آثار الخدمة الوطنية على الشباب

تتمثل عادًة الخدمة الوطنية (بالإنجليزيّة: National Service) بالتجنيد الإلزاميّ أو التطوعيّ للأفراد في حالات السِّلم، حيث تستهدف تدريب فئةٍ معينة من الشباب الأصحاء في المجتمع، ضمن أعمار ومواصفاتٍ معينة على أهم المهارات الدفاعيّة العسكريّة،^[١]ولها العديد من الآثار على الشباب، نوضحها أكثر في هذا المقال، بالإضافة إلى معلوماتٍ أخرى ذات صِلة:

آثار الإيجابية للخدمة الوطنية على الشباب

أبرزها ما يأتي:

استثمار طاقات الشباب وتوجيهها

تتضمن برامج الخدمة الوطنية تدريباتٍ مختلفة تهدف إلى استثمار طاقات الشباب وتنميتها، حيث يتم تعليمهم وتأهيلهم لحمل السلاح واستخدامه بالطريقة الصحيحة، وكذلك تعليمهم أصول الضبط والربط العسكري، وتحسين مستوى لياقتهم البدنية.^[٢]

ترسيخ مفهوم القيّم الوطنية في نفوس الشباب

تُرسّخ الخدمة الوطنية في نفوس الشباب أنّ حماية الوطن والدفاع عنه، ورفع رايته، والمحافظة على سيادته من أسمى المهام التي يُمكن أن يُقدمونها لأوطانهم، كما تُرسّخ فيهم قيّم الانتماء، والولاء، والتضحية، والعطاء، والانضباط، والالتزام، مما يُساهم في بناء شخصية الشباب الوطنيّة وتنميتها.^[٢]

إكساب الشباب مهاراتٍ حياتية مختلفة

يُمكن من خلال الخدمة الوطنية تنمية مهارات الشباب وتحسينها بشكلٍ كبير، مما يُحسن من مستوى حياتهم الشخصية والعمليّة بعد إنهاء الخدمة الوطنية،^[٣] ومن الأمثلة على تلك المهارات ما يأتي:^[٤]

• الانضباط والتحكّم بالنفس وردود الأفعال.
• بُعد النظر ومحاولة فهم الصورة الأكبر للأمور.
• إتقان العمل وإكماله على أكمل وجه.
• العمل الجماعي والتعاون الكبير مع الآخرين.
• تحمّل المسؤولية والاعتماد على النفس.
• المبادرة والتطوّع.^[٥]
• الدفاع عن النفس.^[٥]

آثار السلبية للخدمة الوطنية على الشباب

أبرزها ما يأتي:

التعارض مع إرادة الشباب

قد تتعارض الخدمة الوطنية الإلزامية تحديدًا مع إرادة الشباب، وتنتهك حقهم في الاختيار وممارسة الإرادة الحرّة في حياتهم، وذلك في حال لم يكن لديهم الدافع الداخليّ للمشاركة والانضمام بهذه الخدمة.^[٥]

تأخّر الشباب عن إكمال تعليمهم

عادًة ما تكون الخدمة الوطنية في سن 18 عامًا، حيث ما يزال الشباب على مقاعد الدراسة، وبالتالي سيؤدي الانضمام إلى الخدمة الوطنية إلى انقطاعهم عن التعليم طوال فترة التدريب، وقد يُواجه بعضهم صعوبة في إكمال الدراسة بعد الانتهاء من هذه الخدمة.^[٥]

اكتساب بعض الشباب مظاهر سلوكية غير مرغوب فيها

قد تظهر بعض السلوكيات غير المرغوب فيها على بعض الشباب بعد التجنيد في الخدمة الوطنية، غالبًا ما تكون خارجة عن إرادتهم ودون وعيٍ منهم، بسبب التدريبات العسكرية الشديدة والقواعد الصارمة التي كان يتوجب عليهم اتباعها أثناء فترة التدريب، ومن أبرز هذه السلوكيات الغِلظة والخشونة في التعامل مع الآخرين، وعدم التعاطف معهم وتقدير مشاعرهم على النحو المطلوب، وكذلك إظهار ردود فعل عنيفة اتجاههم أحيانًا.^[٦]

