقوق المؤلف، وهي:[٥]

  • إنتاج عمل إبداعي: يشمل موضوع حقوق الطبع والنشر مجموعة واسعة من الأعمال سواء أكانت منشورة أو غير منشورة، بما في ذلك؛ الأعمال الأدبية، أو النصية (مثل القصص القصيرة، والمقالات، والقصائد، والرسائل، والسير الذاتية)، والأعمال الفنية والتصويرية، والتصاميم بجميع أنواعها، والأعمال الموسيقية والدرامية، وتسجيلات الأصوات الفنية.
  • الأصالة: تُعتبر الأصالة شرطًا أساسيًا من شروط الحصول على حقوق المؤلف، حيث أنه طالما لم يتم نسخ العمل الإبداعي من عمل سابق فيحق للمؤلف الحصول على حقوق الطبع والنشر، وذلك بغض النظر عن نوعية العمل.
  • التثبيت: هذا لا يعني أنه يجب أن يكون العمل بنسخته النهائية للحصول على حق المؤلف، ولكن يشير مصطلح التثبيت ببساطة إلى شرط أن يتم تجسيد العمل، أو وضعه بوسط ملموس للتعبير لفترة أطول من مجرد فترة انتقالية؛ وذلك لجعلها أعمال ثابتة يعبّر فيها المؤلف عن شيء إبداعي، سواء أكان ذلك فيلم قبل التحرير، أو نسخة تجريبية من برنامج حاسوبي، أو لقطة من فيلم.


هل يمكن للمؤلف رفع دعوى على الأعمال غير المسجلة بحقوق النشر؟

يمتلك المؤلف حقوق الطبع والنشر لأعماله بمجرد إنشاء شيء ذو قيمة فنية، ومع ذلك لا يمكنه رفع دعوى لانتهاك حقوق النشر إلا إذا قام بتسجيل حقوق المؤلف الخاصة به لعمل معين، وذلك يعني أنه إذا كنت ضحية لانتهاك حقوق الطبع والنشر لعمل فني خاص بك، فإن القانون يتطلب منك تسجيل حقوق الطبع والنشر أولاً لتكون لديك القدرة على متابعة الدعوى القضائية.[٦]

المراجع

  1. WILL KENTON (13/9/2020), "Copyright", investopedia, Retrieved 6/7/2021. Edited.
  2. "United States Copyright Office: A Brief Introduction and History", copyright, Retrieved 6/7/2021. Edited.
  3. Asherry Magalla, The History of the Concept of Copyright, Page 11. Edited.
  4. ^ أ ب "Introduction to Copyrights and Their Functions - Module 1 of 5", Law Shelf, Retrieved 6/7/2021. Edited.
  5. mitchell zimmerman, The Basics of Copyright Law, Page 1. Edited.
  6. "Why You Must Register a Copyright", Aaron Hall Attorney, Retrieved 6/7/2021. Edited.