التغيّر الاجتماعي هو تحول البنية المجتمعية وتبدلها عما كانت عليه سواء العلاقات والتفاعلات البشرية أو نظام القيم المجتمعية أو العادات والتقاليد أو غيرها من الأمور على كافة الأصعدة الثقافية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية، وتحدث هذه التغيرات على مدار فترة زمنية طويلة أو قصيرة، فتعود على المجتمع بتبعات وعواقب عدة لأن أي تغير في أي منظومة يؤدي إلى التغير في كافة المنظومات الأخرى،[١][٢] وتتعد أنواع التغير الاجتماعي ما بين تغير تدريجي أو اجتماعي ثوري، أو دوري، أو بنائي وظيفي، أو اقتصادي، أو ثقافي، وغيرها العديد، وفي هذا المقال توضيح لذلك.[٣][٤]


التغير الاجتماعي التدريجي

مثل التغير في زي المجتمع عبر الزمن، فنجد أن أنماطًا من الملابس لم تكن مقبولة في الماضي لكنها اليوم مألوفة للنظر، وقد استغرق التغيير التدريجي سنوات عديدة فلم تستهجنه المجتمعات، ويمكن أن نصف هذا النوع بالآتي:[٥]

  • يحدث على مدار مدة زمنية طويلة من خلال عملية بطيئة وتدريجية.
  • قد لا يكون هذا التغيير ذا تأثير ملحوظ وجذري.
  • يعتاده الناس ويتأقلمون معه دون وعي أو إدراك فيصبح مألوفًا ومعتادًا.
  • يحفزه الانفتاح على الثقافات المختلفة والتنوع الثقافي في المجتمع الواحد.
  • يغير أنماط وقيم وعادات مجتمعية قديمة بأخرى.


التغير الاجتماعي الثوري

مثل تغير الحدود التي تقيد العلاقات الاجتماعية أو علاقة الزواج حسب المستويات الطبقية والاجتماعية، وهذا كان سائدًا في السابق لكنه اندثر في معظم المجتمعات، ويوصف هذا النوع بأنه:[٥]

  • يحدث على نحو مفاجئ وسريع وجذري خلال مدة زمنية قصيرة.
  • يُعد ذا تأثير واضح وملحوظ.
  • يغير النظام في المجتمع أو نمط حياة، كما يؤثر على العلاقات بين الأفراد.
  • يقود هذه النوع من التغير منظمات أو حراك مجتمعي وربما أكثر من ذلك أي الحروب أو الثورات.
  • له هدف وغاية محددة لتغيير فكر سائد في المجتمع.


التغير الاجتماعي من الأعلى للأسفل

مثل إصدار قرارات وتشريعات جديدة تُحدث تغييرًا في الحقوق والواجبات، ومنها تغير قوانين العمال والعمالة التي تضبط علاقة العامل برب العمل والمؤسسة التي يعمل فيها، ومن خصائص هذا التغيير:[٦]

  • تأثيره كبير وواسع النطاق قد يشمل عدة مجالات.
  • يصنع هذا النمط من التغيرات الحكومات وصناع القرار.
  • تبعات هذا التغيير غير طوعية لأنها صادرة من أعلى الهرم المؤسسي.
  • يتمثل بتغيير قوانين وأنظمة وقرارات.
  • تفرضه وتقتضيه الظروف الحالية.


التغيير الاجتماعي الدوري

يختص هذا النمط بالحضارات والثقافات، إذ تمر في دورة تبدأ وتنتهي عند ذات النقطة، فالحضارة الرومانية والإغريقية والإسلامية مثال واضح عن هذا النوع، ومن خواص هذا النوع أنه:[٧]

  • يُعد دوريًا، وذلك يعني أنه يكرر نفسه مرارًا وتكرارًا.
  • يبدأ بظهور الحضارة ثم نموها وازدهارها ومن بعدها تمر الحضارة في مراحل الضعف والهوان وتندثر.
  • يطرأ على هذا النمط بعض التغيير حسب القوى التي تدير هذه الحضارة.


