آثار وسائل الإعلام على المجتمع: السلبية والإيجابية

وسائل الإعلام هي الوسائل المنظمة التي تقوم بنشر الحقائق والآراء والترفيه وغيرها من المعلومات، ومن الأمثلة عليها؛ الصحف، والمجلات، والإعلانات الخارجية، والأفلام، والراديو، والتلفاز، وشبكة الويب العالمية، والكتب، والأقراص المدمجة، وأشرطة الفيديو، وألعاب الحاسوب،^[١] ويُوصف الإعلام المجتمعي أيضًا بأنه شكل من أشكال المنظمات المدنية الشعبية التي تتيح تبادل الأفكار في العالم بطرق يمكن أن يتردد صداها على الصعيد المحلي، وتتخذ وسائل الإعلام أشكالًا عديدة، وتشمل الشبكات الاجتماعية مثل تويتر وفيسبوك وغيره، كما أنها تشمل المدونات التي يتم إنشاؤها بواسطة مواقع مثل بلوجر، وتبادل مقاطع الفيديو مثل اليوتيوب، وخدمات مشاركة وتبادل الصور مثل إنستجرام، حيث لكل منها آثار سلبية وإيجابية.^[٢]

آثار وسائل الإعلام المادية والاقتصادية

يمكن لوسائل الإعلام الوصول إلى معظم الناس على وجه الأرض، وهي فرصة للتواصل والتعليم بين شعوب العالم؛ وذلك لأن هذه التقنيات أصبحت أقل تكلفة، فهي موجودة في كل مكان، وتُغلق الفجوة التكنولوجية الموجودة بين الأغنياء والفقراء؛ نظرًا لأن التكنولوجيا اللازمة للاتصال الجماهيري تصبح أقل تكلفة وأكثر انتشارًا، فإن الكوكب سيصبح بالفعل أصغر حجمًا، حيث تنتقل الأخبار بشكل أسرع بين جميع الناس في العالم، وفيما يلي ذكر لبعض آثار هذه الوسائل الإيجابية والسلبية:^[١]

الآثار الإيجابية

لوسائل الإعلام آثار مادية إيجابية متعددة، ومنها:^[٣]

• الدعاية والإعلان باستخدام وسائل الإعلام من جانب الدولة لتعريف كيان الدولة للشعوب الأخرى؛ مثل فلسفتها، وحضارتها، وتشجيع السياحة، وتسويق المنتجات، وتبادل الخبرات، وبنفس الطريقة يكون التعارف على الدول الأخرى، مما يشجع الاقتصاد والسياحة.
• التثقيف بزيادة المعرفة بغير الأسلوب الأكاديمي مثل المدارس والجامعات، إما بكونه مقصود أي بتخطيط مسبق أو غير مقصود، حيث تتشكل حصيلة عند الفرد تكون ناتجة عن توجه الفرد لوسائل الإعلام بهدف معين قد يكون خاص بالاقتصاد أو العمل، ويتضمن توجه الفرد عدة اتجاهات، فقد يكون موجه من قِبل مرشد أو لرغبة ذاتية له، ويعد الإعلام أيضًا عاملًا مهمًا في الكشف عن الفساد.
• الإنتاج الإعلامي والتثقيفي على الشبكة العنكبوتية، فقد أدى إلى استحداث وسائل التعليم الذاتي والتعلم عن بعد، فظهور تكنولوجيا الأقمار الصناعية كسر حواجز المكان والزمان، وأدى إلى التقدم والنمو والتطور الاقتصادي.

الآثار السلبية

لوسائل الإعلام آثار سلبية متعددة، ومنها، انتشار الفراغ الفكري والثقافي بين الشباب بسبب الإعلام غير الهادف الذي ينشر معلومات بأساليب جميلة ولكن غير مفيدة عن غير قصد أحيانًا أو لإنشاء جيل لاهٍ بملذات الحياة وشكلياتها ومتناسٍ للمستقبل والعمل، مما يؤثر على إنتاجية العمل لديهم، ومن الجدير بالذكر أن طبيعة المادة الإعلامية لهذه المصادر تعتمد على أهواء المتلقين.^[٤]

آثار وسائل الإعلام النفسية والمعنوية

لكل وسيلة مميزاتها وعيوبها ويعتبر الفرد المستخدم هو المسؤول عن نوع التأثير، حيث تختلف التأثيرات باختلاف الفئات العمرية؛ كالأطفال، والمراهقين، والشباب، والشيوخ، وأيضًا بين الأفراد المثقفين المتعلمين، والأفراد ذوي المستوى التعليمي المحدود، وفيما يلي بعض الآثار النفسية والمعنوية الإيجابية والسلبية:^[٥]

الآثار الإيجابية

لوسائل الإعلام آثار نفسية إيجابية عديدة، ومنها:^[٦]

