المواطنة هي عملية الانضمام والمشاركة في الحياة المدنية والاجتماعية لمجتمع ما، كما أنها تشير إلى الحقوق والواجبات التي تعتبر جزءاً مهماً من أركان المواطنة؛ وذلك لضمان استقرار جميع مناحي الحياة السياسية، والمدنية، والاقتصادية، حيث ينطوي تعليم المواطنة على تنمية المعرفة، والمهارات، والثقة، وذلك لتمكين الأفراد من اتخاذ قراراتهم الخاصة بهم، وتحمل المسؤولية عن حياتهم، حيث ازدادت أهمية التربية على المواطنة في العديد من البلدان والمجتمعات في القرون الماضية.[١][٢]


كيفية التربية على المواطنة

تعتبر التربية على المواطنة مهمة خلال مرحلتي الطفولة والمراهقة؛ وذلك لإعداد شباب فاعلين في المجتمع، بالإضافة إلى غرس القيم الأخلاقية لديهم، حيث تشمل طرق التربية على المواطنة ما يلي:[٢]

  • يمكن للمدارس استخدام التعليم النشط أو التفاعلي، أو تخصيص دروس تركز على قضايا الحياة الواقعية التي تواجه الشباب والمجتمع، بالإضافة إلى تشجيع الشباب على التفكير التحليلي، ويمكن أيضاً توظيف العمل الجماعي والتشاركي.
  • تعزيز المعرفة والفهم حول مواضيع أساسية للمواطنة مثل؛ القوانين، والقواعد، والعملية الديمقراطية، ووسائل الإعلام، وحقوق الإنسان، والتنوع، والاقتصاد، والتنمية المستدامة، والعالم كمجتمع كلّي، بالإضافة إلى العدالة، والمساواة، والحرية، وسيادة القانون.
  • تطوير مهارات الطلاب والأطفال فيما يتعلق بالتفكير النقدي، والتعبير عن الآراء والتفاوض وحلّ النزاعات.
  • تعليم الاحترام والانفتاح والتسامح والشجاعة للدفاع عن وجهة النظر، والاستماع إلى الآخرين والعمل معهم والدفاع عنهم.
  • تشجيع الأطفال على قراءة كتب عن المواطنة، إذ تبني هذه النوعيات من الكتب الذكاء الاجتماعي والعاطفي، وتستكشف موضوعات المواطنة من خلال تجارب العالم الحقيقي، بالإضافة إلى تشجيع الأطفال ليكونوا مواطنين صالحين في المستقبل.[٣]
  • إعطاء الفرصة للأطفال والطلاب للمشاركة في أنشطة بناء المجتمع مثل؛ تنظيف الحدائق، والمساعدة في الأنشطة المدرسية الجماعية.[٤]


قيم التربية على المواطنة

تحتوي المواطنة على بعض القيم الأساسية التي تعمل التربية على غرسها في نفوس الأفراد، مثل:[٥]

  • الاعتراف بسيادة القانون: القانون هو مجموعة من المبادئ والقواعد التي تحمي حقوق الأفراد، حيث يعتبر القانون صاحب السلطة، ويجب الاعتراف بنفوذه وإلزاميته للدولة والأفراد.
  • المساواة: تتعلق المساواة بضمان حصول كل فرد على فرص متكافئة لتحقيق أقصى استفادة للجميع.[٦]
  • التسامح: غالباً ما يتم تعريف هذه القيمة بأنها عملية طوعية فردية للتخلي عن مشاعر وأفكار الاستياء والغضب، والحاجة إلى الانتقام تجاه شخص ما، والشعور بالسلام الداخلي والطمأنينة وتقديم العفو.[٧]
  • الاعتدال: موقف سلوكي يُقصد به وجود وجهات نظر متوازنة غير مائلة للتطرف أو العنف دون اتخاذ مواقف متشددة.
  • احترام التنوع المجتمعي: يشمل ذلك عدم الإساءة أو التقليل من أحد، واحترام الجميع بغض النظر عن العرق، أو الدين، أو اللون، أو المكانة الاجتماعية، أو الوضع المادي.
  • تقبل الرأي الآخر: وهي من القواعد الأساسية التي يُبنى عليها الحوار الفعّال، حيث يعمل تقبل الرأي الآخر على انتشار الديمقراطية باعتبارها أساس إنساني وحضاري في المجتمعات، مما يؤدي إلى وصول جميع الأطراف إلى الهدف المرغوب من الحوار.
  • الشفافية وتحمّل المسؤولية: يشمل ذلك توفير معلومات صحيحة ودقيقة وشاملة دون تغيير أو تزوير؛ وذلك لزيادة ثقة أفراد المجتمع ببعضهم البعض والحكومة والمؤسسات، بالإضافة إلى ضمان النزاهة بين الجميع.


