قد يتشابه مصطلحا العنصرية والتنمر بالعموم، لكنهما ظاهرتان مختلفتان تمامًا بجوانب متعددة، إذ يُمكن أن نصف التنمر بأنه سلوك تجاه فرد يجعله تحت الضغط وغير مرتاح، أمّا العنصرية فهي سلوك يتبعه الجاني للتمييز بين الأفراد على أساس العرق أو اللون أو النسب.[١][٢]


الفرق بين العنصرية والتنمر من حيث المفهوم

إليك ما يلي:

  • العنصرية: تُعرف العنصرية على أنها أي موقف أو سلوك يفتعله الجاني بطريقة أدنى من المستوى العام اتجاه شخص آخر بسبب عرقه أو بشرته، ويمكن أن يتخذ الجاني أساليب مختلفة للإساءة والمضايقة أو الترهيب أو العنف، أو معاملة شخص ما بطريقة أقل إحسانًا من معاملة شخص آخر بسبب لونه، أو نسبه، أو أصله القومي، أو العرقي، أو بسبب هجرته.[٣]
  • التنمر: يُعرف على أنه سلوك عدواني غير مُفضل متكرر الحدوث، إذ يقوم شخص أو مجموعة من الأشخاص يملكون قوة معينة في مجال خاص بترهيب أو إساءة المعاملة أو إكراه فرد بقصد إيذائه جسديًا أو عاطفيًا، ويتضمن التنمر أفعالًا جسديةً أو لفظيةً، وقد يلجأ لهذا الأسلوب بعض الشباب خلال فترة المراهقة، وذلك بهدف صقل مهاراتهم الاجتماعية وتنميتهم ليصبحوا بالغين باعتقادهم.[٤]


الفرق بين العنصرية والتنمر من حيث الأنواع

أنواع العنصرية

أشكال وأنواع العنصرية مختلفة، وهي كما يلي:[٥]

  • العنصرية الفردية: ينتج هذا النوع من التحيز الشخصي، وعادة ما يُعبر عنها الجاني بوعي مدرك لتحيزه، لكن مع ذلك وفي معظم الحالات تكون العنصرية الفردية خادعة وتشكل معتقدات وقرارات بغير وعي.
  • العنصرية المؤسسية (النظامية): على الرغم من التطور الهائل الذي شهده العالم إلا أن السياسات والعمليات العنصرية متأصلة بعمق في المؤسسات في المجتمع؛ كالمستشفيات، والسجون، والمدارس، والدوائر الحكومية.
  • العنصرية اليومية: وتقوم هذه العنصرية على مبدأ نُكرانها وتحميل الضحية السبب بأنها هي الحساسة ومعظم ممارستها متأصلة في المجتمع ومسلم بها، وقد يقوم الأفراد بممارسات بطريقة مخفية كذلك، وقد تكون مقصودة أو غير مقصودة، ويتم تعزيزها من خلال ممارسات يومية مألوفة في المجتمع.


أنواع التنمر

لظاهرة التنمر أنواع وأشكال مختلفة نذكرها فيما يلي:[٦]

  • التنمر اللفظي: ويحدث هذا التنمر بمناداة المتنمر الضحية بألقاب غير محببة، أو بقول أمور بذيئة وجارحة له، وقد يوجه الجاني هجمات لفظية مسيئة لعرق الضحية أو لونها أو دينها، أو نشر شائعات عنها.
  • التنمر البدني: يستخدم المُتنمر في هذا النوع العنف ويتضمن الركل، واللكم، وشد الشعر، وفي بعض الأحيان يمثل هذه الأفعال تمثيلًا أمام الآخرين حتى لا يُكشف على أساس أن ما يحدث مجرد لعبة أو مزحة.
  • التنمر النظري: إذ يتم بنظر المتنمر إلى الضحية بطريقة مخيفة، أو استخدام إيماءات تهديدية للضحية.
  • التنمر بالإقصاء: إذ يقوم المتنمر بعزل الضحية وإرغامه على البعد عن المجموعة، كتركه مثلًا أثناء فترة الغداء دون الانضمام للجماعة، مما يُشعر الضحية بقلة الثقة بنفسه واحترامه لذاته.
  • التنمر بالابتزاز: ويحدث بتهديد المُتنمر بإيذاء الضحية إن لم تنفذ ما يرغب به، وقد تضطر الضحية لإعطاء الجاني المال، أو الممتلكات، أو حتى الإجبار على سرقة أي شيء من أجله.
  • التنمر الإلكتروني: يحدث هذه التنمر عبر الإنترنت بوسائله المختلفة؛ كرسائل تهديدية عبر البريد الإلكتروني، أو منشورات عدوانية، أو التهديد عبر حسابات وهمية على مواقع التواصل الاجتماعي.


