الصديق هو أي فرد يتمتع المرء بالتشارك معه بما يسره ويثق به ويعرفه معرفة شخصية، ويشعر بالعاطفة تجاهه ويتعامل معه بودية وعفوية، فالصديق من يقدم لك المساعدة ويدعمك ويؤيدك ويقويك وينصحك ويحبك،[١]أما زميل العمل فهو من ترتبط معه لإنجاز عمل له قيمة مادية، كما تسعى به للارتقاء بخبراتك والتفوق في مجال العمل، إذ تكون العلاقة رسمية إجبارية بين الزملاء، فالشخص يستطيع اختيار صديقه لكنه في المقابل لا يستطيع اختيار زميله.[٢]


الفرق بين زميل العمل والصديق

توجد العديد من الفروق الواضحة بين الزمالة والصداقة، وفيما يأتي بعض من أهمها:

  • تُعد الصداقة أسمى من الزمالة فهي مبنية على الإخلاص حتى أنها أقوى من الأخوة، إذ يلجئ الصديق لصديقه في وقت المحنة ولا يلجأ للزميل، والصديق مطلع على أسرار صديقه لأنها رابطة محبة حقيقية، أما علاقة الزميل بزميله في نفس المهنة فهي عابرة محددة ضمن وقت العمل فإن انتهى العمل انتهت الزمالة.[٣]
  • يُعد الصديق هو مَن يشارك صديقه بالواقع الأسري والمهني وبالأفراح والأحزان، ويُفصح عن همومه ومخاوفه وأمانيه، أما العلاقة مع زميل العمل فهي سطحية، وتندر مشاركة الأمور الاجتماعية الشخصية.[٤]
  • يتمنى الصديق الخير لصديقه ويتبادل معه إرادة الخير، وهي صفة جوهرية للصداقة، أما الزميل فيميل إلى المنافسة من أجل الحصول على المال أو الترقية أو التقدير فيسعى للتفوق على زميله، لهذا يثق الفرد بصديقه أكثر مما يثق بزميله، والصديق مصدر سعادة أما الزميل فليس بالضرورة.[٥][٦]


أوجه الشبه بين زميل العمل والصديق

الزمالة والصداقة وجهان من أوجه العلاقات الإنسانية التي تجمع بينها روابط مشتركة، وفيما يأتي بعض النقاط التي توضح أوجه الشبه بين الزميل والصديق:

  • زميل العمل لا يطعن منافسيه بأساليب غير مشروعة أو إساءة بالحديث عن المنافسين، فهذا يهدد استقرار العمل، وتشترك الزمالة والصداقة بالتعامل الجيد والاحترام المتبادل.[٧]
  • زميل العمل يقدم المساعدة لزميله في أوقات الأزمات والمواقف الصعبة في العمل، والصديق يساعد صديقه في مشاكله الشخصية والنفسية، فيُقدم الدعم والتشجيع الضروري والحاجة التي لا غنى عنها.[٨]
  • الزميل والصديق يتقابلان، إذ يشترك الزميل والصديق بحضور اجتماعات ولقاءات مشتركة بين زملاء العمل لتبادل خبراتهم ومعلوماتهم مع زملائهم فتتحقق فائدة مشتركة وإنجاز أفضل، أما الأصدقاء فيجتمعون ويقدمون النصائح لبعضهم البعض في قضايا مختلفة.[٨]


أمور تفرضها عليك الزمالة والصداقة

أمور تفرضها الصداقة

الصداقة علاقة ضرورية في حياة كل فرد، وتفرض العديد من الأمور، منها:[٩]

  • الرغبة الحقيقية في الخير للصديق كالفرح والابتهاج لنجاح الصديق والقدرة على تصحيح سلوكه أو أخطائه أو لفت نظره لهدف لم يصبه ومساندته بتقديم الدعم والتحفيز للتغلب على الكسل، فذلك يساعده في التقدم والتغلب على المشاعر السلبية التي تعطل النجاح في الحياة.
  • التحفظ؛ إذ يحترم كلام صديقه فلا يفضح سره ولا يكذب قوله ولا يتطفل عليه، فينسحب عندما يحتاج صديقه إلى الاختلاء ويكون حاضرًا في الوقت المناسب والشكل الملائم فيكون قادرًا على معرفة ذات صديقه ويفهم نقاط قوته وحدود شخصيته فيعطي انطباعًا إيجابيًا متبادلًا.
  • الفرح عند لقاء الأصدقاء لكنهم يحترمون الالتزامات الأسرية والمهنية والإمكانيات المادية فيلتقون عندما تسمح الظروف، فالصديق منفتح أي يسمح لصديقه بالتنقل بيسر ويعطيه الحرية في اختيار حياته.


