ولِد الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- خاتم الأنبياء والمرسلين في تاريخ 12 ربيع الأول من عام الفيل وكان يوافق الاثنين، وقد كان مولده -عليه أفضل الصلاة والتسليم- نورًا وهدى للدنيا برسالته التي يحملها للأمة وهي الدعوة للإسلام، ويحيي معظم المسلمين هذه الذكرى بمظاهر وممارسات مختلفة كما يحيون ويحتفلون بذكرى رأس السنة الهجرية، كما أنها تعد من المناسبات الدينية الهامة في المجتمعات الإسلامية على الرغم من اختلافها، وفي هذا المقال سنتناول أبرز المعلومات المتعلقة بهذه الذكرى.[١][٢]


مظاهر الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف

ندرج فيما يلي أبرز مظاهر الاحتفال في هذا اليوم والتي قد تكون مشتركة عند غالبية المجتمعات الإسلامية:[٣]

  • قراءة القرآن الكريم ومقتطفات من السيرة النبوية: تحيي المجتمعات الإسلامية هذا اليوم بتلاوة آيات القرآن الكريم الذي يعد المعجزة الإلهية التي نزلت على سيدنا محمد، ويذكرون مواقف من سيرته الشريفة التي تحث على التحلي بالصفات الكريمة، والتمسك بالدين الإسلامي، بالإضافة إلى ذكر المديح النبوي، وختم المولد بالدعاء والتضرع إلى الله.
  • تقديم الحلوى: وذلك بهدف إظهار السرور والفرح بمولد النبي -عليه أفضل الصلوات وأتم التسليم-، بالإضافة إلى أن تقديم الطعام على اختلاف أنواعه من الأمور المستحبة في الدين الإسلامي، فقد ورد عن عبد الله بن عمرو -رضي الله عنهما-، أن رجلاً سأل النبي -صلى الله عليه وسلم-: (أيُّ الإسْلَامِ خَيْرٌ؟ قالَ: تُطْعِمُ الطَّعَامَ، وتَقْرَأُ السَّلَامَ علَى مَن عَرَفْتَ، وعلَى مَن لَمْ تَعْرِفْ).[٤]
  • الإنشاد: ويكون حاملًا لكلمات وعبارات في مدح الرسول-صلى الله عليه وسلم-، وقد روى كل من البخاري ومسلم: (أن عُمَرَ مَرَّ فِي المَسْجِدِ وَحَسَّان يُنْشِدُ فَقَالَ: كُنْتُ أُنْشِدُ فِيهِ، وَفِيهِ مَنْ هُوَ خَيْرٌ مِنْكَ، ثُمَّ التَفَتَ إِلَى أَبِي هُرَيْرَةَ، فَقَالَ: أَنْشُدُكَ بِاللَّهِ، أَسَمِعْتَ رَسُولَ اللَّهِ -صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ- يَقُولُ: "أَجِبْ عَنِّي، اللَّهُمَّ أَيِّدْهُ بِرُوحِ القُدُسِ؟" قَالَ: نَعَمْ).[٥]


أهداف الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف

للاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف غايات وفوائد عدة نذكر أهمها فيما يلي:[٣][٦]

  • الدعوة للاقتداء بسنة النبي محمد -صلى الله عليه وسلم-، واتباع نهجه وما سار عليه، وذلك تطبيقًا لأمر الله تعالى الذي ذكره فقال: {لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا}[٧].
  • تغيير الصورة السيئة التي اختلقها البعض وبثها عبر وسائل الإعلام المختلفة والتي تصور الدين الإسلامي الحنيف دين الاعتدال والوسطية بطريقة غير صحيحة، ويكون ذلك من خلال ذكر أخلاق النبي -عليه أفضل الصلاة والتسليم- التي تعد صالحةً لكل زمان ومكان، وذكر كافة الأدلة التي توضح سمات شخصيته الرقيقة؛ فقد كان رؤوفًا بالجميع سواء أكانوا مسلمين وغير مسلمين، وقد كان حليمًا صبورًا على الأذى، ويحترم ويقدر كل ابن آدم على اختلاف العقائد والأديان ولم يؤذهم قط بل حث على الإحسان لهم.
  • تطبيق سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- وتنقية القلوب من أي حقد أو كراهية، وإعانة الناس، وإدخال القرحة والسعاد لقلوبهم وخاصةً كل من: المساكين، والفقراء، والأرامل، والأيتام، والمظلومين، والثكالى، ولمس آثار التعاون على المجتمع والفرد من خلال تطبيق ما أمر به عليه أفضل الصلاة وأتم التسليم.



المراجع

  1. عمر عبد الكافي، كتاب مقتطفات من السيرة، صفحة 1. بتصرّف.
  2. عبد الملك بن هشام، كتاب سيرة ابن هشام ت السقا، صفحة 158. بتصرّف.
  3. ^ أ ب "جواز الإطعام والإنشاد في المسجد احتفالاً بالمولد النبوي"، دار الإفتاء، اطّلع عليه بتاريخ 13/10/2022. بتصرّف.
  4. رواه البخاري، في صحيح البخاري، عن عبدالله بن عمرو، الصفحة أو الرقم:6236 ، صحيح.
  5. رواه مسلم ، في صحيح مسلم، عن أبو هريرة، الصفحة أو الرقم:2485 ، صحيح.
  6. "ذكرى المولد النبوي الشريف"، عمون، اطّلع عليه بتاريخ 13/10/2022. بتصرّف.
  7. سورة الأحزاب، آية:21