التنمر هو نمط سلوكي عدواني يتمثل بإيذاء الآخرين وإهانتهم بصورة متكررة ومتعمدة وتحديدًا لمن هم أصغر سنًا أو لمن هم أقل قوة، وقد يكون التنمر لفظيًا مثل الشتائم والسخرية، أو على شكل اعتداءات جسدية أو تهديد بالأذى، ويُعد العدوان الجسدي الأكثر شيوعًا في مرحلة الطفولة، بينما تُعد نشر الشائعات والإقصاء الاجتماعي وإلحاق الضرر بعلاقات الآخرين الأكثر شيوعًا بعد نضوجهم، ووفقًا للمركز الوطني لإحصاءات التعليم في الولايات المتحدة لعام 2016 فإن 20% من الطلاب بصورة عامة قد تعرضوا للتنمر.[١]


آثار التنمر المادية

يعتبر سلوك التنمر مشكلة اجتماعية خطيرة، إذ إن هنالك آثاراً قصيرة وطويلة المدى تؤثر على ضحايا التنمر كما يلي:[٢][٣]

  • يرتبط التعرض للتنمر في مرحلة الطفولة بتأثير اقتصادي فردي ومجتمعي إلى حدّ دائم وكبير بالنسبة للنساء والرجال، وذلك بحسب دراسة بريطانية أجريت على شريحة واسعة من الناس في مراحل عمرية مختلفة.
  • تشير الدراسات إلى أن النساء اللواتي تعرضن للتنمر بشكل متكرر في مرحلة الطفولة لديهن دخل ومدخرات أقل، أما بالنسبة للرجال وجد أنهم أكثر عرضة لخطر البطالة واحتمالية أقل لامتلاك ممتلكات أو عقارات.
  • تشير الدراسات أيضًا إلى أن السبب الذي دفع الأطفال في ترك المدرسة هو حصولهم على درجات منخفضة في التعليم نتيجة تعرضهم للتنمر، الأمر الذي يجعلهم في المستقبل أكثر عرضة للفقر والبطالة أو حصولهم على وظائف بدخل أقل.
  • دفع تكاليف الرعاية الصحية بسبب الأمراض الناجمة عن التنمر والتي قد تستمر إلى فترة طويلة الأمد.


آثار التنمر النفسية والمعنوية

من الآثار النفسية التي يتعرض لها ضحايا التنمر ما يلي:[٤][٥]

  • الأطفال الذين يتعرضون للتنمر أكثر عرضةً للإصابة من غيرهم بأمراض عقلية وجسدية واجتماعية وعاطفية.
  • الإصابة بالاكتئاب والقلق، والشعور بالوحدة والحزن، وتغيرات في نمط النوم وأنماط تناول الطعام، بالإضافة إلى فقدان الاهتمام بالأنشطة المحببة لهم، حيث تستمر هذه المشكلات إلى سنّ البلوغ.
  • ضحايا التنمر معرضون لخطر الانتحار بسبب الاكتئاب المزمن الذي ينتج عنه الأفكار الانتحارية وإيذاء النفس.

آثار التنمر الاجتماعية

هناك مجموعة من الآثار الاجتماعية الناجمة عن التنمر، منها ما يلي:[٦]

  • الشعور بالخجل والوحدة وعدم الأمان، مما يتسبب بالانطواء على الذات وصعوبة الانفتاح على العلاقات الاجتماعية.
  • تشير الدراسات إلى أن العواقب الاجتماعية تؤثر على الضحية حتى مرحلة البلوغ، حيث أن 73% من البالغين واجهوا صعوبة بتكوين صداقات بسبب تعرضهم للتنمر في مرحلة الطفولة، مما جعلهم أكثر عرضة للعزلة في مرحلة عمر الشباب.
  • الشعور بالغضب وعدم تقدير الذات وقلة الثقة بالنفس بسبب عبء التنمر.
  • قبول كبار السن والأطفال مرحلة الإدمان وتعاطي المخدرات والكحول والتبغ نتيجة للتنمر.[٧]
  • انخفاض التحصيل الدراسي وتراجع المستوى الأكاديمي وعدم المشاركة والاندماج في المشاركات الصفية وكثرة التغيب بسبب المضايقات والانقطاع عن الدراسة.[٨]


آثار التنمر على المجتمع

هناك مجموعة من الآثار التي تظهر على المجتمع نتيجة التنمر، ومنها:[٩][١٠]

  • انتشار ثقافة الخوف وكثرة الجرائم.
  • انتشار ثقافة العدوان والعنف على أنها حلول مقبولة للمشاكل في المجتمع بدلًا من حلها بالطرق السلمية التي تدعم ترابط الأفراد.
  • شعور عائلة الضحية بالفشل والعجز لعدم قدرتهم على حماية الابن، وشعورهم بالوحدة والعزلة والقلق، وانشغالهم بالظروف التي يمر بها الابن مما يؤدي إلى إهمال صحتهم.
  • ظهور بيئة مدرسية سلبية قائمة على ثقافة عدم الاحترام، وانعدام الأمن، وتدني طموح الطلاب.