الفرق بين العنصرية والتنمر من حيث الدوافع والأسباب

دوافع العنصرية

أسباب العنصرية وعوامل انتشار هذه الآفة كثيرة جدًا نذكر أهمها فيما يلي:[٧][٨]

  • قلة الثقة بالنفس: معظم الأفراد الذين يمارسون العنصرية يفتقرون لهوياتهم الخاصة، ويعزلون الأفراد والجماعات، وقد تنشأ عداءات تجاه تلك الجماعات التي عًزلت عنهم، إذ يعانون من نقص داخلي وقلة ثقة بالنفس، ويرتبط الأمر ببعض الأمراض العقلية كاضطراب جنون العظمة، والنرجسية بشعور عدم الأمان، وقلة الثقة التي تجعل الفرد منخرطًا أكثر في ممارسة العنصرية.
  • الكراهية والحقد: قد يشعر البعض بالتهديد أو الخوف من فقدان سلطتهم، وقد يستخدمون جماعات متطرفة لتجنب هذا الشعور ولدعمهم اجتماعيًا، وينقلون أوجه القصور الخاصة بهم إلى المجموعات التي لا يحبونها.
  • السياسات التميزية: وهي سياسات تميز على أساس العرق وتُبقي الناس في حالة من الفقر تعزز المعتقدات العنصرية، مثل قوانين الإسكان في بعض البلاد الغربية التي منعت الأفراد الذين يمتلكون بشرةً سوداء من اقتنائهم لمنازل في مناطق معينة، ونقلهم إلى مساكن منخفضة الجودة ومنعهم من الاستثمار، وتبرير هذا الفعل بأن السود هم من اختاروا العيش في الأحياء الفقيرة، والمليئة بالجرائم.


دوافع التنمر

توجد العديد من الأسباب التي تدفع الجاني للقيام بهذه الظاهرة نلخصها كما يلي:[٩]

  • تعبير عن غضب أو إحباط، وذلك بسبب مشاكل يواجهها المُتنمر في المنزل أو في العمل أو في المدرسة.
  • سوء التربية، فبعض الأشخاص قد تربوا دون أن يشعروا بمشاركة الآخرين.
  • تأثير ألعاب الفيديو أو الأفلام العنيفة على سلوك المتنمر.
  • اتخاذ المتنمر أسلوبًا للفت الانتباه، وذلك لأنهم لم يحصلوا على الرعاية والاهتمام في المنزل أو في أي مكان آخر.


الفرق بين العنصرية والتنمر من حيث الممارسات

ممارسات العنصرية

نذكر فيما يلي أمثلة لأفعال عنصرية للتميز بينها وبين ظاهرة التنمر:[١٠]

  • تم نبذ لاعب كرة قدم أمريكي من موسم كرة القدم عام 2016، ومُنع من التواجد داخل الملعب وحتى خارجه، وذلك بسبب العنصرية والظلم الاجتماعي.
  • تتمثل قضية الأمهات والأطفال السود في أمريكا أزمة حياة أو موت، وذلك بسبب التأثيرات العرقية، وتركيز الطبقية في الأنظمة الطبية على الهدف الربحي.
  • واجه معظم المهاجرين إلى الولايات المتحدة الأمريكية عواقب القرارات السياسية العنصرية، والتي تبني تسلسلًا هرميًا عرقيًا لا نهاية له.


