يُعرَّف الفقر على أنه عدم وجود ما يكفي من المال لتلبية الاحتياجات الأساسية للفرد وتشمل هذه الاحتياجات؛ المأوى والمأكل والمشرب، ولا يُعنى فقط بعدم وجود المال، وقد عرَف البنك الدولي الفقر على أنه الجوع وعدم توفر المسكن، وهو افتقار الفرد المريض للعلاج، وعدم إمكانية وصول الطفل للمدرسة، والبطالة، وهو الخوف على المستقبل، ويؤثر الفقر على الفرد والمجتمع بآثار عدة اجتماعية ونفسية وصحية واقتصادية، عدا عن تأثيره على نمو الأطفال بعوامل عدة ناتجة عن هذه الآثار التي نوضحها في هذا المقال.[١][٢]


آثار الفقر الاقتصادية أو المادية

يتمثل الفقر في نوعية الحياة التي يعيشها الفقراء والتي تعاني من الحرمان وتتطلب الكثير من النضال والاجتهاد لهم ولأطفالهم لإعالتهم ليحظوا بحياة كريمة، وقد يورث الآباء هذا الفقر والعجز الاقتصادي لأبنائهم أيضًا، وقد كان تُحسب نسبة الفقر تاريخيًا على أساس دخل الفرد ومقدار ما يمكنه أن يشتريه به، وقد تمت إضافة مقاييس جديدة متعددة الأبعاد أكثر شمولية للجوانب المتعلقة به،[٣] وفي ما يلي نذكر بعض الآثار المادية والاقتصادية التي يولدها الفقر على الفرد والمجتمع:


على الفرد

نذكر منها:[٤]

  • تردي البيئة التعليمية لأطفال الأُسر الفقيرة، فنتيجة الظروف الاقتصادية فإنهم يرتادون المدارس ذات الأنظمة والبيئة التعليمية المهترئة، وقد يفتقرون مستقبلًا إلى الحصول على التعليم العالي في الكليات والجامعات، مما يجعلهم أكثر عرضة لانخفاض مستوى التحصيل التعليمي وللعديد من المشاكل التعليمية الناتجة عن الفقر.
  • التشرد الذي يعني افتقار الأفراد للسكن والمأوى، والفقراء أكثر عرضة للعيش في مساكن غير مناسبة لأنهم غير قادرين على شراء أو استئجار منازل جيدة خاصة بهم، ويقطنون الأحياء الفقيرة التي تفتقر إلى فرص العمل والمرافق والخدمات الحديثة.
  • عمالة الأطفال؛ وهي من أكثر الآثار المنتشرة؛ إذ يعمل الأطفال ليساعدوا عوائلهم في تحسين وضعهم المعيشي السيئ، وللمساهمة في السكن والمأكل والعلاج.


على المجتمع

نذكر منها:[٥]

  • يعد الفقر سببًا للتوترات الاجتماعية التي تهدد بتقسيم الأمة لعدم تحقق المساواة بين أفراد المجتمع، وتحديدًا المساواة في الدخل، وتحدث هذه التواترات عند توزيع الثروة في بلد ما بطريقة غير عادلة بين مواطنيه، كما يمكنه أن يزعزع استقرار بلد بأكمله.
  • تختفي الطبقة الوسطى في المجتمع بسبب الفقر، مما يزيد من عدد أعمال الشغب والاشتباكات بين طبقات المجتمع الواحد.


آثار الفقر الصحية والجسدية

أثبتَتْ العديد من الدراسات الأكاديمية التي تبناها أطباء يعملون في المجتمعات مُباشرةً ويحتكون مع الفئات المختلفة والمتباينة، أن تحسين الحالة الصحية التي يسعى إليها الأفراد الذين يعانون من الفقر يتطلب منهم عملًا قاسيًا وجهدًا كبيرًا لسداد قيمة هذه الرعاية الصحية، وأنهم يعانون من عقبات تحول دون تحسين الحالة الصحية لهم ولأفراد أُسرهم، وفيما يلي نذكر أبرز هذه الآثار الصحية على الفرد، وكيف يتأثر المجتمع أيضًا من هذه الناحية:[٦]

