اكتشف آثار الجهل على الفرد والمجتمع

يعرف الجهل من ناحية لغوية بأنه اعتقاد الشيء على خلاف ما هو عليه، وهناك الجهل البسيط ويقصد به عدم العلم عما من شأنه أن يكون معلوماً، وهناك الجهل المركب وهو عبارة عن اعتقاد جازم غير مطابق للواقع، ومن ناحية اصطلاحية فهو غياب العلم والمعرفة ولا يُقصد بالجهل بأنه وصف لحالة العقل غير السليمة، وإنما هو حالة العقل ما قبل الحصول على المعرفة والمعلومة، فجهل الإنسان في قضيةٍ ما أو لحقيقةٍ ما يعني أن عقله ما زال بكامل قواه ولكنه لم يطلع ولم يتطرق لهذه المعرفة بعد.^[١][٢]

آثار الجهل الاقتصادية أو المادية

يؤثر الجهل على الحركة الاقتصادية والقدرة التنافسية للفرد والجماعات وتحد من قدراتهم الإنتاجية، فينجم عن ذلك الكثير من التداعيات التي تضر بالحياة والصحة والخدمات وغيرها.^[٣]

على الفرد

نذكر من أهم هذه الآثار:^[٤][٥]

• يفقد الفرد عمله بسبب جهله بآلية العمل أو جهله باتباع أنظمة الشركة أو المؤسسة التي يعمل بها.
• قد يخسر الشخص بعض حقوقه المالية في مكان العمل لجهله بهذه الاستحقاقات.

على المجتمع

إذا كان للجهل آثار على الفرد فله أيضاً آثار على المجتمع، ومنها:^[٦][٧]

• تعاني المجتمعات من ضائقة مالية وفقر وربما قد يصل للانهيار الاقتصادي لجهل المجتمع في كيفية التعامل مع الكوارث والمصائب.
• تنتشر البطالة بين شباب المجتمع وهذا يعني خسارة الموارد البشرية للمجتمع.
• ينخفض دخل العائلات مما يجعل بعضهم يلجأ إلى تشغيل الأطفال، وبذلك تظهر ظاهرة عمالة الأطفال.^[٨]

آثار الجهل النفسية أو المعنوية

يؤثر الجهل على رفاه الإنسان وحياته النفسية كما يؤثر على شخصيته فيعرضه لضغوط، وإذا ما استمرت فقد تؤدي إلى اضطرابات عقلية ونفسية، كما أنها تؤثر على الرفاه العام فتسبب حالة من عدم الاستقرار وعدم الرضا وقلة السعادة وما إلى ذلك من تداعيات قد تجعل الشخص يفقد ثقته بنفسه.^[٩]

على الفرد

نذكر من هذه الآثار:^[١٠]

• خوف الإنسان من المجهول ومن غير المألوف وغير الاعتيادي ومما قد يتعرض له في المستقبل، فيشل عقله وتفكيره وتقدمه وتطوره نحو الأفضل، فقد تخاف المرأة من خطوة الزواج أو الارتباط مثلًا، ويخاف الرجل من تكوين أسرة أو الخوض بمشروع جديد، وهكذا تتوقف حياة الأفراد عند الخوف.^[١١]
• فقدان شعور الفرد بالراحة والطمأنينة لأن هذه المشاعر تأتي من المعرفة والعلم، وهذا بالطبع يؤثر على حياة الفرد فيبقى أسيراً لهذه المشاعر، وتستمر هذه المشاعر مع الطفل حتى بعد تجاوز مرحلة الطفولة وقد يترتب عليها عقد نفسية.
• قد يؤثر الجهل بالحقوق والقوانين بشكل سلبي على الفرد، ويعرضه للعديد من المشكلات.^[١٢]

على المجتمع

أما الآثار النفسية على المجتمع فهي:^[١٣][١٤]

• تسود الكراهية والبغضاء بين الناس، فيدخل الناس في حالة من الصراع الداخلي عن أصل وسبب هذه العداوات، فالأصل في المجتمعات أن تتعايش بسلام ومحبة.
• انتشار العنف والجريمة في المجتمعات وما يترتب على ذلك من آثار نفسية تصيب الجميع وخاصةً الأطفال، إذ سيفقدون إحساسهم بالأمن والأمان كما قد يسبب لهم ذلك قلقاً وخوفاً.
• الإساءة لبعض شرائح وفئات المجتمع، كذوي الإعاقات، بالتلفظ بكلمات مسيئة أو تكوين صورة نمطية مسيئة عنهم، بسبب قلة المعرفة والجهل.^[١٥]

آثار الجهل الاجتماعية

على الفرد

نستعرض من هذه الآثار ما يأتي:^[١٦][١٧]

• تعرضه للمساءلة القانونية بسبب جهله بالقانون وخرقه، فمخالفة القوانين ينجم غالباً عن جهل وقلة معرفة بها.
• اتخاذ قرارات خاطئة مبنية على جهل بالشيء وقلة معرفة قد تؤثر على مصير الفرد فيما بعد.^[١٨]
• يدمر الإنسان نفسه بقيامه بأفعال يجهل عاقبتها.
• عدم قدرة الإنسان على تقبل الآخرين أو تقبل الاختلاف في المجتمع، وقد يتجاوز هذا التفكير الفرد الواحد ليصل إلى نطاق مجتمع بجلّه.

