تُعرف التربية بالتهذيب والتعليم والتنشئة، ويُعرف علم التربية بأنه العلم الذي يبحث في أسس التنمية البشرية وعواملها وأهدافها،[١] وتعد الأسرة اللبنة الأساسية في تكوين المجتمع فهي تلعب دورًا أساسيًا في التنمية الاجتماعية إذ إن الأسرة تتحمل المسؤولية الأساسية لتعليم الأطفال وتنشئتهم الاجتماعية عن طريق غرس قيم المواطنة والانتماء للمجتمع.[٢]
دور التربية في بناء المجتمع
فيما يلي بعض النقاط التي توضّح دور تربية الوالدين للأطفال، ودور الأسرة التربوي وتأثيره في بناء المجتمع السليم والمتوازن:[٣][٤]
- تعد مؤسسة الأسرة أقدم من الدين والدولة وتقوم بتلبية الاحتياجات البيولوجية والاجتماعية والثقافية، وأفراد الأسرة لديهم التزامات مع الجماعات الأخرى في المجتمع والتي تربطهم بهم روابط القرابة والزواج والصداقة فلذلك يكوّن هذا التفاعل الحياة الاجتماعية.[٥]
- يقوم الوالدان بغرس القيم الأخلاقية والعادات والتقاليد في نفس الطفل وكلها مهمة لقيامه بدوره الفاعل في المجتمع في المستقبل.
- الأسرة هي المؤسسة الأولى التي ينشأ فيها الطفل، ودائمًا ما تنقل الأسرة المفاهيم والثقافة الاجتماعية مثل العادات والتقاليد والقيم من جيل لآخر، وهذه من أهم وظائف الأسرة في المجتمع.
- إنشاء الروابط الأسرية والعائلية للطفل، والتي تكون بدايات العواطف والاتجاهات الاجتماعية لحياة الطفل وتفاعله مع الآخرين.
- تهيئ الأسرة للطفل اكتساب مكانة معينة في مجتمعه، إذ إن المكانة التي توفرها الأسرة للطفل بالميلاد والتنشئة محدد مهم للشكل الذي سوف يستجيب به الآخرون تجاهه.
- الأسرة هي المصدر الأول لتشكيل هوية الفرد وسلوكه الشخصي وهي المصدر الأول لنقل ثقافة المجتمع للأفراد.
- الجماعة المرجعية الأولى للطفل في معارفه، وقيمه، ومعاييره، فهي توفر للطفل المصدر الأول لإشباع الحاجات الأساسية له، فهي تشكل الأساس الاجتماعي والنفسي أيضًا.
- يلعب الوالدان دورًا أساسيًا في تربية أبنائهما وضمان نمو متزن لهم وتأمين الحاجات الضرورية من أجل حياة سليمة.
- إشباع الحاجات النفسية للطفل؛ فكما يحتاج الطفل الغذاء للنمو، فهو بحاجة لإشباع حاجاته النفسية مثل الشعور بالحب والتقدير والأمن والحنان، لذلك تكون الأسرة المكان الأول الذي يجد فيه الفرد الدفء العاطفي.
- تقوم الأسرة بغرس قيم حب الوطن والمواطنة وتنمية حسهم الوطني عن طريق احترام الأنظمة والقوانين وخدمة المجتمع وغرس قيم التعاون والتكافل مع أفراد المجتمع.[٦]
- من أهم وظائف الأسرة والوالدين التربية الصحية والجسمية واتباع عادات صحية للغذاء والنوم للأبناء والقيام بالتربية الخُلقية والدينية.[٦]
- تكوين القيم الروحية والوجدانية والخُلقية للفرد.
- الوالدان هما قدوة لأبنائهما لبناء شخصية متزنة وسليمة.
دور المدرسة في العملية التربوية وبناء المجتمع
للمدرسة دور كبير في العملية التربوية وبناء المجتمع السليم والمتوازن، وفيما يأتي بعض النقاط التي توضح ذلك:[٧]
- تستطيع المدرسة أن تخرج أفرادًا فاعلين عن طريق تطوير مشاركتهم الاجتماعية في الصف وداخل المدرسة، إذ تشير الدراسات لمدى تأثير المشاركة الاجتماعية على الجوانب الوجدانية والاجتماعية والتعليمية كتعزير الشعور بالانتماء والشعور بالاستقلالية وعدم الشعور بالعزلة وتطوير التحصيل التعليمي.