• توجيه الجماهير والأفراد إلى اتجاهات جديدة أو تعديل الاتجاهات القديمة، مع الأخذ بعين الاعتبار حُسن اختيار المادة الإعلامية، ودراسة أهميتها للجمهور، وملاءمتها، وتقديمها في ظروف مناسبة.
• انتشار التعارف الاجتماعي الذي يؤدي إلى تقوية الصلة والتعاطف بين الأفراد؛ وذلك بسبب استخدام الأساليب الرقيقة في التعبير أو تقديم الشخصيات المحببة الشهيرة إلى الناس، وأيضًا تقديم وسائل الترفيه باستخدام الإعلام كتسلية للناس على أساس يناسب فلسفة المجتمع.
• للإعلام دور في بناء الشعور النفسي العام للمجتمع؛ كالوطنية والولاء للدولة، وتخطيط استراتيجيات لحل مشكلات المجتمع، وتحجيم الغزو الفكري والثقافي المعادي الذي يهدد أمن الوطن والوحدة الوطنية باستمرار.

الآثار السلبية

لوسائل الإعلام آثار نفسية سلبية عديدة، ومنها:^[٤]

• الشعور بالإحباط النفسي للأفراد وعامة المجتمع، فهذا الأمر الذي يدفع الأفراد إلى الإعراض واللامبالاة وعدم التجربة والبحث والاطلاع على وسائل بديلة؛ وذلك بسبب الإعلام المتحيز الذي لا يعتمد على حقائق ويدعو إلى مذهب سياسي بالتلفيق والتزوير، حتى لو أظهر بعض الحقائق سيُنظر إليها بعين الريبة والحذر والشك.
• الإعلام القاصر الذي يعتمد على الحقيقة ويتجاهل أساليب التأثير على الجمهور فلا يمكن أن تصل له الحقائق بطريقة بنائية مناسبة، وبالتالي تتفشى الجريمة والعدوان خاصة إذا كان الإعلام متحررًا من القيم الأخلاقية والتعاليم الدينية.

آثار وسائل الإعلام الاجتماعية

وسائل الإعلام المنتشرة تشكل "مجتمعًا جماهيريًا" يتسم بخصائص معينة، لا سيما الضمور أو الافتقار إلى الصلات الاجتماعية، مما يجعل المجتمع عرضة على نحو خاص لتأثير تقنيات الإقناع الحديثة مثل الدعاية، ويعد فك شيفرة ما هو صحيح وما هو غير صحيح صعبًا؛ لأن وسائل الإعلام الجماهيري تتغلغل في المجتمع بأكمله، فإن مداها وتأثيرها هائلان، وإن مسؤولية المشاركين في هذا النوع من الاتصالات كبيرة، بالإضافة إلى أن اتجاه المجتمع البشري في المستقبل يمكن أن يعتمد عليهم، وفيما يلي بعض الآثار السلبية والإيجابية لهذه الوسائل:^[١]

الآثار الإيجابية

لوسائل الإعلام آثار إيجابية عديدة، ومنها:

• يُعرض التلفاز ووسائل الإعلام للناس ولطائفة أوسع من الثقافات والمجتمعات، ويجعل المزيد من الشباب يدركون المسائل السياسية والاجتماعية، مما قد يزيد بدوره من نفوذهم في بلدانهم.^[٧]
• القدرة على تحقيق أكبر قدر من الديموقراطية في المجتمع من خلال إتاحة المساحات الحرة للحديث، فهي حرية لا مفر منها، فيساعد ذلك على تشكيل الرأي العام، كما تسهل عملية المتابعة وتوفر معلومات كثيرة عن القضايا المطروحة.^[٢][٨]
• التواصل مع الآخرين بكل سهولة، ويتم التواصل برسائل نصية وصور، وكذلك ملفات صوت وفيديو، مع إمكانية المشاركة في مجموعات ذات اهتمامات فكرية وعلمية وأخلاقية ودينية.^[٢]

الآثار السلبية

لوسائل الإعلام آثار سلبية عديدة، ومنها:

• يصعب التحكم في المحتوى كمصادقة المصدر، وتصبح سلامة الرسالة موضع شك؛، نظرًا لأنه يصبح من الصعب تدريجيًا فهم ما هو حقيقي وما هو غير حقيقي، لهذا يمكن أن تصبح الأخبار المزيفة وسيلة للتأثير على المجتمع،^[١] كما يتيح الإعلام المشاركة في مجموعات ذات توجهات عنصرية وغير أخلاقية.^[٢]
• يُعتقد بأن الأطفال الذين يقضون وقتًا أطول في مشاهدة التلفاز أو وسائل التواصل الاجتماعي سيقضون وقتًا أقل في ممارسة النشاط البدني، وإن مشاهدة إعلانات الوجبات السريعة بكثرة أثناء المشاهدة مسؤولة إلى حدّ كبير عن وباء السمنة في أميركا، الأمر الذي يهدد تماسك الأسرة ونقص النمو الاجتماعي عند الأطفال.^[٧]
• تعمد بعض وسائل الإعلام إلى نقل أنباء ومعلومات مغلوطة، أو تثير الفتنة داخل الدولة، أو نشر العداء في المجتمع المحلي، أو تحفيز الصراع، أو الحرب.