بدأ مفهوم الحداثة بالظهور منذ القرن الثامن عشر وبدايات القرن التاسع عشر في الفترة التي كانت فيها نهايات الحقبات الاستعمارية في أوروبا الغربية وظهور الثورة الصناعية، ويمكن القول بأن الحداثة هي التعريف الذاتي لجيل معين حول ما وصل إليه من تكنولوجيا، وابتكارات، وطبيعة الوضع الاقتصادي والاجتماعي، وترتكز الحداثة على المنهجية والنظريات الخاصة بالدراسات الحديثة، وعادةً ما تشجع على الربط بين تخصصات متعددة؛ كالموسيقى والفنون، والفن المعماري، والأدب، والتاريخ.[١][٢]


آثار الحداثة المادية

لا شك بأن أول ما ترتبط به الحداثة هو العناصر المادية والمنظورة منها على وجع الخصوص، وتبرز فيما يلي:

  • دعت الحداثة إلى المركزية في إنتاج وتوزيع السلع، واجتذبت أعداداً كبيرة من العاملين في الأرياف، والمجتمعات الريفية، والمجتمعات الزراعية إلى أماكن العمل الحضرية والمركزية.[٣]
  • زيادة حركة السلع والخدمات والأشخاص بين مناطق النفوذ المتزايد، والعمل على تجاوز المناطق المحلية.[٤]
  • توسيع الإجراءات والمساعي للمشاركات الفنية والأخلاقية والأدبية، وذلك بأساليب وأبعاد منبثقة عن التجربة العاطفية للإنسان بهدف الاستثمار المادي من جهة، وضمان استمرارية الحداثة من جهةٍ أُخرى.[٥]


آثار الحداثة النفسية والمعنوية

تتأثر نفسية الفرد بكل ما هو محيط به، وقد تكون الحداثة سبباً لسعادة الأفراد أو تعاستهم، يظهر ذلك فيما يلي:

  • تطوير شعور جديد بالذاتية والفردية، حيث أن هذه الفكرة تحديدًا هي ما تميز الفرد التقليدي العادي عن الفرد الحديث.[٣]
  • اعتبر الكثير من ناقدي الحداثة بأنها سبب رئيسي لآثار سلبية على نفسية الفرد، فقد اعتبر العديد أن الحداثة سبب رئيسي لتلاشي الروابط العائلية والعادات والتقاليد بسرعة.[٦]
  • قد تولد الحداثة صراعات داخلية لدى الفرد؛ وذلك بسبب اللامساواة بين الأفراد التي قد تنشأ عنها، الأمر الذي قد يؤدي لاحقاً إلى الصراعات الطبقية.[٧]
  • الملل والشعور بالضجر المرتبط بفقدان القدرة على التصرف، هو مزاج يعد أساسياً في العصر الحديث.[٨]


آثار الحداثة الاجتماعية

إليك ما يلي بعض هذه الآثار:

  • اعتبار حركة اجتذاب الأفراد من الأرياف والأراضي الزراعية على أنها حركة تحرر وحداثة، خصوصاً من قبل علماء الاجتماع الذين سعوا لالتقاط تجربة هؤلاء الأفراد ودراستها.[٣]
  • توحيد العديد من جوانب المجتمع بشكل عام، والعمل على زيادة تخصص شرائح المجتمع المختلفة، وذلك عن طريق تقسيم العمل، وتقسيم المهام، وإيجاد الترابط بين مجالات العمل المختلفة.[٤]
  • ارتباط العلاقات الإنسانية بالمادية، إذ اعتبر الكاتب الأميركي الشهير آرثر ميللر أن هنالك وهم وهوس بأن هكذا نوع من النشاطات الإنسانية المرتبطة بالمادة تمثل التقدم والحداثة، واعتبر أن الحداثة والتقدم تعتمد بنطاق واسع على التحول العميق، والتأثر بالنماذج التي غيرت بشكلٍ جذري المفاهيم لدينا.[٩]


آثار الحداثة الأخرى

كان للحركات السياسية في أوروبا على وجه الخصوص أدواراً مهمة في الحداثة آخذين بعين الاعتبار الظروف التي نشأت بها، وهي:[٣]

  • بالنسبة لليبراليين، تعد الحداثة والحراك الاجتماعي مركزاً أساسياً لسياساتهم ونظرياتهم السياسية، كما يربطونها بالحرية الفردية.
  • تأثير الحداثة على المحافظين كان عكس تأثيره على الليبراليين، فقد عدّ المحافظون الحداثة بأنها تهديد لهم، بل واعتبروها تهديداً للحرية على حدٍّ سواء، وربطوا ذلك بعدم الاستقرار.


المراجع

  1. "Modernism/modernity", JHU, Retrieved 30/6/2021. Edited.
  2. "Modernity", britannica, Retrieved 29/6/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث "Modernity and Social Movements", University Of California Press, Retrieved 30/6/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Definitions and Characteristics of Modernity", dallas baptist university, Retrieved 30/6/2021. Edited.
  5. "Modernism’s Contemporary Affects", Modernist Studies Association's Website , Retrieved 30/6/2021. Edited.
  6. "The Impact of Modernity on Consumption: Simmel's Philosophy of Money", Association for Consumer Research, Retrieved 30/6/2021. Edited.
  7. "Social Change and Modernity", Social Change and Modernity, Retrieved 30/6/2021. Edited.
  8. "modernity boredom and war a suggestive essay", Cambrige, Retrieved 30/6/2021. Edited.
  9. Ann Catherine Nabholz, THE CRISIS OF MODERNITY:, Page 38. Edited.