يمكن تعريف المحسوبية التي تعرف أيضًا بمصطلح الواسطة على أنها؛ تفضيل شخص من بين عدة أفراد وضمه لمجموعة ما لمجرد أنه صديق، أو قريب، أو شخص مفضل لأحد أعضاء هذه المجموعة، وليس لأنه الفرد الأكفأ بينهم، وتشيع هذه الظاهرة في عمليات التوظيف، أو في الترقيات، أو منح الفرص لأي امتيازات أخرى، وتتعد أشكال المحسوبية بعدة سمات ولكنها تنحصر في التحيز إلى أحد الأفراد دونًا عن الآخرين حتى ولو كانوا أفضل وأكفأ تقيمًا في المكان الذي تبرز به هذه الظاهرة لمجرد وجود العلاقات الاجتماعية القائمة، وفي هذا المقال سنتطرق لأهم المعلومات المتعلقة بالمحسوبية لنتعمق أكثر في توضيح هذا المفهوم.[١]


أنواع المحسوبية

للمحسوبية نوعان مختلفان وهما:[٢]

  • المحسوبية المتبادلة: وتتم هذه المحسوبية من الطرف الأكثر تحكمًا لتقديم الخدمة تجاه الفرد الآخر مقابل عدة أمور إمّا مقابل مال، أو لتحسين العلاقة الشخصية به، أو كنوع من أنواع الولاء باعتقاده، ويمكن أيضًا أن يكون الدافع وراء هذا النوع من المحسوبية هو أعراف تقليدية وثقافية بحيث تسود هذه الظاهرة في المجتمع ولا تُرفض عادةً.
  • المحسوبية المستحقة: بحيث يشعر الشخص الذي يتلقى المنفعة في هذا النوع من المحسوبية بأنه يستحق هذه المعاملة التي انتقته فقط لأنه تربطه علاقة شخصية بالشخص الذي فضله، ويمكن القول بأن الاستحقاق يرتبط في بعض المجتمعات التي تظهر بها المحسوبية مع ما يُسمى بالنخبوية أي أنهم يعتقدون بأن جزءًا فقط في المجتمع يمتلك قدرات وإمكانيات جوهرية كالذكاء، والفكر، والكفاءة، والنبل، والمهارات وغيرها ليستحق أن يحصل على مناصب عليا داخل السلطة، وأن باقي المجتمع يفقتر لهذه الصفات.


أسباب المحسوبية

تحدث المحسوبية لعدة أسباب منها:[٣]

  • العلاقات الشخصية: بحيث تعد المعرفة الشخصية من قبل الجهة المسؤولة والمُفضلة للشخص الآخر كفيلة بأن تُنشئ هذه الظاهرة، ويمكن أن تكون هذه العلاقات الاجتماعية علاقة أقارب، أو علاقة صداقة، أو علاقة زمالة سابقة، أو أي علاقة اجتماعية أخرى.
  • التمييز والتحيز الشخصي: يعد التمييز والعنصرية بأنواعهما المختلفة أسبابًا لحدوث المحسوبية كالتمييز بين الجنسين، أو التمييز العرقي، أو التمييز الطائفي وغيرها.
  • التعاطف: بحيث يشعر الشخص المسؤول عن اختيار الأفراد للانضمام إلى مكان العمل أو أي مناصب أخرى بالتعاطف تجاه الأفراد المشابهين له ولثقافته، أو للأشخاص الذين يتشاركون معه في اللغة أو اللهجة، وغيرها من الأسباب المشابهة، ويعد هذا السبب أحد أخطر الأسباب التي تزيد من مستوى اللاوعي في المجتمع؛ نظرًا لعدم منطقية وعقلانية تبريراته.
  • الجاذبية: ويكمن هذا السبب فقط باختيار الأفراد والأشخاص لمقوم واحد يمتلكونه وهو الجاذبية والقبول، على الرغم من وجود العديد من الأفراد الآخرين الذين يملكون قدرات وسمات أكثر كفاءة، ومهارات تميزهم عن هؤلاء الأفراد الجذابين.


آثار المحسوبية

للمحسوبية عدة مساوئ وآثارًا سلبية، ندرج أبرزها فيما يلي:[٣][٤]

  • الاستبداد: ويحدث هذا الأمر عندما يجمع المسؤول أو الإداري الأفراد الذين تجمعهم معه علاقة ألفة ومودة؛ بحيث يصبح قائدًا مستبدًا على باقي الأفراد.
  • الفساد: تعزز المحسوبية وتشجع على ممارسة كافة أشكال الفساد؛ من خلال تحفيز الأفراد المختارين بالمحسوبية على التآمر ونصب المكائد.
  • عدم الكفاءة: تساهم المحسوبية في وضع الأفراد في المناصب والوظائف وفقًا للقرابة والصداقة وغيرها من المعايير التي لا تعتمد على كل من القدرات الفعلية، والمهارات المكتسبة للأفراد.
  • تدني الثقة بالنفس للأفراد المستبعدين: سيشعر الأشخاص الذين تم استقصاؤهم بعدم الشعور بالكفاءة، وتدني احترامهم لذواتهم، وشعورهم بالدونية، وبأنهم أقل مستوى من الأشخاص الذين تم اختيارهم.


المراجع

  1. "Favoritism, Cronyism, and Nepotism", scu, Retrieved 2/11/2022. Edited.
  2. "Nepotism in the workplace", valamis, Retrieved 2/11/2022. Edited.
  3. ^ أ ب "Favoritism in the Workplace: A Complete Guide", yoursapp, Retrieved 2/11/2022. Edited.
  4. "The Pros and Cons of Nepotism", profolus, Retrieved 2/11/2022. Edited.