بحث عن عوامل التغير الاجتماعي

يُعرف التغير الاجتماعي بأنه العلم المختص الذي يبحث في تغيير طرق الهيلكة الاجتماعية، بما في ذلك العناصر الثقافية، أو القواعد السلوكية، أو أنظمة القيم الاجتماعية ويؤثر على المجتمع بطرق مختلفة إيجابًا أو سلبًا.^[١]

عوامل التغير الاجتماعي

تشمل عوامل التغيير الاجتماعي ما يأتي:

العوامل الاقتصادية

تُعد من أكثر العوامل الاقتصادية تأثيرًا على التغير الاجتماعي، إذ إن للتصنيع تأثيرًا كبيرًا وواضحًا على الاقتصاد، ويساهم في إحداث ثورة كاملة داخل المؤسسات، والمنظمات، والحياة المجتمعية، وأنظمة الإنتاج التقليدية، ومن الممكن رؤية هذا التأثير بسهولة في نظام الأسرة المشتركة ونظام الطبقات.^[٢]

العامل الفكري

يعد العامل الفكري من العوامل المؤثرة في التغير الاجتماعي في العصر الحديث، إذ يساهم تطور العلم في تطور الطابع النقدي والمبتكر للنظرة الحديثة، ويفسر بعض العلماء أن التغيير الاجتماعي يبدأ بالأفكار ودورها في التأثير على مسار التغير الاجتماعي، إذ تعد من أهم العوامل التي تساعد وتشارك في العديد من أنواع التغييرات المجتمعية.^[٢]

العامل البيئي

يشكل العامل البيئي تغيرًا جذريًا في الحياة الاجتماعية، ومن هذه العوامل؛ المناخ، والعواصف، والزلازل، والفيضانات وغيرها، إذ يعد التغيير البيئي مرتبطًا بحياة الإنسان إلى حد بعيد، ومن الأمثلة على تأثير التغيير البيئي ما يأتي:^[٣][٢]

• الحضارات المزدهرة التي وقعت وتهدمت بسبب الكوارث الطبيعية التي حدثت، مما أثر بوضوح على التغيير الاجتماعي من ناحية حدوث مشكلات في توزيع السكان في مناطق مختلفة، واختلافات في الكثافة السكانية، وتأثر واضح في الإنتاج الزراعي أو النباتي أو الحيواني.
• التغييرات البيئية وما تسببه من تهجير عدد كبير من السكان، مما يؤدي إلى حدوث تغييرات كبيرة في الثقافة.
• تجدر الإشارة إلى أن الكثير من الأراضي القاحلة والصحراوية في العالم ما هي إلا دليل واضح على الجهل البشري وسوء الاستخدام الذي حدث في ذلك الوقت، إذ كان التدمير البيئي من أبرز العوامل التي ساهمت في سقوط معظم الحضارات العظيمة.

العامل السكاني (الديموغرافي)

يتسبب انخفاض أو زيادة عدد السكان في التسبب في العديد من المشكلات الاجتماعية، وفيما يأتي أهمها:^[٤][٥]

• عند زيادة نسبة المواليد عن نسبة الوفيات ينشأ ما يسمى بالزيادة السكانية، والتي بدورها تسبب البطالة، والفقر، والمرض، وقد تكون سببًا في انتشار الجرائم وتفشيها في المجتمع وتنعكس سلبًا على المجتمع.
• يساهم انخفاض نسبة المواليد عن نسبة الوفيات والذي يسمى بالانخفاض السكاني في التسبب بنشوء مشكلات اجتماعية متمثلة بانخفاض الحجم السكاني، وقلة الأيادي العاملة، وعدم القدرة على الاستفادة الكاملة للدولة من الموارد الطبيعية بأنواعها، مما يساهم في تدهور وتقلص حجم الأسرة في الدولة، وظهور مشكلات على نطاق الأسرة أو على نطاق المجتمع الدولي.
• غالبًا ما تكون البلدان ذات معدلات الخصوبة الأعلى هي الأقل قدرة على استيعاب وتلبية احتياجات السكان المتزايدين.
• زيادة الضغط على الموارد الطبيعة مما ينعكس سلبًا على المجتمع.

