تعرف التنشئة الاجتماعية بشكل عام على أنها العملية التي من خلالها يتعلم الفرد كيفية التكيف مع المجتمع، وكيفية التعامل والتصرف في حياته الاجتماعية بطريقة يتقبلها المجتمع ويوافق عليها، وتبقى هذه العملية طوال حياته مؤثرةً تأثيرًا أساسيًا على سلوكه وقيمه مهما كان عمره، وفي هذا المقال سنوضح مفهوم التنشئة الاجتماعية بشكل مفصل، ونعرض طرقها وأساليبها.[١]
مفهوم مصطلح التنشئة الاجتماعية
يمكن أن توصف التنشئة الاجتماعية على أنها تفاعل يهدف لتأسيس علاقة متوازنة بين الفرد والمجتمع الذي يعيش معه، بحيث توضح عملية التنشئة الاجتماعية هذه كيفية التماشي والتكيف مع المجتمع طبقًا ووفقًا لمعاييره وقوانينه، بحيث توجِه الفرد لاتباع قوانين المجتمع، وتعلم أخلاقه، وتساعده على التمييز بين الخطأ والصواب فيه، وغيرها من الأمور، ومن الجدير ذكره أن المجتمع بأكمله يعلم الفرد ما هو مقبول ومرفوض حتى يتسنى له تعلم المهارات الاجتماعية التي تتيح له العيش بسلام وسط أفراده وفقًا لمكانته الاجتماعية في هذا المجتمع.[٢]
أساليب التنشئة الاجتماعية
تتنوع وتختلف طرق التنشئة الاجتماعية وتتضمن أساليب عاطفية، وأخرى معرفية، وأساليب تتضمن عملية المراقبة، إضافةً إلى الأساليب الاجتماعية والثقافية، عدا عن الأساليب الفعالة، كما تشمل أساليب تحتاج إلى خبير وموجه، وجميع هذه الطرق تعد هامة لنمو الفرد الناشئ في المجتمع للعديد من جوانب حياته الاجتماعية، وندرج فيما يلي شرحًا لبعض أساليب التنشئة الاجتماعية:[٣]
- الأسلوب العاطفي: ويشير هذا الأسلوب إلى المشاعر المختلفة كالحب والكره، والغضب والخوف، والقبول والرفض، وتحديد الكيفية التي يشعر بها الفرد الناشئ تجاه الآخرين وتجاه أنفسهم، ويتم هذا الأمر بطريقة مباشرة من خلال ارتباطه بأول فرد في المجتمع كارتباط الطفل بمقدم الرعاية الأول له، ويكون هذا الارتباط عادةً ارتباطًا عاطفيًا وله تأثير دائم مع نمو الطفل، حينها يحدد المرافق الأول للفرد الناشئ في المجتمع أو للطفل الكيفية التي يجب التعلم من خلالها، وكيفية الاستجابة لما يحدث في أنحاء العالم، حينها يبدأ النمو والتطور الاجتماعي من خلال الحالة العقلية والمزاجية الناشئة للمرة الأولى مع المرافق الأول للفرد.
- الأسلوب الفعال: ويهدف هذا الأسلوب لإحداث التأثير، ويعتمد على عملية التحفيز والتعزيز بهدف زيادة احتمالية إعادة السلوك المراد مرة أخرى من قِبل الفرد الناشئ، ويمكن أن يتضمن هذا التحفيز المكافأة أو التعزيز الإيجابي المعنوي كالتصفيق وإظهار الملامح التي تحمل فخرًا واعتزازًا، فالغاية من هذا الأسلوب هو تشجيع الذات، ومن الجدير بالذكر أن العقوبات أيضًا تعد من الأساليب الفعالة في التنشئة الاجتماعية على أن تكون على وجه حق إذا سلك الفرد سلوكيات مرفوضة مجتمعيًا.
- أسلوب المراقبة: ويعد هذا الأسلوب عنصرًا هامًا للغاية في عملية التنشئة الاجتماعية، ويتمثل في تعليم الفرد الناشئ للسلوكيات من خلال مراقبة ومشاهدة الأفراد الآخرين، مع الحرص على أن تكون سلوكياتهم سليمة وصحيحة ومقبولة في المجتمع، إضافةً إلى مراقبة الفرد الآخر في حالات التعزيز والعقوبة ليتسنى تعلم المقبول وغير المقبول اجتماعيًا.
- الأسلوب المعرفي: بحيث يركز على كيفية تعامل الفرد الناشئ مع المعلومات التي يتلقاها، وإتاحة الفرص أمامه ليجرب تطبيقها، ويتضمن هذا الأسلوب توفير التعليمات للأفعال والمهام، ومن ثم وضع القوانين والمعاير التي تحكمها، وإتاحة التفسيرات والتوضيحات بشأنها من خلال الاستدلال عليها.
- الأساليب الاجتماعية والثقافية: وتتمثل في تعليم العادات والتقاليد التي تنتقل من جيل إلى آخر، إذّ يؤثر التراث الاجتماعي على سلوكيات الفرد الناشئ في التعامل مع العالم من حوله، وعلى مستويات تقبله ورفضه للعديد من الأمور وفقًا لمعايير هذا الإرث.
- أسلوب التلمذة الصناعية: ويتم هذا الأسلوب بمساعدة مختص أو مدرب مؤهل لتعليم السلوكيات وتمكين إتقانها من خلال تدريب ميداني فعلي في كافة الأماكن المختلفة في المجتمع، ويساعد هذا الأسلوب في بناء الثقة بالنفس واحترام الذات لاكتشاف الفرد الناشئ لقدراته.
المراجع
- ↑ "socialization", britannica, Retrieved 20/7/2022. Edited.
- ↑ "Socialization – Definition, Meaning, Elements, Types, Features and Stage", marketing91, Retrieved 20/7/2022. Edited.
- ↑ of socialization includes affective,many areas of their development. "1.3: Methods of Socialization", libretexts, Retrieved 20/7/2022. Edited.