مفهوم العنف الإلكتروني

يُعرف العنف الإلكتروني (Cyberviolence) على أنه ظاهرة جديدة تضم مجموعة متعددة من الجرائم وأشكال العنف الأخرى التي تتم عبر الإنترنت، واستخدام أنظمة الحاسوب بهدف أذية الأفراد، أو التسهيل لأفراد متحالفين، أو التهديد من خلاله، وقد يتسبب بأضرار أو معاناة جسدية أو جنسية أو نفسية أو اقتصادية، إضافةً إلى استغلال الفرد بأموره الخاصة أو نقاط ضعفه، وتعد هذه الآفة من أكبر التحديات التي تواجهها شبكة الإنترنت حاليًا، وهي من أسوأ أشكال العنف نظرًا لأنها أكثر تعقيدًا من العنف المباشر.[١][٢]


أنواع العنف الإلكتروني

فيما يلي أبرز أنواع العنف الإلكتروني:[٣]

  • التحرش الإلكتروني: ويعد من أكثر أنواع التحرش انتشارًا واستمرارًا وتكرارًا، ويستهدف فيه الجاني ضحية أو ضحايا معينين ليسبب لهم اضطرابات عاطفية قاسية، وخوفًا من الأذى الجسدي، إذ يقوم بإرهاب الضحايا من خلال التهديد بالعنف، ونشر مواد للتشهير بهم وإحراجهم بين أفراد العائلة أو الأصدقاء أو زملاء العمل، وينتهك خصوصيتهم بنشر معلوماتهم الحساسة مثل؛ الصور الشخصية جدًا، أو أرقام الهوية، ويقترحون في بعض الأحيان أن الضحية ترغب بممارسة الإباحية مع أي أحد وهذا ما يسمى بالابتزاز الجنسي أو الانتقام الإباحي.
  • انتهاك الخصوصية المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات: ويشمل هذا النوع عمليات تقتحم الحواسيب للحصول على البيانات الشخصية أو سرقتها، أو للكشف عنها والتلاعب بها، أو البحث عن البيانات الشخصية ونشرها، أو المطاردة عبر الإنترنت.
  • الجريمة الإلكترونية: تتمثل الجريمة الإلكترونية بالوصول غير القانوني للبيانات الشخصية الحساسة، وتدمير هذه البيانات، ومنع المستخدم من الدخول إلى حاسوبه أو الوصول إلى بياناته، وقد تؤدي مثل هذه الجرائم إلى ضرر جسدي للأفراد؛ فمثلًا إذا تم تعطيل أنظمة التحكم لحركة المرور أو خدمات المستشفى فهذا سيؤدي بضرر كبير عليهم.
  • التهديدات المباشرة المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات والاتصالات أو العنف الفعلي: إذ يتم استخدام أنظمة الحواسيب فيما يتعلق بقضايا القتل والخطف والاغتصاب وأعمال العنف الجنسي، أو الابتزاز، مثل التدخل في الأجهزة الطبية مما يسبب إصابات أو وفيات، أو مهاجمة البنية التحتية الحيوية من خلال أجهزة الحواسيب.


أمثلة على العنف الإلكتروني

نذكر فيما يلي بعض الأمثلة على هذه المشكلة المنتشرة في وقتنا الحالي:

  • تعرفت فتاة تبلغ من العمر 13 عامًا على شاب قد أخبرها أنه يبلغ من العمر 23 عامًا في إحدى غرف المحادثة عبر الإنترنت، وتقربت منه عبر سلسلة من رسائل البريد الإلكتروني المتطورة والمتعددة، وعندما قابلته وجهًا لوجه تبين لها أنه يبلغ من العمر 41 عامًا، ويملك اسمًا غير الاسم الذي عرف به عن نفسه من خلال الإنترنت، وأن له أفعالًا سابقةً من الاعتداءات الجنسية على الأطفال، وكل هذه الأمور ظهرت بعد تحرشه بالفتاة في غرفة في فندق.
  • تعرف شاب على فتاة وخرج معها وجهًا لوجه مرات عدة لكنها كانت تكذب عليه وتطلب منه إقراضها للمال من خلال خداعها له، وقد انتهى الأمر بها في السجن، لكن الشاب فقد الكثير من المال بسبب اعتدائها عاطفيًا عليه.
  • انتحل طبيب نفسي في الخمسينيات من عمره شخصية شابة معاقة على شبكة الإنترنت من خلال البريد الإلكتروني والتواصل عبر الحاسوب فقط بهدف استكشافه عبر وسيلة جديدة لتجربة ما شخصية المرأة، وقد أقام صداقات مع العديد من النساء، وعندما اكتشفن الحقيقة شعرن بالخيانة وحزنت بعضهن على فقدان العلاقة مع هذه الشخصية الوهمية.


