الربا في اللغة الزيادة؛ ويقال ربا المال يعني إذا زاد وارتفع، فالربا أو الفائدة ظاهرة اقتصادية هامة في الأدبيات الغربية، إذ تلعب دوراً هاماً في النظرية الرأسمالية والسياسات الاقتصادية، حيث اعتبرت النقود سلعة إنتاجية كأي سلعة أخرى، ويكون الربا بدفع ما يزيد عن القيمة المالية لمالك النقود بهدف استخدامه لفترة محددة، وهو محرم شرعاً بهدف تحقيق العدل في النظام الاقتصادي الرأسمالي.[١][٢]


آثار الربا المادية

فيما يلي بعض آثار الربا المادية:[٣][٢]

  • تسمح الفائدة بارتفاع المعدل المتوقع لأسعار السلع والمنتجات التي في سوق القرض، وتنحسر عن السوق العام، مما يؤدي إلى انحسار النقد وتركزه بيد القلة.
  • القرض الربوي الذي يستخدم في النشاطات الاقتصادية للمضاربة أو للاحتفاظ به كسيولة ولم يستخدم في العملية الإنتاجية لا يخلق قيمة، إلا أن الفائدة تحول المال إلى قيمة للمقرضين وكسب دون جهد، فينشأ الهرم المقلوب بالمحصلة، وتستقطع الفائدة من أرباح أو دخل المقترضين، لذا فإن زيادة الديون تزيد الجزء المستقطع ويتضاعف الدين عاماً بعد عام.
  • تتوزع الثروات على المؤسسات الربوية، ويتعرض القطاع الحقيقي المنتج لأزمة مالية، فلا يستطيع سداد الديون، فتنشأ أزمة مالية تعقبها أزمة اقتصادية، وتتساقط المؤسسات المقترضة نتيجة للأزمة، ويؤدي هذا إلى الكساد، وينتشر الفقر والبطالة وعدم الاستقرار.


آثار الربا النفسية والمعنوية

إليك ما يلي بعض هذه الآثار:[٤][٥]

  • تهديد أمن المجتمع وسلامته؛ وذلك بسبب وجود علاقات مبنية على الكراهية، والبغضاء، والحقد، فمن شأن هذه العلاقات أن تفسد المجتمع والأفراد لما يترتب عليها من علاقات استغلالية وآثار سلبية في مؤسسات المجتمع ونظامه.
  • تتجلى آثار الربا في الواقع، فنلاحظ على أفراد المجتمع الذين يتعاملون بالربا أنهم يفتقرون إلى كل قواعد التعاون، والتراحم، والتكافل، والتضامن، وتبقى أجزاء المجتمع مشتتة غالباً، فالربا نظام مضرّ من الناحية الإنسانية.
  • يقوم الأفراد بطلب المال لقضاء حاجاتهم الذاتية، فلا يستطيعون التخلص من المرابي بسهولة، وبالتالي يتوارث الأبناء هذا الدين من الآباء.


آثار الربا الاجتماعية

إليك ما يلي بعض هذه الآثار:[٦]

  • تنقطع المودة والتعارف بين الجماعة، فالربا يقوم على استغلال الحاجة، وجهد الجماعات أو الأفراد دون مقابل، وبالتالي فإن الربا شح وأنانية وفردية، ويهدم روابط المجتمع، ويفتح أبواب الرذيلة والشر.
  • تضخيم الثروات وتفريق الطبقات، فالربا وسيلة لتضخيم الأموال، إذ توجد طائفة من الذين يعتمدون على هذه الوسيلة فقط في تنمية أموالهم وبالتالي تؤدي إلى انتشار الترهل، والبطالة، والترف بينهم، وذلك على حساب الكادحين الذين يحتاجون للمال.
  • تدهور القوة الشرائية للنقود والارتفاع المستمر في الأسعار، فالمعروف أن الفوائد المصرفية على القروض الاستثمارية لا يتحملها التجار أو أصحاب الأموال، بل يتحملها المستهلك، فتظهر تكلفة المنتجات متضخمة بقيمة تلك الفوائد، وبالتالي تعاني المجتمعات الإنسانية من الغلاء الفاحش، إذ أصبح هماً ثقيلاً جاثماً على صدور الفقراء والكادحين في معظم المجتمعات.


المراجع

  1. "History of economic thought", newworldencyclopedia, Retrieved 2/7/2021. Edited.
  2. ^ أ ب عبدالرحيم عبدالحميد الساعاتي، العمة االقتصادية لتحريم ربا النسيئة و الفضل، صفحة 45-44 47-48. بتصرّف.
  3. سامي بن إبراهيم السويلم، اقتصاديات ربا الفضل نحو نموذج تحليلي موحد لأنواع الربا، صفحة 200. بتصرّف.
  4. خليل محمد الخالدي، الربا الاجتماعية&hl=ar&sa=X&ved=2ahUKEwjw3pWG1cTxAhWE2uAKHUVTCnEQ6AF6BAgEEAI#v=onepage&q=آثار الربا الاجتماعية&f=false لتنظيم الإجتماعي في الإسلام: دراسة إجتماعية تحليلية في قواعده البنائية، صفحة 277. بتصرّف.
  5. سعيد بن على بن وهف القحطاني، الربا أضراره وآثاره في ضوء الكتاب والسنة، صفحة 52-55. بتصرّف.
  6. "أضرار الربا الاقتصادية والاجتماعية"، دوليد مصطفى شاويش، اطّلع عليه بتاريخ 5/7/2021. بتصرّف.