- المشاركة الاجتماعية أيضًا تتيح لهم القدرة على التعبير والتفاعل مع البيئة المحيطة بهم وتحقق القيم مثل المسؤولية والعطاء والمبادرة والتضامن الاجتماعي.
- تستطيع المدرسة تطوير مشاركتهم الاجتماعية عن طريق تنسيق مهام تطوعية وفعاليات اجتماعية شهرية والقيام أيضًا بالانتخابات المدرسية.
- استغلال حصة التربية التي لها إطار زمني ثابت في جدول حصص الطالب عن طريق وضع برامج داخل دائرة الحياة الصفية مثل تطوير الأنشطة الجماعية، ودائرة الحياة المدرسية مثل الاحتفال بأيام خاصة وأعياد ومناسبات قومية.
- وضع برامج لتطبيق القيم المركزية في كل شهر لتعزيزها في سلوك الطالب فمثلًا الشهر الدراسي الأول لتعزيز قيمة المشاركة، والشهر الذي يليه عن تحمل المسؤولية والاحترام.
- إشراك أهالي الطلاب في العملية التعليمية إذ إن ذلك يساعد في تطور أدائهم الدراسي وتحسين سلوكهم وتقليل تغيبهم عن المدرسة، فيقوم الأهالي بتلقي المعلومات عن أداء أبنائهم الاجتماعي ومشاركتهم لوضع سياسات المدرسة في المجال الاجتماعي ودعم الفعاليات المدرسية.
العلاقة بين الأسرة والمجتمع
توفر الأسرة الاحتياجات الأساسية اللازمة لحياة سعيدة وصحية، فالأشخاص الذين ينبثقون من أسرة صحية يعيشون حياة أكثر إنتاجية، ويمكن اعتبار نواة الأسرة كمجتمع فردي قائم بحد ذاته، وما يميزها أن مجموعة القواعد والقيم تنطبق عليها وقد لا تنطبق على باقي الأسر، وتعد الأسرة مهمة في المجتمع لأنها تضمن رفاهية وصحة أفرادها وتوفر لهم المأوى والأمان، وهي تساعد على تطوير القيم وإعداد الأطفال وإرشادهم ليكونوا أفرادًا فاعلين في المجتمع، فيتعلمون المسؤولية والاحترام والطاعة، وتقوم الأسرة المبنية على أساس سليم بتلبية احتياجات أفرادها الأساسية وتقديم شبكة دعم من خلال الروابط الأسرية والإحساس بالانتماء وتوفير الضمان المالي لأفرادها، وتوفير حياة صحية، كما تنتج العائلات السليمة أشخاصًا يقدمون مساهمات فاعلة في المجتمع.[٨]
المراجع
- ↑ "تعريف و معنى تربية في معجم المعاني الجامع - معجم عربي عربي"، المعاني، اطّلع عليه بتاريخ 10/8/2021. بتصرّف.
- ↑ International Federation for Family Development, The Crucial Role of Families, Page 1. Edited.
- ↑ الأسرة أدوار ووظائف، الثاني.pdf الأسرة أدوار ووظائف، صفحة 34- 39. بتصرّف.
- ↑ James Youniss, "Rearing children for society", researchgate, Retrieved 13/8/2021. Edited.
- ↑ G J Ebrahim (13/8/2021), "The family as a child-rearing unit of society", link.springer, Retrieved 13/8/2021. Edited.
- ^ أ ب و نجن سميرة ،زمام نور الدي، إسهام الأسرة التربوي في تفوق الأبناء، صفحة 140- 141. بتصرّف.
- ↑ أوريت تصائيري، التربية للحياة في المجتمع نشرة للمدارس الابتدائية، صفحة 4- 22. بتصرّف.
- ↑ Ashley Brown (28/7/2020), "What Is The Importance Of Family In Modern Society?", betterhelp, Retrieved 12/8/2021. Edited.