يمكن تعريف الطلاق لغةً بأنه التحرر من القيد أو الرباط، فعندما نقول بأن المرأة طلقت زوجها نعني بذلك بأنها خرجت من قيود الزواج وتحررت من عصمة زوجها، أما شرعاً: فهو حل عقدة النكاح بلفظ الطلاق ونحوه، وبالعودة للتاريخ، كان الطلاق عند العرب قديماً يسمى بالظهار، لأن صورة الطلاق في ذلك الوقت كانت بأن يقول الرجل لزوجته أنت علي كظهر أمي، ولكنه اختلف بعد مجيء الإسلام.[١][٢]


آثار الطلاق الاقتصادية أو المادية على المرأة

يعتبر المؤثر الاقتصادي أو المادي أكبر مؤثر على المرأة بعد طلاقها، يظهر ذلك في ما يلي:[٣][٤]

  • قد يؤدي الطلاق إلى ضعف الأداء الوظيفي للمرأة المطلقة، حيث أن تشتت الذهن نتيجةً للوضع الراهن يخالف ما تطلبه الوظيفة من التركيز والأداء الأمثل في العمل.
  • غالباً ما تأتي النفقة أقل بكثير مما يلزم لتغطية تكاليف المعيشة الرئيسية، مما يعني تردي الوضع المعيشي للمطلقة.
  • في الحالات التي كان فيها الزوج هو المعيل الوحيد للزوجة قبل الطلاق، غالباً ما ستعاني المطلقة من ضعف القدرة الشرائية خصوصاً إذا ما كانت محاطة بظروف يتعذر عليها الحصول على وظيفة، فعدم وجود خبرة سابقة في سوق العمل، هو أول ما تصطدم به ربات المنازل بعد الطلاق، ذلك بالإضافة إلى احتمالية وجود أطفال يصعب تركهم في المنازل للذهاب إلى العمل إن توفرت الفرصة.


آثار الطلاق النفسية أو المعنوية على المرأة

الصحة النفسية هي المتضرر الأكبر بعد حدوث الطلاق عند المرأة، وتجدر الإشارة إلى أن الضغط النفسي للمرأة العاملة يكون أقل منه عند المرأة غير العاملة، كما أنه يكون أقل إذا كانت المرأة هي من طلبت الانفصال، وتظهر آثار الطلاق النفسية في ما يلي:[٥][٦]

  • سعادة أقل نسبياً؛ حيث تشير الدراسات في هذا المجال أن المرأة عادةً ما تشعر بسعادة أقل لوضعها كمطلقة، بسبب فشل مشروع الزواج.
  • الاكتئاب؛ فالضغط النفسي بعد الانفصال يعد عاملاً كافياً لإحداث الاكتئاب والقلق عند المطلقة.
  • الضغط النفسي للمطلقة التي تعيل أطفالاً والخوف من المستقبل.


آثار الطلاق الاجتماعية على المرأة

الطلاق شأنٌ اجتماعي بحت، باعتبار أن الأسرة هي اللبنة الأساسية في أي مجتمع، والآثار الاجتماعية للطلاق تظهر كالاتي:[٧][٨]

  • زيادة احتمالية بعد المسافات عن الأصدقاء؛ فالمطلقات قد يتعرضن لمواقف غريبة مع أصدقائهم المتزوجين، فعادة ما يفضل الأزواج الدخول في صداقات مع مماثلين لهم في الوضع الاجتماعي.
  • الوحدة الاجتماعية؛ حيث تعد الكثير من المجتمعات الطلاق أمراً معيباً، وقد يفضل البعض تجنب المطلقات.
  • رفض المجتمع لرغبة المرأة المطلقة التي تعيل أولادها إذا أرادت الزواج مرة أخرى، فالمجتمع العربي خاصةً يقدر المرأة المطلقة التي تكرس حياتها لتربية أولادها وتنشئتهم.


آثار الطلاق الأخرى على المرأة

آثار أخرى للطلاق تؤثر على المرأة:[٩]

  • تشير الدراسات إلى أن المطلقات أكثر عرضة من المتزوجات للإدمان على الممنوعات.[١٠]
  • تشير الدراسات إلى أن المطلقات ينتمين إلى الفئات الأقل رفاهية في المجتمع.[١١]
  • المطلقات أكثر عرضة للإصابة بالأمراض السيكوسوماتية، وهي الأمراض التي تجمع أعراضها الجسد والنفس في نفس الوقت.[١٢]
  • فقدان الثقة بالرجال بشكل عام، أو تجنب الارتباط في المستقبل.
  • العيش والارتباط بالماضي وصعوبة الخروج منه.
  • الخوف من الفشل وضعف القدرة على اتخاذ القرارات المستقبلية.
  • الشره أو فقدان الشهية العصبي كنوع من التعبير عن الشعور بالإحباط من الحب أو الزواج.