  • يعد الفقر من أبرز العوائق التي تؤثر على صحة المُرضى، وهي مشكلة مستمرة تؤثر على أجيال من العائلات، إذ يورث الفقر للأفراد وقد يستمر طوال حياتهم.
  • يؤثر الفقر على الصحة من خلال آليات وحالات معقدة؛ فيتأثر الفرد في متوسط العمر بقدراته على التعلم إضافةً لسلوكاته الصحية، ويصبح أكثر عرضة للإصابة بما يُسمى أمراض الفقر، عدا عن قلة فرص العمل التي تلحقه وسوء نمط الحياة الذي يهوي بحالته النفسية لأدنى مستوياتها.
  • قد يتعرض الأفراد الذين يعانون من الفقر من أمراض مرتبطة بالماء والغذاء، لأنهم لا يستطيعون أن يتحملوا تكاليف الأطعمة الآمنة أو النظيفة والمُنقاة من الشوائب.[٥]
  • يتعرض الفقراء للعديد من الحوادث التي قد تسبب لهم شللاً أو عجزاً في أجسادهم جراء بيئات العمل غير المناسبة أو غير الآمنة، كالعمل في الآلات في المصانع أو في الزراعة بالإضافة إلى التسمم بسبب المُبيدات الحشرية ولدغات الحيوانات البرية لنقص الحماية المُوفرة لهم، أو العمل في مجال المواد الخطرة وتعرضهم مثلًا لتسمم الرصاص وغيرها من المواد.[٥]


آثار الفقر الاجتماعية

إن للفقر آثاراً وخيمة وعواقب كثيرة في حياة الأشخاص الذين يعانون منه، وقد تبقى هذه العقبات وتدوم مدى الحياة، خاصةً على الأطفال فهم أكثر عرضة للتسرب المدرسي، عدا عن المشاكل التي تكثر بسببه عند أولياء الأمور إضافةً للعديد من الآثار والتي نذكرها كما يلي:[٤]

  • المشاكل العائلية، فالعائلة الفقيرة تكون أكثر عرضة للمشاكل الأسرية وتشمل هذه المشاكل العنف المنزلي والطلاق، عدا عن المشاكل الشخصية في العلاقة ما بين الأبوين والتي يعانيان منها جراء الإجهاد الكبير الواقع على عاتقهما أثناء مواجهة هذه الآفة، إضافةً لإرهاق الأطفال أيضًا.
  • ازدياد التأثير السلبي من ضغوطات الحياة الأسرية الروتينية، فتصبح هذه المواقف أكثر حدة ما بين أفراد الأسرة، وتشيع المشاكل الأسرية البسيطة بينهم أكثر من الأسر ذات الدخل المتوسط أو الأسر الثرية، مما يضاعف من شدة ووقع هذه الآفة عند حدوث هذه المُعضلات لافتقارهم الموارد أو قلتها للتعامل معها وحلها.
  • انتشار الجريمة والتخريب، قد يلجأ بعض الأشخاص المعرضين لمعاناة الفقر إلى جرائم الشوارع كالقتل والسرقة والسطو وغيرها من الجرائم، وتنتج هذه التصرفات عن الإحباط الكبير والتوتر والقلق من العيش في الفقر والتفكير في المستقبل، وقد ينشأ أطفال هذه الأُسر المُعدمة تحت أقران أكبر سنًا الذين قد يكونون من أفراد العصابات ويرتكبون الجرائم وغيرها.

المراجع

  1. "Economic and Social Inclusion Corporation", gnb, Retrieved 19/5/2021. Edited.
  2. "THE EFFECTS OF POVERTY", cpag, Retrieved 19/5/2021. Edited.
  3. "Global poverty: Facts, FAQs, and how to help", worldvision, Retrieved 20/5/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "The Consequences of Poverty", lib, Retrieved 20/5/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت "EFFECTS OF POVERTY ON SOCIETY, HEALTH, CHILDREN AND VIOLENCE", restlessstories, Retrieved 20/5/2021. Edited.
  6. "Poverty and Health - The Family Medicine Perspective (Position Paper)", aafp, Retrieved 20/5/2021. Edited.