الآثار الإيجابية للخدمة الوطنية على الشباب

أبرزها ما يأتي:

الأسئلة الأكثر شيوعًا حول الخدمة الوطنية

ما يأتي:

من أي عمر تكون الخدمة الوطنية؟

يختلف السن القانوني للخدمة الوطنية من بلدٍ إلى آخر، ولكنّه عادًة ما يبدأ من 18 عامًا كحدٍ أدنى.^[٧]

كم مدة التجنيد في الخدمة الوطنية؟

تختلف بشكلٍ عام مدّة التجنيد في الخدمة الوطنية حسب البلد ونوع الخدمة المطلوبة، ولكنّها غالبًا ما تكون لمدّة عامٍ كامل، وفي بعض الأحيان أقل أو أكثر من ذلك حسب حالة الفرد،^[٧]على سبيل المثال، في دولة الإمارات العربية المتحدة، يكون التجنيد لمدّة 11 شهرًا للشباب الحاصلين شهادة الثانوية العامة أو ما يعادلها، 3 سنوات للحاصلين على مؤهلٍ أقل من الثانوية العامة، و11 شهرًا للمجندات الإناث.^[٨]

ما هي شروط الخدمة الوطنية؟

قد تختلف شروط الانتساب إلى برنامج الخدمة الوطنية من بلدٍ إلى آخر، ولكنّها غالبًا ما تكون متشابهة، ومن أهم شروط انتساب الشباب إلى الخدمة الوطنية في المملكة الأردنية الهاشمية ما يأتي:^[٩]

• أن يكون مقيمًا داخل المملكة.
• أن لا يكون ملتزمًا بعملٍ منتظم بشكلٍ يوميّ.
• أن لا يكون الابن الوحيد لوالديه.
• أن لا يكون أحد أبوي الشاب أو كلاهما ميتًا.
• أن لا يكون طالبًا على مقاعد الدراسة.
• أن لا يكون مسؤولًا عن أسرته ومعيلاً لها.
• أن لا يكون مشتركاً بالضمان الاجتماعي.
• أن لا يكون مالكًا أو شريكًا لمؤسسةٍ أو شركةٍ معينة.

هل يمكن استبدال الخدمة الوطنية العسكرية بالخدمة المدنية؟

نعم يُمكن ذلك، حيث تُتيح بعض البلدان للشباب فيها استبدال الخدمة الوطنية العسكرية بالخدمة المدنية والعمل التطوعي في المجتمع، ولكن بناءً على ظروفٍ شروطٍ معينة، مثل الحالة الصحية والقدرة الجسدية وما إلى ذلك.^[١٠]

هل يمكن تأجيل الخدمة الوطنية؟

نعم، يُسمح للأفراد في بعض الحالات تأجيل الخدمة الوطنية، ولكن وفقًا لشروطٍ معينة، تختلف من بلدٍ إلى آخر.^[٨]

المخلص

تتمثل الخدمة الوطنية غالبًا بالخدمة العسكرية، سواءً كانت إجبارية أو تطوعية، حيث يتم من خلالها تدريب الشباب من عمر 18 عامًا كحدٍ أدنى في معظم البلدان على مجموعة من المهارات العسكرية والدفاعية، وغالبًا ما تستمر مدّة التدريب عامًا كاملاً.

تترك الخدمة الوطنية آثارًا إيجابية عِدة على الشباب المنضمين لها، تتمثل بترسيخ مفهوم القيّم الوطنية في نفوسهم، بما في ذلك التضحية، والولاء، والانتماء، بالإضافة إلى إكسابهم مهاراتِ حياتية مختلفة، مثل الانضباط، والمبادرة، والتعاون، وتحمّل المسؤولية، ولكن من ناحيةٍ أخرى، قد يكون لها بعض الآثار السلبية، مثل تصرّف الشباب في العلاقات الاجتماعية المختلفة بعد إنهاء الخدمة بطريقةٍ فيها غِلظة وخشونة زائدة غير مرغوب فيها.