توصيات ونصائح

على الرغم من أن الطلاق قد يكون من المشكلات المستعصية والصعبة في المجتمعات، إلا أن هناك العديد من النصائح والإرشادات التي من شأنها المساعدة في تسهيل نواحي الحياة المختلفة على المطلقة عند اتباعها:[١٣]

  • على المطلقة أن تأخذ وقتها الكافي لإدراك الوضع الراهن الذي تمر فيه، فالوقت بحد ذاته كفيل لتخفيف الآلام ونسيان الماضي واتخاذ قرارات أكثر عقلانية.
  • على المرأة بعد الطلاق أن تكون صريحة وواضحة مع نفسها، وعليها أن تدرك بأنها الوحيدة القادرة على السيطرة على زمام الأمور في حياتها الشخصية.
  • عدم التردد في طلب المساعدة عند الحاجة، خصوصاً عند وجود مشاعر الإحباط أو الشعور بانعدام الأمل أو النظرة المتشائمة من المستقبل.
  • على المرأة المطلقة ألا تلوم نفسها أو غيرها على ما حصل.
  • الالتزام بالمحافظة والاهتمام بالنفس، وعدم إهمال الذات.
  • على المطلقة عدم التردد من التحدث مع الناس أو الأفراد المحيطين بها عما يدور من أحداث في حياتها اليومية.
  • الابتعاد عن الانعزال المجتمعي والانخراط في النشاطات الاجتماعية المختلفة والمتنوعة.
  • الانتظام على تناول الطعام الصحي والمفيد.
  • الانتباه الشديد إلى أي عوارض مرضية قد تظهر فيما يتعلق بالاكتئاب أو القلق.
  • ممارسة التمارين الرياضية بانتظام.
  • النوم العميق وبشكل كافٍ له آثار إيجابية على الصحة العقلية والبدنية والنفسية.

المراجع

  1. مصطفى سعيد الخن، الفقه المنهجي على مذهب الإمام الشافعي، صفحة 119-146. بتصرّف.
  2. عبد الكريم زيدان، الطلاق&dq=تعريف الطلاق&hl=en&sa=X&ved=2ahUKEwifzpDN9eLwAhXN_rsIHab-DTUQ6AEwBHoECAsQAg المفصل في أحكام المرأة، صفحة 346. بتصرّف.
  3. "الطلاق"، أواصر، اطّلع عليه بتاريخ 24/5/2021. بتصرّف.
  4. "لا حماية ولا مساواة"، هيومان رايتس ووتش، اطّلع عليه بتاريخ 24/5/2021. بتصرّف.
  5. http://yourdivorcequestions.org/how-might-divorce-affect-me-and-my-family/research-support/, "How Might Divorce Affect Me?", Your Divorce Questions, Retrieved 27/5/2021. Edited.
  6. فريد بكيس، ظـاهرة الطـلاق و أثرهـا علـى الصــحة النفسـية للمـرأة تحليـل نفسي اجتماعي، صفحة 100-110. بتصرّف.
  7. "How Might Divorce Affect Me?", your divorce questions, Retrieved 25/5/2021. Edited.
  8. مهتاب أبو زنط، Abu Zant_0.pdf الطلاق أسبابه ونتائجه من وجهة نظر المطلقات، صفحة 135-136. بتصرّف.
  9. د ناصح عبدالله، الصحة النفسية لدى عينة من المطلقات في محافظة حلبجة العراقية رؤية اسلامية، صفحة 10. بتصرّف.
  10. PAUL R AMATO, Research on Divorce: Continuing Trends and New Developments, Page 685. Edited.
  11. PAUL R MATO, Research on Divorce: Continuing Trends and New Developments, Page 661. Edited.
  12. د ناصح عبدالله، الصحة النفسية لدى عينة من المطلقات في محافظة حلبجة العراقية رؤية اسلامية، صفحة 09. بتصرّف.
  13. Margot Rogers, Rosalie Pattenden, Julia Pullen, and others, Women and separation, Page 15-16. Edited.