هل يجب التبليغ عن العنف الإلكتروني ولماذا؟

من الضروري إبلاغ الجهات المعنية بالانتهاك والاعتداءات الإلكترونية، بل من الواجب الإبلاغ عن هذه الجرائم، كي تتخذ الخطوات الممكنة لحماية الضحايا قدر الإمكان وتقليل الآثار المترتبة التي قد يتعرضون لها، إضافةً إلى أن إعلام المؤسسات المعنية يساعدها على الاستعداد لمثل هذه الهجمات، ويمنحها الوقت لمعالجة المشكلات، وستتعلم مدى أهمية معالجة الأمن الإلكتروني، وستصعب على المجرمين القيام بالاعتداءات بأنواعها.[٤]


علامات التعرض للعنف الإلكتروني

قد تظهر بعض الإشارات على الشخص الذي يتعرض للعنف الإلكتروني، ويمكن ملاحظتها من قبل الأفراد المقربين منه، ومنها:[٥]

  • ينزعج الفرد كثيرًا بعد اتصاله بالإنترنت أو الهاتف.
  • لا يتعامل مع أصدقائه أو عائلته أو زملائه.
  • لا يرغب بالمشاركة في الأنشطة التي يستمتع بها عادةً.
  • إنتاجيته في العمل أو الدراسة أو في أي من نشاطاته تُصبح منخفضة للغاية.
  • لا يرغب بالذهاب إلى أي مكان سواء أكان أكاديميًا أم عمليًا أم ترفيهيًا.
  • تكثر حججه بأنه مريض كي لا يفعل أي شيء آخر يقترحه الآخرون عليه.
  • تظهر على الفرد علامات الاكتئاب والحزن دائمًا.


كيف يمكن وقف العنف الإلكتروني؟

نطرح فيما يلي بعض الطرق التي قد تساعد في وقف العنف الإلكتروني:[٦]

  • الاحتفاظ بالدليل: من الضروري الاحتفاظ بدليل الجريمة عبر الإنترنت ويتم الأمر بسهولة بواسطة الهواتف الذكية، فتتيح للفرد التقاط الدليل وحفظه لعرضه على الجهة المعنية التي ستقدم المساعدة في الأمر.
  • طلب المساعدة: من الهامّ اللجوء إلى شخص ثقة يمكنه الاستماع لهذه المشاكل، ويساعد في معالجتها، إضافةً إلى أن الفرد يكون بحاجة إلى الدعم في مثل هذه الأوقات.
  • استخدم الأدوات التقنية المتاحة: إذ تتيح معظم التطبيقات ووسائل التواصل الاجتماعي على الإنترنت خاصية الحظر، سواء أكان لأفراد أو تطبيقات، أو تعليقات، أو صور، أو أي مضايقات بأشكالها.
  • زيادة الحماية على الحسابات: ويتم الأمر من خلال عدم مشاركة كلمات المرور مع أي شخص حتى وإن كان قريبًا، وحماية الهاتف بكلمة مرور حتى لا يتمكن أي شخص من انتحال الهوية الشخصية.
  • مؤازرة ودعم الضحايا: إن كان من الصعب إيقاف المعتدي ومحاولة إيقاف العنف الذي يرتكبه أو اتخاذ أي إجراء ضده، فمن اللطيف الوقوف إلى جانب الضحية والاستماع لها ومعرفة كيفية مساعدتها.
  • المرونة في التعامل مع قضايا العنف الإلكتروني: من الصعب القضاء على مثل هذه الآفات في البشرية، فهي من الأمور التي ستبقى تتطور وتلازمنا حتى انتهاء حياتنا، لكن نحن بحاجة إلى التخفيف منها أو القضاء عليها عندما تزداد قدرتنا على المواجهة والصمود أمامها، ويتم هذا الأمر من خلال التعرض للتحديات ومعرفة الآلية التي يمكن التعامل فيها مع هذه المشكلات.


المراجع

  1. " What is cyberviolence?", coe, Retrieved 4/8/2021. Edited.
  2. "Cyberviolence", techwithoutviolence, Retrieved 4/8/2021. Edited.
  3. "Types of cyberviolence", coe, Retrieved 4/8/2021. Edited.
  4. "Why you need to report cyber attacks", itgovernance, Retrieved 4/8/2021. Edited.
  5. "Signs of Cyberbullying", webmd, Retrieved 4/8/2021. Edited.
  6. "Tips to Help Stop Cyberbullying", connectsafely, Retrieved 2/8/2021. Edited.