تُعد السرقة من الجرائم القديمة والمنتشرة مُنذ القِدم،[١] وهو مصطلح شائع لعملية استيلاء شخص على ممتلكات شخص آخر دون إعلامه بذلك أو الحصول على موافقة منه،[٢] وقد تختلف المسميات لهذا الفعل مثل اعتباره اختلاس أو استيلاء بالقوة أو السطو، ولكن يبقى مفهومه العام ضمن جريمة السرقة، ولكن يكون الاختلاف بالوسائل المتبعة لتحقيق الهدف منها،[٣] وللسرقة أنواع مختلفة ومنها؛ السرقة الصغرى، والسرقة الكبرى،[٤] وأيضاً من أنواعها المنتشرة في هذه الأيام سرقة الملكية الفكرية، وسرقة الخدمات، والسرقة الإلكترونية.[٥]


آثار السرقة الاقتصادية والمادية

يعُود تأثير السرقة على الاقتصاد الذي يشمل الفرد والمجتمع معاً بعدة نقاط أهمها:

  • أخذ إجازات من العمل نتيجة حادثة السرقة، والذي قد يؤدي إلى انقطاع أجر الضحية وفي بعض الأحيان إلى خسارة العمل.[٦]
  • تكاليف إضافية للزيادة من الإجراءات الوقائية في المجتمع لحمايته من تكرار حوادث السرقة؛ وذلك بنشر الكاميرات في الأحياء التي تكثر بها السرقات، أو بنشر الدوريات لمراقبة المناطق التي تتكرر فيها حوادث السرقة.[٦]
  • الخسائر المادية والإضرار بالممتلكات التي قد تصيبها أثناء حادثة السرقة.[٦]
  • التعرض للإعسار الاقتصادي نتيجة حادثة السرقة، والتي قد تصيب بعض الشركات والأفراد عندما تكون بسرقة الأموال، أو بسرقة الممتلكات المادية للشركات والمحال التجارية.[٧]
  • التعويضات المقدمة لضحايا حادثة السرقة، والتي تتحملها أحيانًا الحكومات.[٧]
  • تعرض مباني المدارس أو دور العبادة والحدائق الترفيهية للاعتداء، والذي يكلف المجتمع تكاليف الترميم وانخفاض روادها.[٧]
  • قيام شركات التأمين برفع تأمينات على الممتلكات المؤمنة مثل المنازل أو المصانع، وخاصة في المناطق التي تكثر فيها حالات السرقة لتجنب الخسارة.[٨]
  • تأثر أسعار العقارات التي يمكن أن تنخفض في حال تكرار حالات السرقة في المنطقة.[٨]
  • زيادة نسبة الفقر؛ وذلك عندما تكون المسروقات من المال العام.[٩]
  • تدني مستوى العمل نتيجة التفكير المستمر بالحادثة، وعدم القدرة على التركيز والتشتت.[١٠]
  • تأثر الناتج المحلي الإجمالي في حال كانت السرقة كبيرة ومن المال العام، أو من المؤسسات الكبيرة التي تؤثر في الاقتصاد.[١١]
  • يتعين على مالكي المتاجر إنفاق المزيد من الأموال لحماية أغراضهم، مما يؤدي إلى ارتفاع الأسعار مقابل الدفع للعملاء.[١٢]
  • إغلاق الحسابات البنكية القديمة وفتح حسابات جديدة؛ وذلك نتيجة الخوف من استخدامها من قبل السارق.[١٣]
  • مراجعة كافة حسابات المؤسسات التي يعمل معها الضحية؛ من مؤسسة الضمان، أو المراكز الأمنية في حال تمت سرقة الهوية والأوراق الثبوتية وإبلاغهم بفقدانها.[١٣]


آثار السرقة النفسية والمعنوية

قد تمتد الآثار النفسية على الفرد أو المجتمع نتيجة حادثة السرقة لأيام أو أسابيع، أو قد يكون التأثير طويل الأمد بحيث يستمر إلى أشهر وأكثر،[١٠] ومن هذه التأثيرات:

  • انتشار حالة من الخوف والغضب، وقد يعاني الضحية المسروق منه من آثار ما بعد الصدمة بتذكره لأحداث الواقعة وانعكاسها عليه بشكل سلبي؛ وذلك بتأثيره على نومه وإصابته بحالة من الأرق.[٦]
  • الشعور بعدم الأمان والتوجس من إعادة حدوث السرقة مرة أخرى في المستقبل.[٦]
  • الشعور بالذنب وتأنيب الضمير من قبل الضحية لنفسه أو أفراد أسرته وتحميل نفسه أو الأفراد الآخرين مسؤولية الحادثة.[١٣]
  • الشعور الدائم بالتوتر خاصة في حال عدم عودة المفقودات للفرد، والخوف من استخدام ممتلكاته المسروقة من قبل السارق بطرق خاطئة تنعكس على حياته وعمله بآثار سلبية، والذي قد يؤدي في بعض الأحيان إلى استخدام معلومات الضحية الشخصية، وابتزازه عن طريقها، أو نشر معلوماته الخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي.[١٣]
  • الدخول في حالة من الاكتئاب نتيجة الصدمة من حادثة السرقة، والذي قد يمتد لفترة قصيرة بعد الحادثة، أو قد يكون طويل الأمد.[٧]
  • الخوف من الغرباء وعدم الشعور بالأمان اتجاههم، وفقدان الثقة والخوف من التواجد معهم.[٧]
  • شعور الضحية بالصداع وآلام بالرأس نتيجة تأثير حادثة السرقة عليه، وتفكيره الدائم بها أو بتكررها.[١٠]
  • نتيجة لتكرر حوادث السرقة في بعض المناطق يولد شعور العدوانية لدى أفراد المجتمع، مما يؤدي إلى قيام البعض منهم بالتسلح لحماية أنفسهم وأفراد عائلتهم من السرقة.


آثار السرقة الاجتماعية

من أهم تأثيرات السرقة على الحياة الاجتماعية ما يلي:[٦]

  • انتشار الخوف بين أفراد المجتمع، وفقدان الشعور بالأمان.
  • تغير في النمط المعيشي للفرد سواء على المستوى الاجتماعي أو المستوى العملي، حيث يفقد الفرد الشعور بالأمان في حال خروجه من منزله.
  • التأثير على سمعة الفرد خاصة عندما تكون المسروقات معلومات الفرد الشخصية وقيام السارق بتشويه سمعته بطرق مختلفة عن طريق استخدامها.
  • زيادة وانتشار المشاكل العائلية والمشاجرات بين أفراد العائلة لتحميل كل فرد مسؤولية السرقة للفرد الآخر.[١٤]
  • انتشار الجرائم والجهل والفقر بين أفراد المجتمع.[٩]


آثار السرقة الأخرى

فيما يلي بعض آثار السرقة الأخرى:

  • قد تؤدي السرقة إلى إصابات جسدية إذا حصل تواجه بين السارق والضحية.[٦]
  • فقدان الثقة في الحكومات؛ وذلك لعدم مقدرتها على إيقاف هذه الظاهرة أو قيامها بتحقيق العدالة.[٧]
  • في حال تمت سرقة أوراق ثبوتية أو حكومية سوف يتم بذل جهد ووقت لإعادة استخراجها وإصدار بدلاً منها.[١٥]



المراجع

  1. "بحث و دراسة متعمقة في جريمة السرقة حسب القانون"، محاماة، اطّلع عليه بتاريخ 6/6/2021. بتصرّف.
  2. "Theft Overview", findlaw, Retrieved 4/6/2021. Edited.
  3. "theft", law.cornell, Retrieved 4/6/2021. Edited.
  4. "Types of Theft: Petty Theft, Grand Theft, and More", nolo. Edited.
  5. "12 Types of Theft & Their Consequences", palmbeachdefense, Retrieved 5/6/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت ث ج ح خ "What Are the Effects of Crime on Victims?", futurelearn, Retrieved 5/6/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث ج ح JOANNA SHAPLAND, MATTHEW HALL, WHAT DO WE KNOW ABOUT THE EFFECTS OF CRIME ON VICTIMS, Page 178. Edited.
  8. ^ أ ب "Social and economic impact of crime on wider societ", BBC Bitesize, Retrieved 5/6/2021. Edited.
  9. ^ أ ب أ م د سوري ياسين حسين الهيتي، حرام أخير.docx معنى المال الحرام / أهميته وخطورته ووجوهه، صفحة 14. بتصرّف.
  10. ^ أ ب ت "The effects of crime", victimsofcrime, Retrieved 6/6/2021. Edited.
  11. RICHARD ROSENFELD, ROBERT FORNANGO, THE IMPACT OF ECONOMIC CONDITIONS ON ROBBERY AND PROPERTY CRIME: THE ROLE OF CONSUMER SENTIMENT, Page 757. Edited.
  12. "Stealing", kidshealth, Retrieved 6/6/2021. Edited.
  13. ^ أ ب ت ث "4 Lasting Effects of Identity Theft", lifelock, Retrieved 5/6/2021. Edited.
  14. د نايف المرواني، جريمة السرقة، صفحة 52. بتصرّف.
  15. Federal Trade Commission, Guide for Assisting Identity Theft Victims, Page 10. Edited.