آثار التنمر الأخرى

آثار التنمر على المتنمرين

يتعرض المتنمر إلى العديد من الآثار، ومنها:[١١]

  • الانخراط بسلوك الجريمة مثل؛ السرقة، وتعاطي المخدرات والكحول في مرحلة المراهقة.
  • ممارسة أعمال العنف وتخريب الممتلكات العامة أو المدرسية، بالإضافة إلى الانسحاب من المدرسة.
  • الإساءة للشركاء أو الأزواج أو الأطفال في المستقبل.


آثار التنمر الإلكتروني

يُعرف التنمر الإلكتروني بأنه عبارة عن مجموعة من المضايقات، ويظهر بعدة أشكال كالتعليقات السلبية، والابتزاز، وانتهاك خصوصية المستخدمين لمواقع التواصل الاجتماعي، ويعتبر الأفراد من جميع الأعمار عرضة لهذه المشكلة، حيث يؤدي التنمر الإلكتروني إلى شعور الفرد بانعدام التقدير لذاته، وفقدان ثقته بنفسه خاصة إذا كانت المضايقات تستهدف مظهره الخارجي، مما يجعله يشعر بأنه أقل جاذبية من غيره الأمر الذي يولد لديه الشعور بالخجل ويقلل تفاعله الاجتماعي مع محيطه.[١٢]


آثار التنمر في بيئة العمل

من آثار التنمر في بيئة العمل ما يلي:[١٣][١٤]

  • تظهر سلوكيات التنمر في العمل على عدة أشكال؛ كنشر الشائعات والإساءة اللفظية.
  • التأثير على الأداء الوظيفي، وعدم القدرة على العمل، والصعوبة في اتخاذ القرارات مما يقلل من الإنتاجية.
  • فقدان الموظف للحافز والإبداع في العمل بسبب انشغاله بتجنب التنمر ومحاولة الدفاع عن نفسه.
  • التعرض لآثار نفسية منها؛ التوتر، ونوبات الذعر، والإجهاد، ومشاكل النوم، والتعرض لمشاكل صحية مثل؛ ارتفاع ضغط الدم وقرحة المعدة الناتجة من الإجهاد النفسي.
  • تعرض المؤسسة التي تنتشر بها ثقافة التنمر إلى انخفاض الإنتاجية، وزيادة تكاليف الرعاية الصحية، وانعدام ثقة الموظفين بالإدارة، وفقدان روح التعاون في المؤسسة، وتداعيات قانونية، حيث يُلزم صاحب العمل بدفع تعويضات للموظف بسبب المشاكل المرتبطة بالتنمر.
  • حسب استطلاع قام به معهد البنك الدولي على ألف شخص قد تعرضوا للتنمر في بيئة العمل فإن 71% عانوا من أعراض مرضية و29% عانوا من أفكار انتحارية.

المراجع

  1. "Bullying", psychologytoday, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  2. "Long term economic impact associated with childhood bullying victimisation", researchgate, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  3. Joao Santos (28/6/2018), "The economic impact of bullying #MHED2018", nationalelfservice, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  4. "Effects of Bullying", stopbullying, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  5. Katie Hurley, LCSW, "Short Term and Long Term Effects of Bullying", psycom, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  6. "The Social Effects & Consequences of Bullying", keepyourchildsafe, Retrieved 23/6/2021. Edited.
  7. "Effects of Bullying", stopbullying, Retrieved 2/7/2021. Edited.
  8. by Kate Barrington (5/11/2020), "?How Does Bullying Affect a Student’s Academic Performance", publicschoolreview, Retrieved 2/7/2021. Edited.
  9. Sherri Gordon (2/10/2020), "The Long-Lasting Effects of Bullying", verywellfamily, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  10. "The effects of bullying", kidscape, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  11. "Effects of Bullying", stopbullying, Retrieved 2/7/2021. Edited.
  12. Amanda Dudley (26/10/2020), "Effects of Cyberbullying On An Individual", cyberwise, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  13. Sherri Gordon (10/3/2020), "The Effects of Workplace Bullying", verywellmind, Retrieved 2/7/2021. Edited.
  14. "The Bullying Effect: Costs and Consequences to an Organization", cupahr, 28/9/2016, Retrieved 2/7/2021. Edited.