أمور تفرضها الزمالة

ما من شركة قائمة إلا وفيها موظفون تربطهم الزمالة يعملون لأجل تحقيق النجاح للشركة، وفيما يلي ما تفرضه هذه العلاقة الإنسانية المادية:[٦]

  • تفرض علاقات روتينية داخل المجموعات وعددًا كبيرًا من الاتصالات لا سيما عندما تكون العلاقات غير مستقرة وبالحاجة إلى تنازلات وتكرار التعليمات والإرشادات، إذ تبقى العلاقات المطلوبة غير واضحة في الغالب.
  • تحسين بيئة العمل بالتعاون مع الزملاء والقيام بواجباتك ومسؤولياتك، لكن تبقى معهم جسديًا لكن منفصلًا عنهم عاطفيًا، إذ يكمن التعاون بتحقيق أفضل استفادة وأحسن استخدام للموارد المتاحة.
  • تطوير أرضية مشتركة يتم فيها إنجاز العمل وتحديد المشكلات وحلها، فقد يخطر لك أو لزميلك فرصة لتحسين العمل وتقليل الأخطاء، لكن تستلزم وجود شبكة من العلاقات داخل مجموعة العمل وخارجها فهي طريقة للوصول إلى متخذي القرارات والمسؤولين لتطبيق الحلول المقترحة.


هل يمكن تكوين صداقة مع زملاء العمل؟

بالتأكيد نعم، إذ تتكون رابطة قوية بصورة طبيعية عندما تنشأ مواقف وأحداث صعبة مهددة للحياة، ففي هذه المواقف تنكسر الحواجز التي تمنع تكون الصداقات كالمنافسة والغيرة وتستبدل بالثقة المتبادلة، ومع مضي الوقت تصبح صداقة حقيقية، كما تتكون صداقات في حال تبادل المساعدة لإكمال عمل ما، ومشاركة الخبرات وكل متاح لأفضل لإنجاز، فبعد تحمل الصعاب مع بعضها البعض تنشأ رابطة قوية تستمر لفترة طويلة.[١٠]


المراجع

  1. "friend", .wiktionary, Retrieved 21/7/2021. Edited.
  2. "Friend vs. Colleague", askdifference, Retrieved 15/7/2021. Edited.
  3. نبيل أبو حلتم، بين الصداقة والزمالة&hl=ar&sa=X&ved=2ahUKEwjNz7bbvvbxAhXIa8AKHXjFCgwQuwUwB3oECAsQBw#v=onepage&q=الفرق بين الصداقة والزمالة&f=false الفرق بين الصداقة والزمالة، صفحة 103. بتصرّف.
  4. الصداقة فرح وحياة، [http://www.mediafire.com/file/cv4v45ox52ikm52/34-_الصداقة_فرح_وحياة_-_من_واقعنا_الإنساني_والروحي_-[christianlib.com].pdf/file الأب نادر ميشيل اليسوعي]، صفحة 14. بتصرّف.
  5. ميشال حنا ماتياس، الصداقة قيمة أخلاقية مركزية، صفحة 94. بتصرّف.
  6. ^ أ ب نورمان سي هيل، فن التعامل مع الزملاء، صفحة 28- 29- 43. بتصرّف.
  7. ريتشارد تميلر، قواعد العمل، صفحة 234 235. بتصرّف.
  8. ^ أ ب تومس هورر، فن القياده المدرسية، صفحة 49-44. بتصرّف.
  9. الأب نادر ميشيل اليسوعي، [http://www.mediafire.com/file/cv4v45ox52ikm52/34-_الصداقة_فرح_وحياة_-_من_واقعنا_الإنساني_والروحي_-[christianlib.com].pdf/file الصداقه فرح وحياه]، صفحة 14-21. بتصرّف.
  10. نورمان سي هيل، فن التعامل مع الزملاء، صفحة 52. بتصرّف.