تعرّف الهجرة بأنها انتقال مجموعة من الأشخاص من وطنهم الأصلي إلى بلد آخر للعيش فيه نتيجة للعديد من العوامل الاقتصادية، والسياسية، والاجتماعية، والتي تلعب دوراً في عملية الهجرة؛ منها الرغبة في الحصول على معدلات أجور أعلى وتحسين مستوى المعيشة، أو الحصول على مستوى تعليمي أفضل، كما يمكن أن تكون العوامل التي تساهم في الهجرة لا إرادية؛ مثل الاضطهاد، والتطهير العرقي، والإبادة الجماعية، والحروب، والكوارث الطبيعية، والسيطرة الدكتاتورية.[١]


آثار الهجرة المادية والاقتصادية

إليك ما يلي بعض هذه الآثار السلبية والإيجابية:[٢][٣]

  • تؤثر الهجرة على نسب العمالة؛ وذلك بزيادة تجمع العمال في قطاعات معينة من الاقتصاد، كما أنه يمكن أن تؤدي الهجرة إلى زيادة الطلب على العمالة، حيث يقوم المهاجرون بتوسيع طلب المستهلكين على سلع وخدمات معينة في البلد المستضيف.
  • قد تؤدي الهجرة إلى زيادة المنافسة على الوظائف الحالية في قطاعات مهنية معينة، ولكنها قد تعمل أيضاً على إنشاء وظائف جديدة، مما يزيد من الإنتاج لدى أصحاب العمل في القطاعات التي تستخدم فيها العمالة الوافدة.
  • تشير الأبحاث إلى أن الهجرة تؤدي إلى المزيد من الابتكار في المجال الاقتصادي، بالإضافة إلى قوى عاملة متعلمة وذات تخصصات مهنية أوسع، كما يمكن أن يتوفر من خلالها مطابقة أفضل للمهارات مع الوظائف، مما يؤدي إلى إنتاجية اقتصادية أعلى بشكل عام.
  • قد يكون للهجرة تأثير إيجابي وسلبي في الوقت ذاته على الميزانيات الاتحادية والمحلية والمجتمعية، وخاصة أن الحكومة تتحمل تكاليف صافية كبيرة بسبب توفير خدمات عامة ومقاعد دراسية للمهاجرين خاصة في المناطق التي تضم أعداداً كبيرة من المهاجرين الأقل تعليماً وذوي الدخل المنخفض.
  • قد يساهم المهاجرون في اقتصاد البلد المستضيف من خلال الاستثمار في مشاريع مربحة باستخدام مهاراتهم وأفكارهم التي قد تكون جديدة ومبتكرة.
  • يمكن أن يزيد المهاجرون من نسب التوظيف في مجالات مهمة، سواء في القطاعات الاقتصادية سريعة النمو أو المتدهورة منها.[٤]
  • تعزز عملية الهجرة فرص العمل، خاصة للشباب والأشخاص القادرين على العمل.[٤]
  • قد يواجه المهاجرون تحديات وصعوبات اقتصادية تنتج عادة عن فرص العمل المحدودة؛ وذلك بسبب وضعهم القانوني في البلد المستضيف، أو فقدان الدخل، أو إجبارهم على العمل في ظروف قاسية.[٥]


آثار الهجرة النفسية والمعنوية

إليك ما يلي بعض هذه الآثار:[٦][٧]

  • قد تؤدي الهجرة خاصة القسرية والمفاجئة منها إلى زيادة معدلات الاكتئاب لدى المهاجرين؛ وذلك بسبب مواجهة صعوبات فيما يتعلق بالتكيف مع النظام الجديد، والخلفية الاجتماعية والاقتصادية السيئة، والعلاقات بين الأقران، والتمييز والتنمر من قبل الآخرين.
  • وجدت الدراسات أن للهجرة تأثيرات سلبية مباشرة وغير مباشرة على فئة الأطفال في المدرسة، حيث كان أداؤهم الأكاديمي وحضورهم ضعيفاً جداً مقارنة بالأطفال المحليين.
  • نظراً لطبيعة الهجرة التي تجبر الأشخاص على التغير، فقد ارتبطت آثار الهجرة النفسية بمستويات عالية من الضيق النفسي، والحزن، واليقظة المفرطة، والعصبية، والقلق المستمر.[٥]
  • عدم اليقين بشأن المستقبل وقلة الروتين يسبب الكثير من التوتر، حيث قد يتطلب التركيز على الوضع الجديد الكثير من القوة والطاقة، مما يؤثر سلباً على الصحة النفسية للفئة المهاجرة.
  • يمكن أن تؤدي الهجرة إلى مشاعر وردود أفعال سلبية شائعة منها؛ التعب، والضعف، والإحباط، واليأس، والتهيج، والغضب، والكراهية، والعدوان، والأرق، والكوابيس، ونسيان الكلمات والأسماء والمواعيد، وصعوبة في الانتباه، والخوف وعدم الثقة، وعدم القدرة على فعل أي شيء بسهولة، أو الاتصال بالمجتمع الجديد، والطاقة المبالغ فيها في ترتيب الأمور.


