يتمثل سوء الظن باعتقاد وشك المرء وتوقعه للأمور السيئة والأفعال الشريرة والمنبوذة من قبل الناس وترجيح كفتها على الأمور الجيدة والأفعال الخيرة دون أي دليل أمامه أو بوجود دليل يصيره لصالح أفكاره الداخلية، بحيث يصبح المرء مهمومًا ومغمومًا في حياته حين يمتلئ صدره وأفكاره بالظنون السيئة بالناس وهنالك البعض من يصرح بهذه الظن ويبدأ بالتعييب، والطعن بالناس وبمبادئهم، ويبغضهم ويبغضونه، ويحذرون منه ويحذر منهم مما يُفقده الثقة تمامًا بأي إنسان آخر وحتى الثقة بالنفس أحيانًا، ويبقى يحكم على الناس بالسوء ويولد بينه وبينهم الحقد والبغضاء والكره، ويعد سوء الظن واحدًا من الأمراض الأخلاقية التي يجب على المرء السيطرة عليها لآثارها الوخيمة، وفي هذا المقال سنتناول أهم وأبرز هذه الآثار والمخاطر، وأهم الطرق للتخلص من إساءة الظن بالناس.[١][٢]




آثار سوء الظن بالناس

ندرج فيما يلي بعضًا من آثار إساءة الظن بالناس المترتبة على كل من الفرد نفسه وعلى المجتمع ككل:[٣]


آثار سوء الظن بالناس على الفرد

  • تدفع إساءة الظن بالناس إلى القيام بأعمال غير أخلاقية أخرى من قِبل الفرد ليتحقق من هذه الإساءات؛ فيقوم بالتجسس على الناس، والقيام بالغيبة والنميمية المؤذيتان لأي فرد مما يزيد من البغضاء بينه وبين الناس، ويكتسب الفرد أفعالًا وأطباعًا سيئة مما تجعله يفقد قيمه ومبادئه السوية.
  • تولد الحسرة والندامة في قلب الفرد حين يتحقق بأن كل ما هو واقع عكس ظنونه السيئة وعلى خلاف ما توهم به تمامًا، وهذا الشعور يؤذي القلب ويجعل المرء محتقرًا لنفسه في بعض الأحيان إذا كان سليم الفطرة.
  • يخسر المرء علاقاته الاجتماعية والمهنية مع الناس لأنهم ينفرون منه ومن تصرفاته المبنية على أوهامه، وقد يصل الأمر بهم إلى الشعور بالكره تجاهه لأنه يظن بهم سوءًا دون أي دليل واقعي.


آثار سوء الظن بالناس على المجتمع

  • الفرقة بين أفراد المجتمع الواحد، فالشك والغيبة والنميمة والتجسس لتتبع الذلات كلها أمور تزعزع الوحدة السليمة، وكل فرد يظن بالآخر سوءًا سينفر منه ويبتعد عنه أو سيبقى متصيدًا لأفعاله وزلاته، مما يُضعف رابطة الجماعة ويفكك الأفراد عن بعضهم البعض وبالتالي يضعف المجتمع تمامًا.
  • التفكك الأسري، فإذا شك أحد الزوجين بالآخر بالخيانة أو غيرها من الأمور السيئة؛ سيؤدي الأمر بالنهاية إلى الطلاق وتفكك الأسرة بأفرادها أطفالًا وكبارًا وهذا الأمر يؤثر على المجتمع بشكل كبير، فقد ينتج عن التفكك الأسري أفرادًا تائهين ومهيئين لاستقبال أي أفكار متطرفة، أو لتعلم ممارسات محظورة تضر بالمجتمع ككل.


كيفية التخلص من سوء الظن بالناس

وفي النقاط التالية نوضح أهم الطرق والمسالك لعلاج إساءة الظن بالناس:[٣][٤]

  • إزالة الشك: ويتم الأمر فور الشعور بالظن السيئ تجاه أحد، ومباشرة يجب على الفرد أن يبرر الموقف أو الفعل التي ظن به سوءًا بأحد ويقطع حبل الأفكار السيء من خلال إيجاد الأعذار والتبريرات للطرف المقابل.
  • مواجهة الشخص المظنون به: فإذا وصل المرء أي نبأ سيئ قد قام به الطرف الآخر أو شك بالأمر يجب عليه أن يواجهه ويسأله ويناقشه عن أسباب ودوافع الأمر وإذا كان حقًا يقصد الأمر، والتأكد والتحقق منه فقط بدلًا من إساءة الظن به لقطع الأفكار السيئة في باطن وداخل المرء، وفهم ما يقصده المظنون به، ويجب أن تتم هذه الخطوة بلطف تام وبطريقة تتلاءم مع الطرف المقابل.
  • البحث عن الظن الخيِّر في الأفعال: يجب أن يبحث المرء عن أي منفذ يدل على الخير من الأفعال التي يقوم بها الناس من حوله ويظن أنها كلها شرر وسوء، وتوقع دافع فعلهم للأمر المشكوك به على أنه كله للخير.
  • الصبر: لأن سوء الظن يحدث بإصدار الأحكام بسرعة ودون تأني حتى تتضح الأمور، لذلك على الفرد أن يُدرب نفسه على الصبر والتحمل من خلال القيام بأي أفعال تدعم وتعزز من آثار الصبر على الفرد والمجتمع كمنع النفس بالتفكير في دواخل الآخرين ونواياهم.


المراجع

  1. رنا يوسف "موسى زواتي"، Zawati.pdf سوء الظن "دراسة قرآنية"، صفحة 26. بتصرّف.
  2. "أحكام الظن وألفاظه وأقسامه في الشریعة الإسلامیة"، مجلة أبحاث كلیة التربیة الأساسیة، اطّلع عليه بتاريخ 17/1/2023. بتصرّف.
  3. ^ أ ب سالم بن مرضي بخيت الرفاعي، طرق علاج سوء الظن من منظور التربية الإسلامية، صفحة 45-46. بتصرّف.
  4. "علاج سوء الظن بالآخرين"، إسلام ويب، اطّلع عليه بتاريخ 17/1/2023. بتصرّف.