يُستخدم مفهوم المواطنة بشكل أساسي كمرادف لمفهوم الجنسية، ويمكن القول بأنها جُملة الحقوق والواجبات التي تقع على عاتق كل من الدولة ومواطنيها الذين يحملون جنسيتها سواء أكانوا مقيمين فيها أو خارجها، إذ تقوم الدولة بمنح ميزات لمواطنيها، وفي المقابل تُلزم مواطنيها بجُملة من الواجبات التي تقع على عاتقهم ودفاعهم عنها إن لزم الأمر، ويعود ظهور مفهوم المواطنة إلى الحضارة اليونانية القديمة التي أعطت حقوق التصويت واتخاذ القرارات السياسية المهمة لفئة مالكي العقارات في المجتمع اليوناني، وتم استثناء كل من النساء والأطفال والفقراء من المجتمع، وبقي مفهوم المواطنة إلى وقتنا الحالي في مرحلة تطور وتقدم وزيادة في شموليته.[١][٢]
شروط تحقيق المواطنة
يجب تواجد مجموعة من المقومات والشروط الأساسية التي لا بد منها لاكتمال وتحقيق مفهوم المواطنة، ومن أهم هذه الشروط ما يلي:[٣]
نمو الدولة
يعد نمو الدولة من أهم مقومات وشروط تحقيق المواطنة فيها؛ وذلك بامتلاك الدولة لثقافة المساواة والمشاركة أمام القانون، وعلى ذلك فإن الدول المستبدة لا تتيح المقدرة لتحقيق مفهوم المواطنة لعدة أسباب وهي؛ لأنها تقوم على حرمان فئة كبيرة من الأفراد من حقوقهم في المشاركة، أو تعرُض الدولة في حدّ ذاتها للسيطرة من قبل أقليّة تفرض سلطتها على الموارد الأساسية فيها، فيؤدي ذلك إلى عدم قيامهم بما عليهم من واجبات اتجاه الدولة والمجتمع، وهذا يوضح مدى ارتباط مفهوم نمو الدولة بتحقيق مفهوم الدولة المثالية والنموذجية، وأن يكون المجتمع متماسكًا ويعمل على تحقيق مفهوم المواطنة دون نقص.
ارتباط المواطنة بالديمقراطية
وذلك باعتبار أن الديمقراطية هي الحاضنة الأولى للمواطنة، وبناءً على ذلك فإن الديمقراطية تدل على لا مركزية القرارات، كما تدل على أن الشعب هو مصدر القرارات، وتأكيدها على مبدأ المساواة القانونية والسياسية بين أفراد الدولة دون الاكتراث للجنس، أو النوع، أو الديانة، أو الثقافة المتبعة لديهم مهما كان لونهم أو ديانتهم، ولتحقيق مواطنة فعّالة فيجب توفير قدرٍ كافٍ من الوعي والوصول إلى المعلومات من مصادرها الموثوقة؛ وذلك لإنشاء قاعدة المساواة والمشاركة.
المواطنة هي مصدر الحقوق والالتزامات
وذلك بتمتع كافة الأفراد بجميع الحقوق الاقتصادية، والاجتماعية، والقانونية، والسياسية، والثقافية، وبالإضافة لكونها مصدرًا للحقوق والالتزامات فتُعد المواطنة أيضاً مصدراً للوقوف ضدّ أي تحيّز يخص الحقوق والواجبات، سواء أكان هناك اختلاف في اللون، أو في الجنس، أو الدين، أو العرق، أو اللغة، وعلى ذلك يجب التأكيد على التزام الحقوق مع الواجبات سواء أكانت قانونية، أو سياسية، أو اقتصادية، أو اجتماعية، أو ثقافية، وبهذا نستطيع تحقيق مفهوم الديمقراطية الكاملة، وبناءً على ذلك علينا التأكيد على العدل والمساواة الاجتماعية، وتوزيع الفرص الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، بالإضافة إلى المساواة السياسية.
اعتبار الفرد البالغ أحد المكونات الأساسية للدولة
ذلك على اعتبار أن هذا الفرد حصل على التربية الاجتماعية، والثقافية، والسياسية التي تقوم بها المؤسسات الاقتصادية والسياسية والثقافية التي تباشر بها مؤسسات المجتمع، وتحت إشراف الدولة وسيطرتها، مما يساهم في مساعدة الفرد على التنشئة واستيعابه لأهداف الجماعة وأصولهم، كما يعبر عن تعايش ومصالح الجماعة دون أن ينخرط في إطارها.
إشباع الحاجات الأساسية للأفراد
ويتمثل بإشباع كافة الاحتياجات سواء أكانت السياسية، أو الاقتصادية، أو الثقافية، أو الاجتماعية، وفي حال عدم قيام الدولة بدورها في تنمية الجو المناسب لتنشئة هذا النوع من الاحتياجات وتحقيق هذه الرفاهية الاقتصادية والاجتماعية لأفرادها، فإن ذلك سيؤدي إلى عدم إشباعهم لهذه الاحتياجات وظهور ظواهر عديدة تدل على تلاشي لمفهوم المواطنة بشكل تدريجي بسبب تهرب البعض من واجباتهم، أو حتى بهجرتهم لمجتمعاتهم وبحثهم عن مجتمع آخر يستطيعون تحصيل الحقوق والواجبات التي فقدوها في دولتهم.
طرق ممارسة المواطنة
من أهم هذه الطرق سنذكر ما يلي:[٤]
- المشاركة في المناقشات السياسية.
- البحث عن المعلومات في كلّ من الصحف، والمجلات، والحكم على مصداقيتها.
- المشاركة في التصويت للمجالس المحلية، والولائية، والوطنية.
- حضور الندوات والاجتماعات؛ وذلك للحصول على المعلومات، ومناقشة القضايا وتقديم الدعم.
- الضغط من أجل القوانين ذات الأهمية.
- تقلد المناصب العامة والتقدم للترشيح.
- خدمة البلاد من خلال الخدمات العسكرية أو غيرها.
- تبادل الأفكار ومناقشتها من خلال النقاش، والدخول إلى المنتديات.[٥]
عناصر المواطنة
فيما يلي ذكر لعناصر المواطنة:[٦][٣]
- العنصر المدني: ويتمثل بالحقوق المدنية؛ كحرية التعبير، والفكر، والإيمان، وحرية التملك، وإبرام العقود، والحق في تحقيق العدالة، وتحقيق العنصر المدني في المؤسسات القضائية.
- العنصر السياسي: ويتمثل بالحقوق السياسية؛ كالمشاركة في السلطة السياسية كناخب في الهيئات السياسية، أو من خلال انتخاب من يمثله في البرلمان.
- العنصر الاجتماعي: ويتمثل بالحقوق الاجتماعية؛ كالرفاهية، والحق في الحصول على الأمن، وإشباع حقوقه الاقتصادية، وتتضمن أيضاً حقوقه في التعليم والرعاية الصحية.
المراجع
- ↑ "Definitions of Citizenship:", clas.wayne, Retrieved 16/6/2021. Edited.
- ↑ "Citizenship", britannica, Retrieved 16/6/2021. Edited.
- ^ أ ب زياد علاونة، المواطنة، صفحة 19. بتصرّف.
- ↑ "How Can Citizens Participate?", civiced, Retrieved 17/6/2021. Edited.
- ↑ Juliet Merrifield, citizenship_merrifield.pdf LEARNING CITIZENSHIP, Page 14. Edited.
- ↑ Gabriel de la Paz , CITIZENSHIP IDENTITY AND SOCIAL INEQUALITY, Page 1. Edited.