أهداف وغايات التربية على المواطنة

تتمثل أهداف تربية الأفراد على المواطنة الصالحة كما يلي:[٨]

  • إظهار الاهتمام برفاهية وكرامة الآخرين.
  • دعم حقوق وحريات جميع الأفراد، بغض النظر عن خصائصهم الشخصية.
  • المساعدة في الحفاظ على القانون والنظام.
  • التعرف على الهيكل والوظائف الرئيسية للحكومة.
  • السعي لتحسين المجتمع من خلال المشاركة الفعالة والديمقراطية.
  • فهم مشاكل العلاقات الدولية.
  • دعم العقلانية في التواصل والتفكير والعمل على المشاكل الاجتماعية.
  • تحمل مسؤولية التنمية الشخصية والالتزامات.
  • مساعدة واحترام العائلات، ورعاية تنمية الأطفال كمواطنين في المستقبل.


أهمية التربية على المواطنة

في السنوات الأخيرة الماضية، أصبح انتشار التربية على المواطنة في البيئات الأكاديمية خاصة كبيراً، حيث تحرص المؤسسات التعليمية على تربية طلابها على قيم المواطنة لمساعدتهم في الانخراط في المجتمع المحلي والمساهمة به، حيث تتمثل أهمية التربية على المواطنة كما يلي:[٩][١٠]

  • تلعب العائلات والمدارس دوراً حاسماً في تثقيف الأطفال والشباب ليس فقط حول المناهج الدراسية الرسمية، ولكن حول الحياة المدنية أيضاً، حيث يعد أحد أهم الأدوار الأساسية للمدرسة في المجتمع هو تعليم الشباب والتواصل معهم ليكونوا أعضاءً فاعلين في المجتمع الديمقراطي.
  • تساعد التربية على المواطنة في تجهيز الشباب للتعامل مع حالات الصراع والخلاف، وذلك بمعرفة وفهم عواقب أفعالهم وتلك الخاصة بالبالغين حولهم.
  • يتعلم الشباب كيفية التعرف على التحيّز، وتقديم الحجج، والأدلة، والبحث عن تفسيرات بديلة، ووجهات نظر، ومصادر الأدلة؛ وذلك لإعطاء أسباب وجيهة لوجهات نظرهم.
  • تسعى التربية على المواطنة إلى تجاوز جميع المجالات الدراسية، ودمج العديد من المهارات والكفاءات التي ستفيد الطلاب طوال حياتهم كأفراد وأعضاء في المجتمع، وكمواطنين ومهنيين.
  • التربية على المواطنة يمكن أن تغير المجتمع، حيث يؤدي تواجد مواطنين أكثر تفكيراً وانخراطاً إلى بناء مجتمع أقوى وأكثر عدلاً.


المراجع

  1. "Definitions of Citizenship", Wayne State University, Retrieved 8/6/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "What is Citizenship", young citizens, Retrieved 8/6/2021. Edited.
  3. "How to Teach Citizenship in the Elementary School Classroom", Kaplan, Retrieved 8/6/2021. Edited.
  4. US Department of Education, Helping Your Child Become a Responsible Citizen, Page 16. Edited.
  5. زياد علاونة، المواطنة، صفحة 29. بتصرّف.
  6. "Understanding Equality", equality human rights, Retrieved 8/6/2021. Edited.
  7. "Forgiveness Benefits", positive psychology, Retrieved 8/6/2021. Edited.
  8. "Citizenship Objectives.", eric, Retrieved 8/6/2021. Edited.
  9. "The Importance of Citizenship Education", young citizens, Retrieved 8/6/2021. Edited.
  10. "What Is Citizenship Education and Why Is it Important?", XQ Super School, Retrieved 8/6/2021. Edited.