آثار الهجرة الاجتماعية

إليك ما يلي بعض هذه الآثار:[٥][٨]

  • يمكن أن تظهر مشاكل اجتماعية عديدة مرتبطة بالثقافة عند الهجرة؛ مثل التمييز، والعنصرية، والكراهية من قبل الطرفين لثقافة أو عادات الآخر، خاصة أن اكتساب الثقافة يربط المهاجرين بالحاجة إلى التكيف، وتعلم مجموعة جديدة من المعايير الثقافية، وذلك مع الحفاظ على الثقافة الأصلية.
  • قد يظهر صراع بين الأجيال، وضغوط التكيف مع الثقافة الجديدة، وصراع بين الجنسين، والوحدة والعزلة، وصراعات أسرية عندما يشعر الأفراد بالضغط نتيجة صعوبة الاستيعاب، أو التكيف بسرعة مع الثقافة المستضيفة.
  • قد تؤدي الهجرة إلى انخفاض التماسك في المجتمع بسبب التوتر الاجتماعي بين المهاجرين والبلد المستضيف، أو التجزئة والصراع، والمشاعر السلبية مثل الاستياء، وتصورات التهديد بين أفراد المجتمع، ولكن من ناحية إيجابية يمكن أن يساعد المهاجرون بعضهم البعض على التكيف، مما يؤدي إلى تماسك فئة المهاجرين، وبناء مجتمع محلي قوي وقادر على التغير للأفضل.
  • تشمل بعض المساهمات الاجتماعية والثقافية للمهاجرين في المجتمعات المستضيفة زيادة التنوع الغذائي، وانتشار ثقافات وعادات وفنون وموسيقى جديدة، وإنجازات رياضية غير مسبوقة.[٩]
  • يواجه الكثير من المهاجرين مشاكل لغوية عند الوصول إلى البلد المستضيف، مما يؤدي إلى قلة القدرة على التواصل مع الآخرين، والشعور بالبعد والعزلة عنهم، بالإضافة إلى فقدان هؤلاء الأفراد القدرة على استخدام مهاراتهم وتعليمهم في المجالات المهنية المرغوبة بسبب الحواجز اللغوية.[١٠]

المراجع

  1. "Introduction to Immigration Economics", Lumen, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  2. "The Labour Market Effects of Immigration", The Migration Observatory, 18/2/2020, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  3. "THE EFFECTS OF IMMIGRATION ON THE UNITED STATES’ ECONOMY", Penn Wharton University of Pennsylvania , 27/6/2016, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  4. ^ أ ب Organisation for Economic Cooperation and Development, Migration Policy Debates Numero 2.pdf Migration Policy Debates, Page 1. Edited.
  5. ^ أ ب ت Torres Fernandez Ivelisse, Pereira Steve R, Aicart Jen, Salas Gonzalo, Crossing International Borders in Search of a Better Life, Page 5. Edited.
  6. H. G. Virupaksha, Ashok Kumar, Bergai Parthsarathy Nirmala, "Migration and mental health: An interface", US National Library of Medicine, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  7. "Immigration", mieli, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  8. Veronika Fajth, Ozge Bilgili, Craig Loschmann & Melissa Siegel , "How do refugees affect social life in host communities? The case of Congolese refugees in Rwanda", springer open, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  9. "How do migrants contribute to society?", International Organization for Migration, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  10. "Migration: Social Consequences, Advantage, Disadvantages and Host country", sociology group, Retrieved 23/6/2021. Edited.