التغيير البنائي الوظيفي

يختل توازن المجتمع ونمطه إما بسبب الحروب وإما بسبب التغير الديموغرافي لبنية المجتمع من حيث عدد السكان والتركيبة السكانية، فيندفع المجتمع نحو التغيير للتكييف مع النظام الخارجي الجديد، وفيما يأتي وصف للتغيير البنائي الوظيفي:[٨]

  • يحدث تدريجيًا وعلى نحو غير مفاجئ.
  • لا يترك تأثيرًا كبيرًا أو حتى طويل الأمد على المكونات الأساسية للمجتمع في حال كان مفاجئًا.
  • يقود هذا النمط المؤسسات المجتمعية.
  • يُحفّز التغيير إما بتأثير خارجي وإما داخلي.


أنواع أخرى للتغيير الاجتماعي

توجد أنواع أخرى من التغيير الاجتماعي، فيما يأتي بعض منها:[٣][٤]

  • التغير البنائي: وهو التغير الذي يزيد من معارف الناس ومهاراتهم ويمهد لهم الطريق للحصول على تلك المعارف، ويكون ذلك بتطوير مؤسسي يساعد على الإصلاح وتغيير السياسات بدعم الحركات التي تقودها وتعزيزها.
  • التغيير التأثيري: غالبًا ما يستهدف هذا النوع من التغيير الصعيد الثقافي للمجتمع بتغير معتقدات وأفكار المجتمع التي تراكمت وتجذرت في المجتمع على مدى الزمان ويؤول في النهاية إلى إحداث تغيير ثقافي جذري كامل.
  • التغيير الإصلاحي: يشمل هذا التغيير تعديل نظام الحكم أو النظام القضائي أو حتى السوق الاقتصادية إلى نمط اقتصادي جديد مثل تحول السوق من اشتراكي إلى رأسمالي.
  • التغيير الحضاري: وهو التغيير الذي يشمل العادات الغذائية من نوعية الأطعمة والمشروبات بالإضافة إلى التراث والحرف المتداولة وأنظمة التي يتواصل بها أفراد المجتمع مع بعضهم البعض.[٩]
  • التغيير الثقافي: تغير طبيعة العلاقات التي ترفض مكونات المجتمع ببعضهم البعض والنظام الذي يضبط هذه العلاقات ويحدد ضوابطها.[٩]


عوامل التغير الاجتماعي

تتعد عوامل التغير الاجتماعي، وفيما يأتي ذكر لبعضها:

  • عوامل ديموغرافية: تغير التركيبة السكانية أو النسمة السكانية من حيث زيادة أو نقصان عدد المواليد أو الوفيات وما له من تأثير على النظام الصحي والوضع الاقتصادي والمشاكل المجتمعية مثل البطالة والجريمة والنزاعات.[١٠]
  • عوامل ثقافية: هي منظومة القيم والعادات والتقاليد والمعارف بالإضافة للابتكارات والاكتشافات، فتفاعل الثقافات مع بعضها البعض يخلق حالة من الصراع فيما بين القديم منها والحديث منتجًا منظومة جديدة.[١١]
  • عوامل سياسية: القوانين والتشريعات التي تُشرع للتوافق من متطلبات المجتمع المتجددة، من خلال الحركات السياسية والانتخابات والآراء العامة.[١٢]


المراجع

  1. "Social change", britannica.com, Retrieved 25/07/2021. Edited.
  2. " What is Social Change and Why Should We Care? ", snhu.edu, Retrieved 25/07/2021. Edited.
  3. ^ أ ب " Types of Social Change", toolkit.video4change.org, Retrieved 26/07/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Types of Social Movements", courses.lumenlearning.com, Retrieved 26/07/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "Social Change: Meaning, Types and Characteristics", psychologydiscussion.net, Retrieved 26/07/2021. Edited.
  6. "Top down, bottom up, side to side, inside out: 4 types of social change and why we need them all. BLOG 09 Apr 2014", thersa.org, Retrieved 26/07/2021. Edited.
  7. bridge library, Change.pdf SOCIAL CHANGE, Page 5. Edited.
  8. Bridge library, Change.pdf social change, Page 6. Edited.
  9. ^ أ ب "types of social change", slideshare.net, Retrieved 27/07/2021. Edited.
  10. unknown , FACTOR OF SOCIAL CHANGE.pdf Factors of Social change, Page 2-3. Edited.
  11. Unkown, FACTOR OF SOCIAL CHANGE.pdf factors of social change, Page 5-6. Edited.
  12. unknown, FACTOR OF SOCIAL CHANGE.pdf factors of social change, Page 7-8. Edited.