العامل التكنولوجي

يعد العامل التكنولوجي من أبرز العوامل التي تساهم في التغير الاجتماعي؛ لأن التقنيات والاختراعات الجديدة والتطور التكنولوجي يؤثر كثيرًا على الحياة الاجتماعية، وتعد من أروع الظواهر العلمية التي ظهرت للعالم، ويسمح التقدم في مجالات التكنولوجيا بأشكالها بتغيير المنتجات الغذائية وراثيًا وظهور براءات الاختراع، مما يساهم في حدوث تغيير في البيئة بطرق لا تعد ولا تحصى، بدءًا من الطرق التي نعلم بها الأطفال في الفصول الدراسية، وصولًا إلى الطرق التي نزرع بها الطعام الذي نأكله وغيرها من التغيرات التي ستنشأ.^[٤][٦]

العامل الثقافي

يعد العامل الثقافي من العوامل التي ترتبط مع العوامل الأخرى محدثةً تغييرًا اجتماعيًا ملحوظًا، إذ توجد علاقة قوية بين القيم والعلاقات الاجتماعية والأفكار الناشئة في المجتمع، مما يساعد في إحداث تغيير اجتماعي في شتى النواحي الحياتية.^[٥]

العامل الديني

يعد العامل الديني من أكثر العوامل الحساسة التي تؤثر على التغير الاجتماعي، إذ يؤثر هذا العامل على التغير الاجتماعي بطرق مختلفة، وتعد الديانات من أكبر القطاعات المنظمة للمجتمع المدني في أنحاء العالم، ومهما كان التغيير الاجتماعي الذي يريد المجتمع تحقيقه يمكن أن يتحقق عن طريق هذا العامل.^[٧][٨]

العوامل السياسية

تتعدد العوامل السياسية التي تساهم في إحداث تغير اجتماعي، وقد يكون من هذه العوامل ما هو مشترك ومنها ما هو تابع للدولة، ومن أبرز العوامل السياسية المشتركة ما يأتي:^[٩]

• تعد الدولة هي التي تنظم السياسات الدولية وتعمل على تشريع القوانين الجديدة، أو إحداث تغيير فيها بناءً على الوضع الدولي السائد لإحداث التغيير الاجتماعي.
• تؤثر بشكل ملحوظ على التغير العلمي غير التكنولوجي بطريقة مباشرة، وعلى التغير الاجتماعي بطرق غير مباشرة، ومن الجدير بالذكر أن العلاقات السياسية الدولية تساهم إلى حد بعيد في التغير الاجتماعي، إذ كانت سببًا في تجديد الأفكار في المجتمع، وتبادل الثقافات والأفكار في المجتمع.

عوامل التغير الاجتماعي من وجهات نظر العلماء

من وجهة نظر العالم هاري جونسون

يرى جونسون الأمور المجتمعية بعدة طرق مختلفة، إذ يؤدي تغيير واحد في هذه الأمور إلى إحداث العديد من التغييرات، نظرًا لإيمانه بأن مكونات السلسلة تترابط على نحو قوي، وعند حدوث تغير في إحدى هذه الأسباب تتغير الأجزاء الأخرى، ويرى أنه توجد ثلاثة أنواع للتغيير الاجتماعي، وهي:^[١٠]

• النوع الأول: أسباب التغير الاجتماعي المتأصلة في النظام الاجتماعي عمومًا، أو نوع محدد من النظام الاجتماعي.
• النوع الثاني: ربما تكون أسباب التغير الاجتماعي التأثير في البيئة الاجتماعية للنظام الاجتماعي المرجعي.
• النوع الثالث: ربما تكون أسباب التغير الاجتماعي التأثير في البيئة غير الاجتماعية.

من وجهة نظر العالمان وارن وراوسك

يحدد العالمان وارن وراوسك عدداً من المصادر المتنوعة للتغير الاجتماعي، منها:^[١١]

• الاختراع والانتشار: يُعد الاختراع من العوامل الأساسية في التغير الاجتماعي، إذ إن الاختراع هو تركيب جديد للعناصر المعروفة، ويحدث في الجانب المادي للمجتمع، وقد يحدث في الجوانب غير المادية كاتحاد العمال، أو استخدام بعض المفاهيم الجديدة في الفلسفة، وقد يغير الانتشار الثقافي حالة المجتمع، لكن أثره يعتمد على مدى التنظيم.
• دور العناصر السكانية: إذ إن نمو السكان يتسبب بتعقيد أكبر، وإيجاد طرق جديدة للمحافظة على استمرارية المجتمع، وأساليب جديدة في الضبط الاجتماعي.
• دور التغير القيمي: يرى بعض العلماء أن التغير ناتج عن التفاعل بين المثل، ويرى آخرون أن القيم ليس لها أثر على التغير الاجتماعي على المدى البعيد، والذي هو ناتج عن التفاعل بين القوى الاجتماعية التي تكشف عن نفسها في الصراع الطبقي.