ممارسات التنمر

نذكر فيما يلي أمثلة لأفعال تنمرية للتميز بينها وبين ظاهرة العنصرية:[١١]

  • تداول المتنمر صورًا أو مقاطعَ فيديو غير لائقة أو محرجة للضحية، ويكون عبر البريد الإلكتروني أو وسائل التواصل الاجتماعي.
  • الاستخدام المستمر للهجة مسيئة أو مهينة، أو استخدام الصراخ مع الضحية.
  • الإدلاء بتعليقات سلبية متكررة حول مظهر الضحية، أو أسلوب حياتها، أو أسرتها، أو ثقافتها.


الفرق بين العنصرية والتنمر من حيث الآثار والنتائج

آثار العنصرية

للعنصرية آثار سلبية وأضرار عدة، نذكر بعضًا منها كما يلي:[١٢]

  • قد تؤثر العنصرية سلبًا على صحة الفرد، أو فرصة الاقتصادية، مما يؤدي إلى الحد من قدرته على مراقبة الأفراد الآخرين المسؤول عنهم كأطفاله، ولا يستطيع أن يراقب تعليمهم أو يدعمهم، مما يؤدي إلى انخفاض مستوى الفرد وتدنيه في المجتمع.
  • قد تؤثر العنصرية مُبكرًا على إنتاجية بعض المجالات كمجالات الإسكان، والرعاية الصحية، والعدالة الاجتماعية، والتعليم، فمثلًا تؤثر العنصرية في المدرسة الابتدائية سلبًا على النتائج في المدرسة الثانوية، وتقلل من فرص الالتحاق بالجامعة.
  • قد تؤدي العنصرية إلى تقليص فرص بعض المجتمعات في مجالات متعددة، فمثلًا العائلات المكونة لمجتمعات صغيرة والتي تعيش في أحياء منعزلة، تعاني من إمكانية محدودة للحصول على فرص عمل ورعاية صحية جيدة.


آثار التنمر

للتنمر آثار سلبية وأضرار عدة على الضحية نذكر بعضًا منها كما يلي:[١٣]

  • مشاكل صحية جسدية، واجتماعية، وعاطفية، وأكاديمية، وعقلية سلبية.
  • زيادة فرصة إصابة الضحية بالاكتئاب، والقلق، وزيادة الشعور بالحزن والوحدة، وتغيرات في أنماط النوم والأكل، وفقدان الاهتمام بالأنشطة.
  • تعاطي الكحول والممنوعات.


المراجع

  1. "racism", britannica, Retrieved 9/8/2021. Edited.
  2. "Bullying & Racism", clere, Retrieved 9/8/2021. Edited.
  3. "Bullying and racism", nsw, Retrieved 9/8/2021. Edited.
  4. "What is bullying?", preventingbullying.promoteprevent, Retrieved 9/8/2021. Edited.
  5. "Types of racisms", futurelearn, Retrieved 9/8/2021. Edited.
  6. "6 different types of bullying", spunout, Retrieved 9/8/2021. Edited.
  7. "The Psychology of Racism", verywellmind, Retrieved 8/8/2021. Edited.
  8. "humanrightscareers", humanrightscareers, Retrieved 8/8/2021. Edited.
  9. "Bullying", patient, Retrieved 9/8/2021. Edited.
  10. "7 Powerful Stories About Race from 2018", nytimes, Retrieved 6/9/2021. Edited.
  11. "Examples of Bullying Behavior", ucsc, Retrieved 9/8/2021. Edited.
  12. "Cumulative Disadvantage and Racial Discrimination", nap, Retrieved 9/8/2021. Edited.
  13. "Effects of Bullying", stopbullying, Retrieved 9/8/2021. Edited.