على المجتمع

للمجتمع النصيب الأكبر من آثار الجهل الاجتماعية، ومنها:^[١٩][٢٠]

• انتشار الأوبئة والآفات كما حدث في الكثير من الأمراض والآفات لجهل الناس باتباع وسائل النظافة والحماية.
• إلحاق الضرر بالمجتمع لجهل أفراد المجتمع بكونهم جزءاً وأساساً لتكامل وبناء هذا المجتمع.
• قيام الحروب بين الشعوب فينعدم الأمن والاستقرار وتدخل البلاد في حالة من الفوضى، ويترتب على ذلك دمار البلاد وتهالك بناها التحتية.
• ارتكاب الكثير من الأخطاء والمخالفات وبذلك تتصدع بنية المجتمع وتنهار.^[٢١]
• ظهور ظاهرة التنمر والتنمر الإلكتروني عند الأطفال، فبعض الأطفال يظنون أن ما يقومون به هو مجرد لعب أو مرح غير مدركين عواقبه الوخيمة.^[٢٢]
• غياب العدالة وتفشي الظلم وعدم المساواة بين أبناء الشعب في حال كان الجهل مرافقاً لأصحاب السلطة والقرار.^[١٥]

آثار الجهل الأخرى

من أهم هذه الآثار:^[٢٣][٢٤]

• إلحاق الضرر بالبيئة بسبب قيام بعض الأفراد بتصرفات تؤذي النظام البيئي وتخلّ بدورة تكامله.
• أذية الحيوانات بالصيد الجائر للحيوانات مما أدى إلى انقراض بعضها، وذلك لعدم معرفة الفرد بأهمية الحيوانات كمصدر للغذاء وللتوازن البيئي.
• قلة التحصيل الدراسي عند الجهل بالمعرفة الأكاديمية وغالبًا ما يكون هذا الجهل متعمداً لأن الشخص يجد من السهل أن يضع نفسه في دور الضحية أو أن يلقي اللوم على الامتحان فيقول أن الامتحان كان غير عادل في حين أن زملاءه استطاعوا أن يحصلوا درجات جيدة.
• تعريض الصحة للضرر أو حتى الوفاة بسبب جهل الإنسان بما يضر صحته وما يفيدها، مثل الجهل باللقاحات التي تعطى للأطفال والتي قد يسبب عدم تلقيها الوفيات والإعاقات الدائمة عند الأطفال، مثل لقاح النكاف، والحصبة، وغيرها.^[٢٥]

أنواع الجهل

يجدر بنا التنويه إلى وجود نوعين للجهل:^[٢٦][٢٧]

• المتعمد: هو رغبة الإنسان المتعمدة بعدم البحث عن الحقيقة أو المعلومة ورغبته بالابتعاد عن كل ما يحزنه أو يقلق راحته؛ فيبقى ضمن دائرة الراحة والأمان متجاهلاً الحقيقة والواقع المؤلم، وهذه حالة من خداع الإنسان لنفسه، كما أن هناك فئة من الأشخاص تحب أن تعيش دور الجاهل والضحية لتكسب تعاطف وشفقة المجتمع.
• غير المتعمد: هو الجهل بمواضيع وقضايا معينة متخصصة، فلا يمكن لأي إنسان أن يكون ملماً وعارفاً بكل العلوم والمعارف، وعدم معرفة الإنسان لعلم ما يسمى جهلاً في هذا العلم، فمثلاً جهلك للنظريات التي تتحدث عن نشأة الكون ليس بالأمر المهم، ولا يطلب منك الاطلاع على كل المعارف وإنما من المهم أن تكون عارفاً بالمفاهيم الأساسية التي تساعدك على التأقلم والعيش في مجتمعك والمساهمة في بنائه، وتلك التي تحصنك بالمعرفة الكافية لإبعاد عن نفسك كل ما يؤذيها ويضرها، وغير أن من الممكن أن يكون جهلك آنياً، فرغبتك وسعيك لمعرفة ما تجهله ينفي عنك صفة الجهل.